أعلن مسؤولون ومديرون،خلال فعاليات اليوم الثاني للقمة العالمية لطاقة المستقبل في أبوظبي، إطلاق معرض مختص بكفاءة استهلاك الطاقة، مشيرين إلى أن الدورة الأولى من المعرض ستقام على هامش دورة 2017 المقبلة من القمة.
واعتبروا أن مسألة الكفاءة في استهلاك الطاقة من أهمّ الحلول التي ينبغي على دول العالم اللجوء إليها لمواجهة الارتفاع الشديد في الطلب على الطاقة.
وقالوا خلال مؤتمر صحافي عقد على هامش القمة، إن المباني المرشّدة في استهلاك الطاقة تتمتع بواحدة من أعلى الإمكانات للحد من انبعاثات الكربون وخفض تكاليف الطاقة، لافتين أن المباني تستهلك 80% من الكهرباء في دولة الإمارات.
التنمية المستدامة
5.8 تريليونات دولار فرص استثمارية
أظهر تقرير صادر عن الوكالة الدولية للطاقة المتجددة «آيرينا»، أن «الاستثمارات في مجال كفاءة استهلاك الطاقة في أنحاء العالم مهيّأة للوصول إلى 385 مليار دولار سنوياً، أي نحو 5.8 تريليونات دولار في مجملها حتى عام 2030».
وأشار التقرير إلى أن «الاستثمار في المباني المرشّدة للطاقة وحدها سيصل إلى 125 مليار دولار بحلول عام 2020، نظراً لكون المباني من أبرز الشرائح المستهلكة للطاقة».
وحسب تقرير آخر صدر حديثاً عن كل من بنك أبوظبي الوطني، وجامعة كامبردج، وشركة الاستشارات العالمية «برايس ووتر هاوس كوبرز»، فإن منطقة الشرق الأوسط بحاجة إلى ضخّ 555 مليار دولار في إجمالي الاستثمارات في البنية التحتية لقطاع الطاقة بحلول عام 2030، وذلك لتلبية النمو السريع في الطلب على الطاقة، في ضوء توقعات تشير إلى تضاعف هذا الطلب في 2030.
وتفصيلاً، أكد الرئيس التنفيذي لشركة مصدر، أحمد بالهول، أن «التنمية المستدامة تتطلب تحقيق الكفاءة في إدارة الطلب على الطاقة وكذلك المعروض منها»، لافتاً إلى أن «هذا الأمر ينطبق على منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا مثل أي منطقة أخرى في العالم».
وقال بالهول «نعتزم في معرض كفاءة استهلاك الطاقة الذي ستقام فعالياته على هامش القمة العالمية لطاقة المستقبل 2017، مشاركة الآخرين خلاصة تجربتنا المكتسبة من علاقات الشراكة بين القطاعين العام والخاص في مسألة ترشيد استهلاك الطاقة، وبما يشمل دور مدينة مصدر، التي تشكل (بصمة أبوظبي الخضراء) في مجال التصميم الحضري المستدام»، مشيراً إلى أن «مدينة مصدر تستهلك طاقة ومياه أقلّ بنسبة 40% مما تستهلك المناطق الحضرية التقليدية ذات المساحات المماثلة».
وأضاف الرئيس التنفيذي لشركة مصدر، المتخصصة بالطاقة المتجددة ومقرها أبوظبي، أن «المعرض سيتيح لنا الفرصة لعرض ابتكارات مثل أداة (المباني المستقبلية)، وهي منصة إلكترونية على الإنترنت لمساعدة المهندسين والمعماريين والمقاولين في العثور على مصادر لتوريد مواد بناء ومنتجات رفيقة بالبيئة، تم تقييمها باستقلالية»، لافتاً إلى أن من المنتظر أن «يشجّع المعرض الجهات المعنية على اتخاذ مزيد من خطوات التعاون وإذكاء روح العمل الريادي عند نقطة الالتقاء التي تجمع المياه والطاقة، من أجل تعزيز الاستدامة».
أهمية الاستدامة
من جهته، شدد المدير التنفيذي لقطاع الشؤون الاستراتيجية في مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني، المهندس عبدالله الشامسي، على «أهمية الاستدامة باعتبارها أحد المبادئ التوجيهية لرؤية أبوظبي 2030»، مشيراً إلى أنها «تكمن في صميم أهداف مجلس التخطيط العمراني الخاصة بتطوير الإمارة».
وقال: «نرى أن تحقيق كفاءة استهلاك الطاقة في المباني عامل حيوي في دعم أبوظبي لتلبية الطلب الحالي والمستقبلي على الطاقة»، مبيناً أنه «على مدى السنوات الخمس الماضية، تم تصنيف المشروعات العقارية في الإمارة، من خلال برنامج استدامة، استناداً على مجموعة من العوامل، منها كفاءة استهلاك الطاقة، وذلك باستخدام نظام التقييم بدرجات اللؤلؤ الإلزامي من (استدامة)».
وأضاف الشامسي أن «مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني كشريك استراتيجي يتطلع إلى تبادل المعرفة والخبرات المتعلقة بأفضل الممارسات في عمليات الاستدامة وأدواتها وأساليبها مع الوفود المشاركة في معرض كفاءة استهلاك الطاقة 2017».
وأوضح أن «(استدامة) هو برنامج حكومة أبوظبي الرسمي لتطوير إمارة مستدامة تلبي احتياجات مواطنيها من الموارد حاضراً ومستقبلاً»، لافتاً إلى أن «البرنامج حظي منذ إطلاقه في عام 2008، باحترام دولي واسع».
وأعرب الشامسي عن اعتقاده بأن «معرض كفاءة استهلاك الطاقة سيقدم منصة كبيرة للتعامل مع جمهور عريض ومتنوع، ما سيسهم في تعزيز الوعي ببرنامج استدامة على نطاق عالمي».
المباني المرشّدة
بدوره، قال رئيس مجلس إدارة مجلس الإمارات للأبنية الخضراء، سعيد العبار، إن «المباني المرشّدة في استهلاك الطاقة تتمتع بواحد من أعلى الإمكانات للحد من انبعاثات الكربون وخفض تكاليف الطاقة، لاسيما أن المباني تستهلك 80% من الكهرباء في دولة الإمارات».
وأضاف أن «معرض كفاءة استهلاك الطاقة سيكون حدثاً بارزاً لإيجاد فرص تجارية جديدة في مشروعات بمجال كفاءة الطاقة لا تعود بالنفع على البيئة وحدها، وإنما بعوائد مادية مجزية على الاستثمار».
إلى ذلك، اعتبر رئيس مجلس إدارة مجلس أعمال الطاقة النظيفة، الدكتور ناصر السعيدي، أن «كفاءة استهلاك الطاقة واحدة من أقل الطرق كلفة وأكثرها فعالية لحل مشكلات الارتفاع الهائل في الطلب على الطاقة بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا»، قائلاً إن «معرض كفاءة استهلاك الطاقة 2017 سيدعم التشريعات الحكومية الذكية التي يمكن أن تساعد في تغيير سلوكيات الاستهلاك لدى الشركات والأفراد من أجل تبني التقنيات المرشّدة للطاقة».
كبرى الدورات
في السياق نفسه، قال رئيس شركة «ريد» للمعارض، فريدريك تو، إن «هذا المعرض يُهيّئ للقمة العالمية لطاقة المستقبل 2017 لتكون كبرى دورات القمة وأشدها تأثيراً، لاسيما مع استمرار تنامي الطلب العالمي على الطاقة»، مشيراً إلى أن «الحدث سيستفيد من نجاح الفعالية الحوارية التي أقيمت حول كفاءة استهلاك الطاقة خلال القمة العالمية الحالية لطاقة المستقبل، كما أنه سيعرض فرصاً عديدة لتطوير الأعمال مع أبرز اللاعبين في هذا المجال من الشرق الأوسط والعالم».
يشار إلى أن معرض كفاءة استهلاك الطاقة 2017، يهدف إلى تمكين القطاعين العام والخاص، فضلاً عن المستخدمين، من التواصل والحصول على حلول مبتكرة وإقامة علاقات شراكة ناجحة.
ومن المتوقع أن يغطي العارضون المشاركون في الحدث موضوعات كالإضاءة، والمباني الذكية، والتبريد، وتوليد الكهرباء، والشبكات الذكية، والخدمات المالية.
توفير
أفاد مجلس أعمال الطاقة النظيفة بأنه يمكن لبلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، التي تقلل من أحمال الكهرباء بنسبة 5% أن تنجح في توفير ما معدله 190 مليون دولار سنوياً.