رؤية الألوان إنّ رؤية الألوان هي عملية تتمثّل في قدرة الكائن الحيّ على تمييز الأجسام عن بعضها البعض بالاعتماد على الطول الموجي أو التردّد المنعكس من الجسم أو حتّى الصادر عنه، بحيث يستطيع الجهاز العصبي تمييز اللون بالمقارنة بين الاستجابة المختلفة للخلايا تحديداً المخروطيّة والموجودة في العين، علماً بأنّ هذه الخلايا تكون حسّاسة جداً لمعظم الأجزاء التابعة للطيف المرئي، بحيث يتراوح هذا الطيف عند الإنسان ما بين ثلاثمئة وثمانين إلى سبعمئة وأربعين نانومتر، وعادةً يوجد ثلاثة أنواع من هذه المخاريط، أمّا المجال المرئي لها، وعددها، فيختلف عند الكائنات الحيّة، فالعين البشرية مثلاً تمتلك ثلاثة أنواع فقط. كيفية رؤية الألوان الجدير بذكره في البداية أنّ اللون هو شيء موجود في الدماغ وليس صفة أو خاصيّة خاصّة بالأجسام، فعلى سبيل المثال نحن نرى التفاحة حمراء ليس لأنها حمراء؛ بل كونها تمتص كافة الترددات الضوئية المرئية الساقطة عليها، باستثناء مجموعة من التردّدات التي تقوم بالانعكاس عنها فبالتالي تدركها العين على أنّها حمراء، وهكذا بالنسبة لكافة الأشياء من حولنا، ومن ناحية أخرى هناك مواد أخرى ذات ألوان مزدوجة، منها مثلاً زيت بذور القرع التي تعتمد صبغتها على الصفات الطيفية للمادة فقط، بل تعتمد أيضاً على كلٍ من التركيز الخاص بها، والعمق أو السُمك.
تمييز أطوال الموجات وصبغة اللون اكتشف العالم إسحق نيوتن بأنّ اللون الأبيض يمتلك القدرة على التحلّل إلى مجموعة من المكوّنات الملّونة، لا سيّما إن مرّ خلال موشور، وعندما يتمّ إعادة دمج الحزم الضوئية سينتج اللون الأبيض، علماً بأنّ الألوان الداخلة في تكوين اللون الأبيض هي بالترتيب بنائاً على الطول الموجي من أقصرها إلى أطولها تتضمن البنفجسي، والأزرق، والأخضر، والأصفر، والبرتقالي ثم الأحمر، وعندما يكون الفرق في الطول الموجي كافياً سوف تتمكن العين من الإحساس في الفرق الموجود في الصبغة الخاصّة باللون، فيتراوح أقل فرق في الطول الموجي ما بين واحد نانوميتر، وهو الموجود في اللونين الأرق المائل للأخضر والأصفر، إلى عشرة نانوميتر فأكثر في كلٍ من الأحمر والأزرق؛ وهذا يمكن العين من التمييز بين المئات من الألوان المختلفة، ويساعد مزج الألوان النقية الطيفية مع بعضها البعض على ارتفاع قدرة العين على رؤية ألوان أكثر، وبحسب الدراسات تستطيع العين أن تميّز ما يزيد عن عشرة ملايين لون، أمّا في الليل وعندما تكون الإضاءة منخفضة فهنا تتعرّض الخلايا العصوية للاستثارة وتكون الحدود القصوى للرؤية غير متجاوزة للخمسمئة نانومتر.