“ماريا تانزي” طاهية ومدربة بريطانية، أصابها التوتر حين علمت بأنها ستزور #السعودية لتدريب الطهاة بأحد مطاعم الرياض. لكن التوتر زال سريعا فأشعرتها السعوديات بأنهن أخوات لها، وأزحن عنها الشعور بالغربة، فكثيرات منهن تحدثن بالإنجليزية معها، وفرحت هي للسماح لهن بمشاهدة المباريات الرياضية وقيادة السيارات لاحقا.
ماريا تانزي، معجبة جدا بالمجتمع السعودي في #الرياض، وهالها أنه عكس الصورة الشائعة خارجيا عنه، فقد لمست رقيا عاليا فيه، وأن الناس مسالمون ويحترمون الآخر، وكرماء، وفوجئت بترحيبهم، وسعادتهم أنها امرأة تعمل بهذا المجال، ودعتها فتيات كثيرات لبيوتهن ترحيبا منهن، وتأثرت جدا برجل كبير السن قال لها: “لقد انتظرت خمسين عاما كي أرى امرأة تعمل في مطعم أو في مقهى، إنها تجربة مثيرة”.
الناس مسالمون ويحترمون الآخر
“تانزي” تزور الرياض للمرة الثالثة خلال شهرين، مكثت في المرة الأولى ثمانية أيام، دربت خلالها فريق الطهي بالمطعم، وعادت ثانية للمساعدة على افتتاح المطعم، واستغرقت زيارتها هذه أربعة أسابيع، ثم عادت (الخميس)، وستقيم حتى يوم 13 من شهر ديسمبر الجاري.
وقالت قبل مجيئي إلى هنا كنت متوترة جدا، وكذلك عائلتي المقيمة في بريطانيا، مما نسمعه في لإعلام عن السعودية، لكن بمجرد وصولي للسعودية وجدت كل شيء مختلفا عما كنت أفكر فيه، وذهبت هواجسي، فالمجتمع هنا طيب، والناس مسالمون ويحترمون الآخر كثيرا.
الأجانب والأطعمة السعودية اللذيذة
أضافت تانزي أنها عندما وصلت للمطار كانت تغطي رأسها بشكل كامل، ولاحظ السائق أن هذه زيارتها الأولى، وقال لها إن “الأجانب” يكتفون غالبا بلبس العباءة وعادة لا يغطون رؤوسهم، ولاحظت بعد ذلك أن ما يقوله حقيقة، وأن هذا دلالة انفتاح كبير هنا.
وذكرت أنها سمعت عن الأطعمة السعودية، وكم هي لذيذة ومتنوعة، لكن لم يتسنَّ لها تذوق أي منها، بسبب انشغالها الدائم بالعمل، وأنها تلقت دعوات كثيرة من الفتيات هنا، وأنها سعيدة بترحيبهم الدافئ بها، مؤكدة تلبية هذه الدعوات أو بعضها قريبا، بمجرد أن يتسنى لي، وأنها سافرت كثيرا لدول العالم، ولم تجد أكثر من ترحيب السعوديين، ولطف التعامل معهم في الترحيب بالغرباء.
نهاية العالم والأماكن الرائعة
وعن تدريبها للموظفين، قالت تانزي قبل الافتتاح، كنت أدربهم على الضيافة وعن الأطعمة وستايل المطاعم في #بلجيكا، والفرق بين أنواعها، والخدمة المصاحبة لكل نوع منها، وتدريب العمالة وهي من #الفلبين ونيبال، على طريقة الطبخ والخدمة على نمط المطاعم الأوروبية، معربة عن أملها في العودة مرات أخرى للتدريب في السعودية.
وأشارت تانزي إلى أنها زارت الفيصلية، وتتشوق لزيارة قائمة طويلة من “الأماكن الرائعة” في المملكة، عرفت عن جمالها وروعتها من مصادر عديدة، وصور كثيرة شاهدتها، مثل مرتفعات نهاية العالم، و”مدائن صالح”، والدرعية القديمة، وسوق الديرة للذهب، والمتاحف ومجمع الفنون، وغيرها الكثير. مبينةً أنها حاليا لا تستطيع زيارة الأماكن، لأن عملها ينتهي بعد منتصف الليل، لكنها ستعود لزيارتها، داعية إلى الاهتمام بالدعاية الاحترافية خارجيا للأماكن السياحية والأثرية السعودية لجذب السياحة إليها.
العوائل راقية جدا
ووصفت إقامتها في الرياض بأنها ممتعة جدا، والعيش فيها جذاب، وأن سكانها طيبون وكرماء، تنشأ معهم الصداقات بسهولة، فالعوائل راقية جدا وعلى درجة من الثقافة والانفتاح، مستدركة كنت أتوقع ألا يتحدث معي أحد، وأنهم متحفظون جدا، وأنني فوجئت بالعكس تماما، وأن ردود الفعل رائعة ومثيرة، وكانوا سعداء بتواجدي، فهناك أكثر من خمسين شخصا أراهم يوميا يحرصون على أخذ الصور معي، وتسجيل لقطات بالفيديو وتشجيعي.
ملابس دبي وإجازة الكريسماس
وأوضحت تانزي أنها عند المغادرة، ستذهب الى #السويد في إجازة لعدة أيام، تعود بعدها إلى بلادها (المملكة المتحدة)، لتقضي إجازة الكريسماس (نهاية السنة) مع أسرتها، ثم تعود إلى دبي التي تعمل بها منذ أربع سنوات، لافتة إلى أنه ليس هناك فرق كبير عن دبي سوى أن النساء في دبي يستطعن ارتداء بعض الملابس ربما لا يمكن ارتداؤها هنا في الأماكن العامة، وأن تجربتها تبين وجود الانفتاح هنا وهناك لكن بدرجة أكبر.
العمل والتدريب للسعوديات
وأكدت أن نظرة عائلتها عن السعودية والمعيشة فيها تغيرت تماما، من خلال الرسائل والصور والفيديوهات التي ترسلها لهم من هنا.
واختتمت ماريا تانزي بأنها تُشَجِع أي امرأة على العمل في السعودية، فهي ملائمة لمعيشة المرأة، متمنية أن ترى السعوديات يعملن في كل المجالات، وأن يتم تدريبهن على العمل والإبداع.