بالنسبة إلى معظم الأشخاص، فإنّ أوجاع المعدة هي جزء منتظم من الحياة. لكن بعيداً من الانزعاج الشديد المؤقت الذي سبق أن تعرّضتم له، هناك أيضاً أشكال عديدة للآلام المِعوية التي قد تُشير إلى مشكلات صحّية جدّية يجب عدم تجاهلها إطلاقاً.
قد يكون من الصعب معرفة إذا كان وجع المعدة الذي تواجهونه هو النوع الذي سيتوقف من تلقاء نفسه أو يحتاج إلى استشارة طبية. لذلك سلّط الخبراء أخيراً الضوء على 6 أنواع يجب عدم غضّ النظر عنها:
ألم مُستمرّ
إنّ أيّ انزعاج مِعوي مُزمن، أو أي ألم مُستمرّ أو متكرّر يدوم 3 أشهر أو أكثر، يجب أن يدفعكم إلى زيارة الطبيب أو خبيرة التغذية، إستناداً إلى اختصاصية التغذية، ليز ماكماهون، من فيلادلفيا. هذا النوع من الانزعاج يتضمّن مجموعة أعراض كالإسهال المستمرّ، والإمساك، والألم بعد الأكل، والشعور بالشبع بعد تناول بضع قضمات من الطعام فقط، والنفخة، والغازات. قد تحدث هذه الحالات بسبب متلازمة القولون العصبي، أو العجز عن هضم اللاكتوز، أو ما يُعرف بـ»خزل المعدة»، وهي الحالة التي تعجز فيها المعدة عن تفريغ الطعام جيداً. ودعَت ماكماهون إلى استشارة اختصاصي أمراض الجهاز الهضمي لرصد أي مشكلة أكثر جدّية مثل التهاب الأمعاء أو داء السيلياك، وتلقّي التشخيص السليم. وبعد معرفة المشكلة الفعلية، يأتي دور خبيرة التغذية لتحديد النظام الغذائي المُلائم.
وجع مُصاحب بالغثيان أو التقيؤ
قالت اختصاصية أمراض الجهاز الهضمي الطبيبة، إيلينا إفاناينا، من «Lenox Hill Hospital» إنّ «الانزعاج المِعوي الذي يكون مُصاحباً بالغثيان والتقيؤ قد يحدث لأسباب عديدة تشمل انسداد الأمعاء، أو عدوى الجهاز الهضمي، أو التهاب، أو حِصى الكِلى، أو تمزّق كيس المبيض، أو قرحة، أو حتى نوبة قلبية». هناك تشخيصات عديدة أخرى يجب أخذها في الاعتبار، لذلك من المهمّ التحدّث إلى الطبيب في حال معاناة وجع في المعدة مع غثيان وتقيؤ. علماً أنه في بعض الحالات، يحدث الغثيان نتيجة المبالغة في الأكل والتسمّم الغذائي، ويختفي عادةً خلال يوم أو اثنين.
ألم أو انزعاج مع دم في البراز
شدّدت اختصاصية أمراض الجهاز الهضمي، الدكتورة سامنتا نزاريت، من نيويورك على «ضرورة تحديد موعد مع الطبيب فور رؤية دم قادم من الفم أو الشرج». ولفتت إلى أنّ «الدم في البراز لا يكون دائماً أحمر اللون، إنما قد يأتي أيضاً بشكل أسود، والذي يرمز غالباً إلى نزيف من أعلى الجهاز الهضمي، كالمعدة». نزيف الجهاز الهضمي قد يحدث بسبب عوامل عديدة بما فيها التهاب القولون، والبواسير، ونزيف قرحة المعدة، والسرطان المِعوي. غير أنّ بعض المأكولات والأدوية قد يسبب بدوره هذا البراز الدموي، كالتوت والشمندر وعرق السوس الأسود ومكمّلات الحديد، لذلك من المهمّ التفكير في ما يتمّ استهلاكه.
وجع مُفاجئ وشديد
وفق الأستاذ المساعد في «Touro College of Osteopathic Medicine»، البروفيسور نيكت سونبال «إذا كنتم تشكون من وجع مِعوي شديد، يُرجّح أنّ شيئاً ما غير طبيعي يُصيبكم. الألم المحدّد الذي ينطوي على الشعور الحادّ بالحركة وقد يقضي حتى على أنفاسكم، قد يكون شكلاً من الانسداد مثل حِصى المرارة أو الكِلى». كذلك قد يرجع سبب الألم الحادّ إلى التهاب الزائدة الدودية. غالباً ما يزداد هذا النوع من الألم سوءاً، ويأتي فجأة أو لا يتوقف. يمكن للأوجاع الشديدة أن تحدث أيضاً بسبب القرحة، أو إلتهاب البنكرياس، أو انسداد القناة الصفراوية. لذلك، من المهمّ عدم التأخر في طلب المساعدة عند التعرّض لآلام شديدة.
ألم أو انزعاج مُرافق بخسارة وزن غير مبرّرة
إنّ خسارة الوزن غير المتوقّعة أو غير المتعمّدة هي دائماً مُقلقة، ويجب على الطبيب تقييمها سواء كانت مصحوبة بألم مِعوي أو أي عارض آخر، وفق د. إيلينا إفاناينا. يمكن أن يُشير ذلك إلى خطر السرطان، أو التهاب البنكرياس المُزمن، أو داء كرون، أو أمراض أخرى.
وجع إضافةً إلى الحمّى
أفاد البروفيسور، نيكت سونبال، أنه «عند معاناة انزعاج مِعوي جنباً إلى معدل حرارة الجسم أعلى من الطبيعي، فقد يدلّ ذلك الى وجود عدوى تستدعي استشارة الطبيب»