أقامت «دبي للثقافة» العديد من الخدمات الصيفية، بالتعاون مع مؤسسات ومواقع تاريخية، لتعزيز حضور المواقع التراثية بين الأجيال الناشئة، وتوثيق علاقتها بتاريخ دولة الإمارات وإرثها العريق، وإبقاء التراث الثقافي الإماراتي حاضراً في عقول وقلوب الصغار، وتحفيزهم على الاستلهام منه في مواصلة مسيرة التطوير والازدهار في وطنهم.
زاجل نيوز، ٣، آب، ٢٠٢٢ | اخبار الخليج
بعض هذه المخيمات جاء امتداداً لدورات سابقة، وبعضها يقام للمرة الأولى، مثل مخيم «المستكشفون الصغار» في متحف الشندغة، ومخيم «سعادة واستفادة» في حي الفهيدي التاريخي، سعياً لاكتشاف مواهب الصغار واليافعين، وتنمية قدراتهم الإبداعية والابتكارية، وتطوير مهاراتهم الحياتية، وترسيخ حبهم للقراءة.
ويعتبر مخيم «المستكشفون الصغار» في متحف الشندغة أشبه برحلة مملوءة بالمرح والتعلّم والإبداع، وقد أقيم من 14 حتى 31 يوليو/ تموز 2022، مخصصاً للصغار من 8 إلى 12 عاماً خلال إجازتهم المدرسية الصيفية عبر ورش عمل متخصصة وشيّقة، فضلاً عن جولات يستكشفون فيها عوالم الماضي والتراث الإماراتي الأصيل بين أروقة متحف الشندغة بدبي.
أما مخيم «سعادة واستفادة» في حي الفهيدي التاريخي، فركّز على توفير باقة ثرية من الورش التثقيفية والأنشطة الشيّقة والمبتكرة للصغار من 7 إلى 12 عاماً، خلال إجازتهم الصيفية. وضم المخيم ورشاً تفاعلية فنية وتعليمية ورياضية وترفيهية، وجولات واقعية في الحي، واستمر من 19 حتى 28 يوليو/ تموز 2022.
والمخيم الصيفي في مكتبات دبي العامة مبادرة سنوية لتوثيق علاقة الصغار واليافعين بالمكتبات عبر مجموعة من الأنشطة الغنية الهادفة التي تنطلق بهم عبر رحلة استكشافية في رحاب الفنون والرسم والأدب والأشغال اليدوية، فضلاً عن المسابقات والتسلية، ضمن أجواء ثقافية تمزج بين الفنون والترفيه والمرح، وتستمر من 1 إلى 28 أغسطس/ آب 2022.
أما مخيم «المرشد الثقافي المعتمد»، فهو برنامج سنوي هادف يتيح أمام الصغار واليافعين فرصة تعلّم مهارات وظيفة المرشد الثقافي المعتمد، إضافة إلى التعرّف إلى أقسام متحف الاتحاد المختلفة، لتنمية معارفهم حول تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة ومقتنيات آبائها المؤسسين. ويحصل المشاركون على شهادة «المرشد الثقافي المعتمد» خلال أسبوع.
ويقدم «برنامج الجليلة الصيفي» السنوي للأطفال واليافعين تجربة فريدة ضمن أجواء ثقافية وتعليمية آمنة ومفعمة بالترفيه، لتطوير مواهبهم ومهاراتهم الحياتية ومساعدتهم على إطلاق العنان لمخيلاتهم، من خلال مجموعة من ورش العمل التفاعلية والأنشطة المسلية.
وأوضح عادل عمر، مدير أول إدارة المشاريع الخاصة والإعلامية في مركز الجليلة، أن من شأن الورش والأنشطة التي يضمها البرنامج الصيفي الإسهام في توسيع الآفاق الفكرية والحِرَفية لدى الأطفال، وتشجيعهم على استثمار أوقاتهم خلال فترة الإجازة المدرسية على النحو الأمثل. وقال: «هذه الورش توفر للأطفال مساحة آمنة في بيئة مفعمة بالترفيه والتسلية والتثقيف، ما يشجعهم على الابتكار والتعبير عن الذات، ويسهم في تعزيز روح الابتكار والطموح لديهم وتنمية مواهبهم، وتمهيد الطريق أمامهم للانطلاق نحو مستقبل مبدع».
وأشارت حنان الهرمودي، مدير مشروع برنامج المرشد الثقافي المعتمد إلى أن البرنامج كان أشبه بمنصة مبتكرة لإبراز مهنة المرشد الثقافي في المجتمع الإماراتي، ونشر الوعي حول أهمية دور المرشد كسفير لوطنه أمام الزوار من جميع أنحاء العالم. وقالت: «يسهم البرنامج في تحفيز الإبداع والابتكار لدى الناشئة، واكتشاف وتطوير مواهبهم. كما يتيح أمام المشاركين فرصة ثمينة لاكتساب مهارات الإرشاد الثقافي التي تسهم في تنمية مهارات القيادة لديهم، وتعزيز ثقتهم بأنفسهم وقدرتهم على التواصل مع الآخرين، عبر أنشطة وورش عمل مملوءة بالمرح والفائدة».
ويقول حسب عبد الله العبيدلي – مدير متحف الشندغة بالإنابة: «يستمتع الأطفال من خلال الأنشطة الثرية في المخيم بأوقات مميزة ومفيدة خلال عطلتهم الصيفية، إذ كان هدفنا أن نوفر لهم طيفاً واسعاً من الورش والأنشطة التعليمية والتثقيفية والمهارية والمسلية في آن، فالمخيمات الصيفية تمثل جزءاً من مسؤوليتنا في الارتقاء بثقافة ومعارف أجيال الغد في شتى المجالات، كما تُعتبر فرصة مهمة لاكتشاف مواهبهم والعمل على صقلها وتنميتها، فضلاً عن تعزيز وتنشئة جيل وثيق الصلة بالتراث الإماراتي الأصيل».
وترى ليلى عبدالله بالهوش، مدير مشروع المخيّم الصيفي في حي الفهيدي التاريخي، أن المخيم فرصة لتحفيز الإبداع والابتكار لدى الناشئة، واكتشاف وتطوير مواهبهم وتنميتها، وقالت: «يُعد المخيم الصيفي نشاطاً مهماً في تطوير مهارات الطفل الفكرية وتعزيز قدراته في تحمّل المسؤولية، وبناء علاقات صداقة خارج إطار أصدقاء المدرسة أو العائلة، فضلاً عن مساهمته في ملء فراغ الطفل خلال عطلة الصيف. وبالتالي، يُعد المخيّم الصيفي الطريقة المثلى التي تجعل إجازة الطفل الصيفية ممتعة ومفيدة في الوقت ذاته».
وأكدت إيمان الحمادي، مدير قسم شؤون المكتبات مكلف في دبي للثقافة، أن المخيم الصيفي طريقة مبتكرة للخروج من روتين الإجازة الصيفية. وقالت: «نقدم للأطفال طيفاً واسعاً من البرامج والورش التعليمية والترفيهية ضمن أجواء محفّزة ومرحة تشجعهم على إطلاق العنان لطاقاتهم وتطوير مهاراتهم الحياتية تحت إشراف متخصصين وخبراء في مجالات عدة. تمنحهم هذه البرامج فرصة ثمينة لتوطيد علاقتهم مع الكتاب والقراءة، وتعزيز معارفهم وتطوير مهاراتهم الإبداعية وتفريغ طاقاتهم بشكل إيجابي وقضاء أوقات ممتعة ومفيدة في آن معاً».
زاجل نيوز