بالتزامن مع التغيرات الكبيرة التي تُحدثها المجالات التكنولوجية المختلفة وعمليات تحليل البيانات الضخمة ضمن جميع القطاعات في شتى أنحاء العالم، يأتي معرض ’جلفود 2018‘، الفعالية السنوية التجارية الأكبر ضمن قطاع المأكولات والمشروبات على مستوى العالم، ليقدم منصة مثالية تجمع أكثر من 5 آلاف من أهم اللاعبين في القطاع لبحث وتقييم الطرق التي تعمل من خلالها الابتكارات وتكنولوجيا الخدمات الغذائية، مثل التجارة الإلكترونية وتطبيقات توصيل الطلبات، على تغيير المشهد الكلي للقطاع.
ووفقاً للأرقام الصادرة عن ’مؤسسة البيانات الدولية‘IDC))، فمن المتوقع أن تحقق الأرباح العالمية الناتجة عن اعتماد تقنيات تحليل البيانات الضخمة معدل نمو سنوي مركب يبلغ 11.7% لتتجاوز عتبة 203 مليار دولار أمريكي في السنة بحلول عام 2020، وذلك بالتوازي مع بحث الشركات عن طرق جديدة تتيح لها تلبية متطلبات المستهلكين بدقة.
ويشير “تقرير جلفود لتوقعات قطاع الأغذية العالمي”، وهو تقرير مستقل صادر عن شركة ’يورومونيتور إنترناشيونال‘ بتكليفٍ من مركز دبي التجاري العالمي- الجهة المنظمة لـ ’جلفود 2018‘ قبل انطلاق دورته المقبلة- إلى أنه بالتزامن مع إسهام شريحة الشباب العالمية ذات النمو الكبير والاتجاه الأكبر نحو الطابع الحضري في تعزيز الطلب على المأكولات والمشروبات المعلبة، وبالتوازي مع توقع وصول مبيعات المأكولات والمشروبات العالمية سنويا إلى 1.8 تريليون دولار أمريكي سنوياً بحلول عام 2021، فإن “عمليات الشراء عبر الإنترنت تسهم في إحداث تغييرات لا تقتصر على طرائق إيصال أصناف المنتجات المخصصة للتخزين أو للتوصيل المنزلي فحسب، بل تتعداها لتشمل نواحي الوصول إلى العلامات التجارية المحلية وأنماط التوريد قصيرة الأمد”.
ويضيف التقرير: “ومن هنا تنبع أهمية وضرورة بذل الجهود الحثيثة لتلبية هذه المتطلبات من خلال اعتماد تقنيات ’البلوك تشين‘ وتكنولوجيا خدمات المستهلكين. كما ينطوي الاستثمار ضمن سلسلة التوريد ولوجستيات التوصيل على أهمية كبيرة فيما يتعلق بتلبية الاحتياجات الأساسية للمستهلكين الشباب ممن يتمتعون بمعدلات وعي عالية، وتمهد هذه الاستثمارات الطريق نحو تلبية المتطلبات المستقبلية وتقديم منتجات مميزة ومصممة بدقة وإتقان لتلبي أذواق المستهلكين بحلول عام 2030”.
كما أفاد التقرير بأن تجارة التجزئة عبر الإنترنت والتجارة الإلكترونية تشكلان أسرع قنوات تجارة التجزئة نمواً ضمن قطاع المأكولات العالمي. وتشهد منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقياً أكبر نسبة نمو في هذا المجال، ومن المتوقع أن تحقق معدل نمو سنوي مركب يبلغ 39% خلال عام 2021؛ فيما تشكل خدمات التوصيل المنزلي والوجبات الجاهزة خدمات المأكولات الأسرع نمواً في مناطق أمريكا الشمالية والجنوبية والشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بالإضافة إلى منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى التي سجلت أسرع معدلات النمو، محققةً معدل نمو سنوي مركب بلغ 8.9%. ومن المتوقع أن يبلغ معدل النمو السنوي المركب خلال السنوات الثلاث القادمة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 5.1%.
وبدوره، يتيح معرض ’جلفود‘، المزمع في مركز دبي التجاري العالمي، لأهم اللاعبين ضمن سلسلة التوريد الإقليمية والعالمية فرصةً استثنائية لتسليط الضوء على الجهود المبذولة من قبلهم لاعتماد أحدث النواحي التكنولوجية التي تصب في صالح القطاع بمشهده الجديد.
وبهذا الصدد، قالت تريكسي لوه ميرماند، نائب الرئيس الأول للمعارض والفعاليات لدى مركز دبي التجاري العالمي: “أسهمت الرؤية الحكيمة لقيادة دولة الإمارات العربية المتحدة في تصدرها لمشهد الابتكار العالمي ضمن نواحي المجتمع والأعمال على حد سواء، ويأتي معرض ’جلفود‘ ليتماشى بشكل مثالي مع هذا النهج الرائد. وانطلاقاً من كونه المعرض التجاري الأكبر ضمن قطاع المأكولات والمشروبات على مستوى العالم، يتيح ’جلفود‘ فرصة استثنائية لأكثر من 5 آلاف جهة عارضة استعراض أحدث المنتجات والخدمات التي توصلت إليها، والتي تأتي أغلبها كنتيجة للأثر الإيجابي الذي تحدثه التكنولوجيا في حياتنا. تتيح الأقسام المتخصصة التي ينطوي عليها المعرض للمشترين وصولاً مميزاً إلى الجهات العارضة المستهدفة، فضلاً عن توفيره المزيد من فرص اللقاء المباشر مع الجهات التي تقدم أحدث الحلول التكنولوجية المطلوبة. وإلى جانب ذلك كله، تسهم ’جوائز جلفود للابتكار‘ في استعراض وتكريم جهود الابتكار والإبداع ضمن القطاع”.
ومع اتجاه الابتكارات الحالية نحو تعزيز الفوائد الصحية للمنتجات وحرص الجهات المصنعة على تلبية متطلبات شريحة جيل الألفية من ذوي الوعي الصحي المرتفع، تشكل شركة ’دو‘ الفرنسية، الرائدة في مجال اللحوم والدواجن، مثالاً مميزاً عن الجهات العارضة التي تعتمد الحلول التكنولوجية المتطورة لتلبية متطلبات العملاء. وتعود الشركة للمشاركة مرة أخرى في ’جلفود‘ بإطلاق منتج ’دو فت لايف‘ الذي يُعد أول منتجات الدجاج المُجمد الحلال المغذّى طبيعياً على بذور الكتان، والذي يشكل مصدراً طبيعياً للأحماض الدهنية الطبيعية أوميجا 3. ونتيجة لتغذية الدجاج بهذه الطريقة، أصبح بإمكان المستهلك تناول أوميجا 3 والحصول على فوائد صحية بشكل طبيعي. وقد نجح المنتج في الوصول إلى القائمة النهائية لجائزة “أفضل ابتكار ضمن منتجات اللحوم والدواجن” ضمن ’جوائز جلفود للابتكار‘.
وفي هذا السياق، قد يشكل الانتباه والاستماع إلى متطلبات واحتياجات العملاء والمستهلكين عاملاً جوهرياً مهماً ضمن هذا القطاع. وقد أصبحت المأكولات الصحية والاستدامة والتتبع عوامل محورية بالنسبة للباعة والمستهلكين النهائيين على حد سواء. يُذكر أن جميع المنتجات النهائية لدى ’دو‘ تُرفق مع رقم دفعة محدد يتيح معرفة تاريخ الإنتاج ومنشأ التفريخ وموقع التفقيس، فضلاً عن نوع الغذاء الذي تعيش عليه الدواجن وأنماط الرعاية المقدمة لها، إلى جانب تاريخ الذبح وجميع العمليات المطبقة الأخرى. ويتم بعدها تلخيص هذه المعلومات المخزنة ضمن لوائح الكترونية تتيح للشركة في أي وقت معرفة مكان تربية ونمو الدواجن ونمط الغذاء المُقدم لها بكل دقة، وذلك بهدف ضمان المحافظة على المستويات العالية والمرموقة من النوعية والنكهة التي توفرها الشركة. وإلى جانب عمليات التفقيس، يجري فحص ومراقبة واختبار جميع الدواجن لضمان عدم إصابتها بالجراثيم؛ حيث يتم إجراء أكثر من 12 ألف تحليل سنوياَ في جميع مواقع عمل مجموعة ’دو‘(Doux)”.
وبدورها، تعمل شركة ’إفكو‘، الشركة الإماراتية الرائدة في تصنيع الأغذية، على اعتماد أحدث الابتكارات والتقنيات تماشياً مع متطلبات عملائها. وبهذا الإطار، قال سوداكار جوبتا رئيس قطاع تنمية الأعمال الدولية لدى شركة ’إفكو‘: “تخطو دولة الإمارات العربية المتحدة خطوات جبارة نحو اعتماد تقنيات البيانات الضخمة و’البلوك تشين‘ ضمن أنظمتها. ونعتقد في ’إفكو‘ بأن الابتكارات والحلول والتقنيات الجديدة يجب أن تنبع من احتياجات ومتطلبات العملاء؛ حيث أن الابتكارات التي لا تلبي احتياجات العملاء تُعد غير ذات أهمية. لذا نعمل بشكل حثيث على فهم احتياجات ومتطلبات عملائنا، وقد قمنا بإدراج نواحي جمع البيانات ضمن منتجاتنا لضمان الوصول إلى منتجات تلبي متطلبات المستهلكين من نواحي الجودة والصحة والعافية والسعر”.