يبدو لك سؤال “ما هواياتك؟” سؤالاً بسيطاً للغاية، تفهم من خلاله أن المحاوِر يحاول أن يعرف قليلاً عن اهتماماتك ومواطن الشغف لديك، أليس كذلك؟
إن الأمر هكذا نوعاً ما.
إليك بعض ما يحاول المحاور أن يقيِّمه في شخصيتك عندما يسألك عن هواياتك.
- روح التعاون والعمل في فريق
ترى لين تايلور، الخبيرة في شؤون العمل ومؤلفة كتاب “ترويض طاغيتك المكتبي الفظيع” (Tame Your Terrible Office Tyrant)، أن معظم الوظائف تلزمك بمستوى محدد من التواصل والدعم الجماعي.
وتشير الخبيرة إلى أن نمو فرق العمل ذات المهام الوظيفية المتقاطعة بشكل مستمر، يحتاج إلى قدرات تتوافر لدى من يمارسون الرياضة في وقت فراغهم أو العمل مع فرق تطوعية بأي مشروع. وهذه المواصفات قد تكون جيدة من وجهة نظر رئيس العمل، تقول تايلور.
- مهارات قيادية قوية
تقول تايلور، إنك إن كنت تقود فريقاً في أحد الأنشطة التي تمارسها وقت الراحة، مثل نادٍ للكتب أو نادٍ لأنشطة السير مسافاتٍ طويلة وحتى الأنشطة المجتمعية والجهود التطوعية، فإن انعكاس ذلك يكون جيداً على قدرتك على القيادة في الوظيفة.
وتوضح الخبيرة أن بعض الوظائف، فقط، هي التي تتطلب موهبة قيادية أو إدارية، وأن هذه الأنواع من الأنشطة تصوِّر الرغبة لإحداث فارق.
- تعمل بنشاط لصقل مهاراتك
سيُنظر إليك على أنك مثابر، إن كنت تسعى إلى تطوير نفسك سواء في المواهب الفنية والموسيقية أو بتحسين مهارات الاتصال والكتابة والبحث لديك. وتقول تايلور، إنه من المؤكد أنهم سينظرون إليك باعتبارك إضافة إلى الموقع الوظيفي المتاح.
- تتمتع بخبرات واسعة ومتعددة
يرغب المديرون الذين يختارونك لشغل الوظيفة في أن يتأكدوا من أنك تمتلك مجموعة من الاهتمامات، وأنك لا تركز على نوع واحد فقط من العمل في كل الأوقات. وتقول تايلور، إن كنت تشترك في مجموعة متعددة من الهوايات، فإن هذا يفترض أنك جاهز لإدارة مجموعة أوسع من التجارب والأشخاص في الوظيفة. ولكن، احذر من أن تُعدد قائمة من الهوايات العديدة؛ لأن ذلك قد يحمل ضمنياً معنى أنك لست حاسماً، وأنك لا تعطي الوقت الكافي لكل هواية، وأن هواياتك ممتدة لدرجة تجعل ارتباطك بها رقيقاً للغاية.
- قادر على البقاء والالتزام بالأهداف
يرغب مديرو التعيين رؤية متقدمين للوظيفة من النوع الذي يضع أهدافاً يسعى لتحقيقها في أوقات فراغه. تشير تايلور إلى ذلك قائلة، إنهم على سبيل المثال، يرغبون في رؤيتك تستمتع بإتمام مشروع وأن لديك رغبة في الوصول إلى معالم محددة عن طريق الأنشطة التي تمارسها في وقت الراحة. يعد وضع الأهداف ضرورياً في أي وظيفة؛ إذ يحب المديرون يحبون أن يروا لديك حس رغبة وتصميماً على الوصول إلى الأهداف التي وضعتها بنفسك. لذا، إن كنت تتدرب على الجري مسافة 5 كيلومترات، أو أو أنك تحضر محاضرات في مجال ترغب أن تتقنه، فقد حان الوقت للحديث عن هذا.
- أنك متقد الحماسة
إن كنت تشعر بالإثارة فيما يتعلق بالأنشطة الترفيهية، يمكن أن يبرز هذا أحد جوانبك الشخصية التي يقدرها المحاورون في المعتاد. وتقول تايلور إنك توضح قدرتك على الاستمتاع بما تفعله، وأنك متحمس له سواء داخل المكتب أو خارجه.
7- لا تَكن شديد الحماسة
ترى تايلور أنك إن تحدثت عن حماستك فيما يتعلق بهواية محددة لدرجة تبدو معها ذا رغبة في جعل هذه الهواية وظيفتك الرئيسية، فقد يتسبب ذلك في حصولك على البطاقة الحمراء وعدم قبولك. وعلى سبيل المثال، إن كنت في مقابلة لمنصب في قسم المبيعات بإحدى شركات البرمجيات، فمن الجيد أن تذكر اهتمامك بالموضة.
- لن تكون مشتتاً خلال العمل
لعلك تمتلك بعض الاهتمامات المتعلقة بالأعمال الحرة على الجانب الآخر من حياتك. وتقول تايلور: “حتى إن زعمت أن مثل هذه المحاولات لا علاقة لها بالوظيفة المعروضة، فلا تزال تلوح لحصولك على البطاقة الحمراء. لا يرغب أي محاوِر في أن يشعر بأنك تحاول أن تحصل على راتب أو خبرة وظيفية وحسب، حتى تستطيع أن تبدأ عملك الخاص”. وتضيف أيضاً: “ولكن إن أردفت في حديثك المتحمس عن أهمية الاطلاع على اتجاهات الموضة وسعيك وراء الأنشطة المتعلقة بالموضة في عطلات نهاية الأسبوع، فربما يجعل هذا أداءك في المقابلة سيئاً؛ لأنه قد يُدرَك منه أنك ستكون أسعد في هذا المجال”.
- أن لديك في الحقيقة اهتمامات خارج دائرة العمل
إليكم إحدى الإجابات المريعة لهذا السؤال: “ليس لدي اهتمام حقيقي معين خارج العمل. إنني مشغول للغاية وحسب”. يخبر هذا صاحب العمل أنك مدمن للعمل -وهو ليس جيداً- وأنك لا تقضي وقتاً خارج العمل لتعيد شحن همتك وطاقتك عن طريق القيام بالأشياء التي تستمتع بها. تقول تايلور: “يفضل إجمالاً أن تذكر الأنشطة الترفيهية التي تشير إلى أن لديك توجهاً جماعياً، ومهارات بشرية جيدة، وتصميماً، وظمأ المعرفة في المجالات التي تتحمس لها”.
تنصح إيمي هوفر، رئيس ملتقي توظيف Talent Zoo، بأن تحاول أيضاً عدم التركيز على الهوايات التي ربما تفسَّر على أنها آثام، مثل احتساء النبيذ، وصنع الجعة، والمشاركة في نوادي تدخين السيجار. وتضيف هوفر: “وأخيراً، حاول ألا تقل (فيسبوك) أو (مواقع التواصل الاجتماعي)؛ لأنها ليست هوايات؛ بل مصدر للتشتيت، لا سيما في أثناء العمل”.
- أن لديك نزعة نحو ريادة الأعمال
هل تحولت هوايتك إلى نوع من العمل التجاري الجانبي، حيث تبيع من خلالها منتجات أو خدمات؟ قد يكون هذا ميزة في مصلحتك، حسب رأي مديري التعيين؛ إذ إن بعض الهوايات تتطلب بعض النشاط الجاد.
انظر إلى الناشرة سارة تشارلز وحسب، فقد كتبت تانزا لاودنبيرك تقريراً لـ”بيزنس إنسايدر” من قبل، عن صاحبة الـ31 عاماً التي حولت هواياتها إلى شركة طباعة تسمى SimkaSol، التي تحقق مبيعات تصل إلى 16 ألف عملية سنوياً على موقع Etsy.
إن كنت تجري مقابلة للحصول على وظيفة بدوام كامل، فربما لم تتخلص من هوايتك بدرجة كبيرة. رغم هذا، إن كان لديك أي تجربة متعلقة ببيع المنتجات أو الخدمات، فعليك أن تظهرها في المقابلة؛ إذ إنها طريقة عظيمة لتسليط الضوء على روح ريادة الأعمال الطبيعية والرغبة في النجاح التي لديك.
Huffington Post