الغيرة تنتشر بين الناس في العصر الحاضر كثيرٌ من المشاكل والخلافات النّاتجة عن الغيرة المذمومة، ولا شكّ بأنّ لمتغيّرات الحياة دورٌ في زيادة نسبة هذه المشاكل، فالمرأة لم تعد كسابق عهدها ملازمةً لبيتها، بل أصبحت شريكةً للرّجل في جميع ميادين العمل والحياة، وما تفرضه هذه الشّراكة من اختلاطهما، وما قد يسبّبه ذلك من مشاكل الغيرة، فما هو تعريف الغيرة؟ وكيف تكون أشكالها؟ تعريف الغيرة تعرّف الغيرة بأنّها عبارة عن أحاسيسَ ومشاعر يحملها الشّخص اتجاه من يهتمّ لشأنه أو يحبّه من النّاس، وقد تكون هذه الأحاسيس والمشاعر مبالغ فيها في بعض الأحيان، وتعبّر عن التّعلّق الشّديد للإنسان بمن يحبّ، وكذلك تعبّر عن كراهية المحبّ وخوفه من مشاركة أحد في هذه العلاقة التي تكون بينه وبين من يحبّه .
أشكال الغيرة لا شكّ بأنّ الغيرة لها أشكال وأنواع، وتنقسم الغيرة حسب الأشخاص اللّذين تتوجّه مشاعر الغيرة إليهم، إلى : غيرة الرّجل على زوجته، وهذه الغيرة من أكثر أنواع الغيرة انتشاراً، وقد تكون هذه الغيرة طبيعيّة تعبّر عن فطرة الإنسان ومشاعره نحو من يرى أنّها شريكة حياته، وهذا النّوع من الغيرة لا يتعدّى الأحاسيس والمشاعر، وإن وصل أحيانًا إلى مستوى الغضب الطّبيعيّ حينما يرى الرّجل زوجته على سبيل المثال تتكلّم مع رجلٍ أجنبيّ، أو غير ذلك، وكذلك يشتمل هذا النّوع من الغيرة على غيرة المرأة على زوجها، ولكن يجب أ لا تصل إلى درجة التعلّق المرضيّ الذي ينفّر الزوج. غيرة الرّجل على أخته، وأمه، وأقاربه، وهذه الغيرة تنطلق من مشاعر وأحاسيس الرّجل نحو من يحبّ ويهمّه أمرهنّ من نساء عائلته .
غيرة الرّجل على أخته المسلمة في المجتمع، وهذا النّوع من الغيرة هو أشمل وأعمّ، ويرتبط بإيمان الإنسان وتقواه ومدى حبّه لدينه وإخوانه في العقيدة، وخوفه على نساء الأمة من أن ينال من شرفهنّ وعرضهنّ أحدٌ من النّاس، كمن تأخذه الغيرة على ما يحصل لنساء المسلمين في فلسطين المحتلة من انتهاكٍ لحرمتهنّ، وأعراضهنّ .
أقسام الغيرة تنقسم الغيرة إلى قسمين من حيث مشروعيّتها وموقف الشّرع والأخلاق منها وهي : الغيرة الممدوحة: وهي الغيرة التي يحملها الشّخص المحبّ نحو من يحبّه أو يهتمّ لشأنه، ولا تخرج عن جملة ما تعارف عليه النّاس من المشاعر، والأحاسيس الفطريّة التي لا تؤذي الإنسان و لا تضرّه، ولا تسبّب له الضّيق النّفسيّ، أو الحرج . الغيرة المذمومة: وهي الغيرة التي تتحوّل إلى ردّات فعلٍ عنيفة قد تؤدّي بالإنسان إلى القتل، وهذه غيرةٌ مرفوضة بلا شكّ.