أوجب الدين الإسلامي على كل مسلم بالغ عاقل أن يسبق صلاته بالوضوء كي يقبلها منه رب العالمين ويبارك له في صلاته ويجازيه بحسنات ورضا ومحبة منه سبحانه وتعالى، وجعل الوضوء بالماء فعل أساسيّ لا تصح الصلاة إلاّ به، وإن تعذّر وجود الماء فقد أجاز له التيمّم أي التطهُّر بالتراب لتهيئة نفسه لأداء الصلاة.
وجب الوضوء على المسلمين قبل الصلاة أو قراءة القرآن وذلك لأنّه يطهّر الجسد من الأوساخ الماديّة، وكذلك من الذنوب والخطايا المعنويّة التي يرتكبها الإنسان يوميّاً بقصد منه أو من غير قصد، فهو بمثابة طهارة كاملة للمسلمين كما ويميّزهم عن غيرهم من الأديان الأخرى، حيث إنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- أكّد بأنّ من أتقن الوضوء الخاص به ثمّ صلّى ركعتين دون أن يفكّر في أمر من أمور الدنيا غُفر له ما تقدّم من ذنبه، وذلك بأنّ الخطايا تتساقط عن كل عضو شمله الوضوء الصحيح، وتقيه من الشيطان، فلا يقرَبه أبداً طالما الوضوء الخاص به لم ينتقض، كما وذكر الله في كتابه حبّه للمتطهرين بمعنى أن الوضوء يحقّق لنا محبة الله تعالى في الدنيا والآخرة.