لا يمكن أبداً إنكار تأثير الأميرة ديانا في عالم الموضة. فقد كانت إحدى أكثر النساء اللواتي جرى تصويرهن، فضلاً عن أن جمالها الناعم ولباقتها المذهلة قد أسرا قلب العالم كله. بعد عشرين عاماً على موتها، يقدم قصر كنسينغتون التحية للمرأة التي اعتبرت القصر منزلها طوال 15 عاماً.
في شهر شباط/فبراير المقبل، سيتم عرض أشهر أزياء ديانا. من الفستان المخملي الكحلي الطويل الذي ارتدته حين رقصت مع جون ترافولتا في البيت الأبيض، إلى البلوزة الوردية الناعمة التي ارتدتها في صورة خطوبتها التي التقطها لها اللورد سنودون.
نجح أسلوب ديانا المرهف في إحياء صناعة الأزياء البريطانية. فقد كانت المرة الأولى في تاريخ العائلة المالكة التي ظهر ضمنها شخص يستطيع الناس الارتباط به ذهنياً والتطلع إليه. كان أسلوب أناقتها قابلاً للتطبيق. أراد الناس أن يكونوا مثلها، وأفضى ذلك إلى ولادة شيء ممتع جداً في صناعة الأزياء البريطانية. فمن شعرها المصفّف بأسلوب سهل، وإنما أنيق جداً، إلى بلوزاتها المربوطة على الجانب… أراد الناس محاكاة أسلوبها بشتى الوسائل. بالفعل، أصبحت هذه البلوزات تُعرف سريعاً باسم بلوزات الأميرة دي، وجرى ابتكار موديلات بسعر مقبول لبيعها في المتاجر مثل ماركس إند سبنسر. يُعزى جزء من تلك الهالة الرائعة إلى اعتبار الأميرة ديانا تجسيداً للأميرة الأسطورية التي ارتدت أجمل الفساتين بأسلوب أنيق وسهل جداً. كانت باختصار رمز الشخص الممكن التطلع إليه والطموح لأن نكون مثله. لم يكن في وسعنا الوصول إليها، لكنها بدت في الوقت نفسه قريبة جداً. امتلكت أسلوبها الخاص في الأناقة، ولم تغرِها أبداً تيارات الموضة الرائجة. ومع تقدمها في العمر، ازدادت لديها تلك الفرادة المميزة في الأسلوب. والآن، يحتفل المعرض بكل خيارات ديانا في الأزياء، بحيث يبدو المعرض مذهلاً ومميزاً جداً.
تولت الإشراف على المعرض إيليري لين التي تأخذنا في رحلة ساحرة فعلاً. تبدأ بالملابس الرزينة والتقليدية التي ارتدتها مع بدء ظهور الأميرة العلني عام 1981، إلى الأسلوب المذهل الذي عكس ثقة أميرة وايلز في نفسها. حكاية الأميرة ديانا (التي أسرت قلوب عامة الشعب وأضفت لمسة جاذبية ساحرة على العالم الملكي الرزين) تُسرد عبر سلسلة من بذلات كاترين والكر الأنيقة، وفساتين سهرة فاتنة وتصاميم معدّة وفق الطلب من جانب مصمميها المفضلين. لا شك في أن صورة الأميرة ديانا كانت ثورية. فقد استخدمت أسلوبها الفريد في الموضة بطريقة لفتت انتباه العامة وأوحت لهم بالتواصل مع الجمعيات الخيرية التي عملت بكدّ لدعمها ومساندتها.
في ما يأتي أبرز ما قالته إيليري لين عن المعرض:
«ديانا، أميرة وايلز، كانت إحدى أكثر النساء اللواتي جرى تصويرهن في العالم، وكان يتم تأمل كل خياراتها في الموضة بدقة شديدة. يستكشف هذا المعرض حكاية امرأة شابة تعلمت بسرعة قواعد الملابس الملكية والديبلوماسية، ونجحت في إلقاء الضوء على المصممين وصناعة الأزياء في بريطانيا. نلاحظ كيف ازدادت ثقتها في نفسها خلال حياتها، وباتت أكثر قدرة على التحكم في الصورة التي تمثلها، والتعبير عن ذلك بذكاء من خلال ملابسها. إنها حكاية تستطيع غالبية النساء حول العالم التشبّه بها، ونأمل أن ينضم إلينا الكثير من الزوار للاطلاع عن كثب على أبرز ملابس ديانا التي ستُعرض في منزلها السابق». تجدر الإشارة إلى أن بعض التصاميم لم تعرض أبداً أمام العموم من قبل، ومن ضمنها بذلة إيمانويل الزرقاء المطبّعة بالمربعات التي ارتدتها ديانا في حقبة الثمانينيات خلال زيارة رسمية إلى مدينة البندقية. هذا التصميم النادر من ملابس ديانا النهارية تم بيعه أخيراً في المزاد العلني من جانب الجمعية الخيرية التابعة لقصر كنسينغتون Historic Royal Palaces. ثمة فستان تم شراؤه أصلاً بمبلغ 100000 جنيه استرليني، وبيع بقيمة 240000 جنيه استرليني في المزاد العلني عام 2013. لن يتحول فقط القسم الداخلي من هذا المبنى العظيم إلى معرض لتقديم التحية للأميرة ديانا، وإنما تمت أيضاً زراعة الحدائق المحيطة بالقصر بمجموعة أنيقة من الأزهار والنباتات، المستوحاة من أسلوب الأميرة الراحلة. وستكون الحديقة متألقة خلال أشهر الربيع والصيف مع أزهار التوليب، والورد الأبيض، والنرجس، والأعشاب الزخرفية واللؤلؤية الصغيرة، مما يولد إحساساً بالهدوء ويوحي بالتأمل. هذه «الحديقة البيضاء» الموقتة هي تحية خاصة تحتفل بعشق الأميرة ديانا لحديقة صانكن Sunken Garden في قصر كنسينغتون. فحين عاشت هناك، أمضت الكثير من وقتها في الحدائق وتحدثت غالباً مع البستاني المسؤول عن العناية بها.
سين هاركين، المسؤول عن الحدائق في قصر كنسينغتون:
«إنه لفخر كبير لي ولفريق عملي أن نهتم كل يوم بالحدائق الجميلة لقصر كنسينغتون، ونتطلع إلى إنشاء «حديقة بيضاء» السنة المقبلة تحتفل بحياة أحد أهم الأشخاص الذين عاشوا في القصر، ديانا، أميرة وايلز. نأمل أن نستجمع الطاقة والروح اللذين جعلا منها وجهاً محبوباً جداً في كل أرجاء العالم».
هذا المعرض ليس مجرد مجموعة من الفساتين والبذلات، إنما يعطينا لمحة عن حياة استثنائية، ويُظهر لنا شيئاً من التاريخ البريطاني، ويخبرنا كثيراً عن فترة فريدة في الأزياء البريطانية. تم إعداد المعرض بعناية كبيرة بحيث يكون من دون شك أحد أرقى المعارض لسنة 2017.
يفتتح معرض «ديانا: حكاية أزيائها» في 24 شباط/فبراير 2017 في قصر كنسينغتون.