أرسل الله الرسل برسالة التوحيد ، وهذهِ الرسالة من عهد آدم عليه السلام إلى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، والتي مازالت خالدة وستبقى إلى قيام الساعة ، فهي دعوة واحدة ورسالة واحدة ودين واحد لأن الدين عند الله الإسلام ،وعندما أرسل الله تعالى رُسُله وأيدهم بالوحي أنزل معهم الحجج والبراهين والمعجزات التي تؤيد صدق رسالتهم وما جاؤوا به من عند ربهم ، فكانت مهمة الرسل هي تبليغ دين الله عز وجل إلى أقوامهم ، وكانت مهمة النبي صلى الله عليه وسلم تبليغ هذا الدين والدعوة إليه وذلك للناس كافة ، فكيف يكون تبليغ الدين الإسلامي لأهل الأرض جميعاً لولا وجود دعاة إلى الله عز وجل يقتفون أثَر النبي صلى الله عليه وسلم بالدعوة ويتبعون منهجه في التبليغ.
قال الله عز وجل عن نبيه صلى الله عليه وسلم ((ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك)) ، فبيّن الله عز وجل في هذه الآية الكريمة أن خُلُقَ النبي صلى الله عليه وسلم في الدعوة إليه كان الرحمة والرأفة واللين ، فلم يكن نبينا صلى الله عليه وسلم غليظاً في تعامله ودعوته الناس لأن هذه ليست من صفات الداعي إلى الله هذا عن الأمور والصفات التي تجعلك تكون داعياً ناجحاً إلى الله عز وجل: كيف تكون داعياً إلى الله يجب على الداعي إلى الله أن يتمثل ((أدعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة)) فهذه الآية الكريمة شاملةُ وافيةُ تشرح أسلوب الداعية إلى الله عز وجل الذي يجب أن يتصف بالحكمة و أن يستخدم أسلوب الموعظة الرقيقة التي تقرِّب القلوب ولا تبعدها.
على الداعي إلى الله أن يكون عالماً بأحكام الشريعة ومتفقهاً في الدين ، لأن الداعية عنما يكون متعلماً فسيثري هذا العلم دعوته ويجعله من أهل الذكر الذين آتاهم الله الحجة والبرهان لتوجيه الناس إلى الخير.
على الداعي إلى الله أن يكون متمثلاً بأخلاق الإسلام متحلياً بها ، فالناس من حولنا يتأثرون بلسان الحال أكثر من لسان المقال ، فالداعية الحقيقي هو الذي يقيم شرع الله في نفسه وأهله وبيته أولاً. على الداعي إلى الله أن يكون صبوراً على تحمل أذى الناس وكلامهم ، فنحن نعلم كم صبر الرسل أولو العزم على أذى أقوامهم لهم ، فلم يثنِ ذلك من عزيمتهم شيئاً بل زادهم شدةً وإصراراً على الحق و الدعوة إلى الله على الداعي إلى الله عز وجل أن يستحضر فضيلة الدعوة إلى الله عز وجل ، فهذا مما يشحذ الهمم ويجدد الطاقات، فلأن يهدي الله بك رجلاً واحداً أحب إليك من حمر النَّعَم.