ماذا سيقول هؤلاء الأعداء حول كلام جلالة الملك عبدالله الثاني الأول لزملائه في القوات المسلحة، في معرض حديثه عن المشككين بالثوابت الأردنية المقدسة وتضحيات الأردنيين في الجيش العربي أو المواطنين العاديين، وتضحيات النظام السياسي الأردني المستمرة، التي تأتي دوما على حساب أمنه واستقراره ورفاه مواطنيه؟..
نحن نحتاج الى هذا الخطاب الملكي الحادّ، تجاه كل من يحاول الاعتداء على الأردن وتاريخه ودوره وعوامل استقراره بل وجوده على الخارطة..
يتأفف الغزاة المحتلون من تصريحات وخطابات الأردنيين، الذي يصفه الملك عبدالله الثاني وفي كل مناسبة بأنه ثابت ولا يتغير فيما يتعلق بفلسطين وحقوق شعبها بحياة حرة كريمة في دولة ذات سيادة، وعودة شعبها من الشتات الممتد، وتعويضهم عن كل خسائرهم جرّاء العدوان الغاشم الآثم المحمي من قبل ديكتاتوريات الاستعمار القديم والحديث، التي بات ترمب العنصري مديرها والناطق باسمها وصاحب الحل والعقد فيها، تجاوزا على كل الأعراف والمواثيق الإنسانية والأخلاقية والدولية، وتجاوزا على أخلاقيات المجتمع الأمريكي ومبادئه التي تترجمها صناديق الاقتراع في كل مفاصل الحياة الأمريكية..هذا المجتمع الذي كان بالأمس يمثل قمة حلم كثير من البشر في الكوكب، فأصبح واقعا أسود جعل من أمريكا مجرد مستوطنة اسرائيلية، يتحدث باسمها وباسم دولتها صهاينة مسيحيين، يحتكمون للأساطير اليهودية القديمة، التي جعلت من البشر مجرد خدم في المحفل الصهيوني الكبير.
نحن في الأردن لا نفهم ولا يمكن أن نتعلم غير هذا الخطاب تجاه كل معتد غاصب يحاول التمدد على حساب الشعوب الأخرى، ويسيطر على مقدراتها ويهجّر شعوبها، ويكون موقفنا أكثر وضوحا واحتدادا إن كان وطننا أو نظامنا هو الواقع في عين الأطماع والجرائم الاسرائيلية المتزايدة، وإن كانت فلسطين محتلة ولا تملك قرارها فالأردن دولة ذات سيادة وكرامة، تملك قرارها ولا تذعن لكل وسائل الضغط التي تمارسها اسرائيل وخدمها في الشرق والغرب، ومن يريد اختبار الأردن من جديد فلن يسمع غير هذا الخطاب، ولن يتوقع غير شجاعة وصلابة الأردني في الدفاع عن حقوقه وسيادة دولته واستقرار نظامه السياسي.
دفعنا كل شيء من أجل دورنا في قضية فلسطين، وتحملنا كل الصعاب، وما زلنا نفعل ولا ننتظر شكرا ولا منّة من أحد، ولن نتقاعس عن هذا الدور والحق بالدفاع عن النفس، لأننا مقتنعون بأن أي هدر لحقوق فلسطين وشعبها سيتم تعويضه من حساب الأردن الأمني والسيادي والاجتماعي والاقتصادي، وهذا ما لن نسمح به مجددا، حيث يحق للأردن أن يقول «كلا» ويقول «كفى»، فلا حلول على حسابه ولا مزايدات على دوره وواجبه، ولا تنازل عن ثوابته في حماية ورعاية المقدسات بدوافع سياسية وتاريخية وإن شئتم أو لم تشاءوا دوافع عقائدية، تستند الى دور الهاشميين في حماية المقدسات في فلسطين لا سيما القدس الشريف.
يجب أن ترتفع عقيرة الأردنيين بالرفض لكل ما يقوم به الاحتلال الاسرائيلي في فلسطين المحتلة وفي القدس الشريف وفي الجولان، وفوق كل شبر عربي تم احتلاله من قبل العصابات اليهودية والصهيونية المدعومة من المتصهينين وأساطيرهم، فخطاب مجلس النواب الرافض لاتفاقية الغاز الفلسطيني المسروق، خطاب محمود، ومطلوب، ويجب أن يتكلل برفض هذه الاتفاقية من قبل النواب والشعب، فالعدو على الحدود، ويبث سمومه التشكيكية بالأردن وواجبه ودوره وثباته الذي يمثله جلالة الملك عبدالله الثاني بمواقفه، التي لم تكن بالنسبة لهم أو لعملائهم وخدمهم بمثل هذا الوضوح..
لا نريد ان نتحدث تنظيرا ولا إنشاء، بل نحن عند اللزوم وعلى طريقة الحر النائب يحيى السعود «مستعدين نباطح».