عبادة الله
بين الله عزَّ وجلَّ كيف يتقرب إليه العبد، فقد بعث نبينا محمداً -صلّى الله عليه وسلم – داعياً ومبيناً كيفية التقرب إلى الله جلَّ جلاله، وفي صحيح البخاري عن رسول الله صلَّ اللَّه عليه وسلم (( وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ ))
التقرّب إلى الله أداء الفرائض وترك الذنوب
إذاً فأول طريقٍ إلى الله، ونيل محبته ورضاه، هي القيام بالفرائض،
وهي: آداء الصلاوات الخمس في أوقاتها، وعدم تأخيرها، وصوم رمضان، وإخراج الزكاة،
وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلاً، وغيرها من الفرائض الموضحة في القرآن الكريم والسنة المطهّرة،
كغض البصر، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وصلة الأرحام، وترك الذنوب والمعاصي،
كالغيبة والنميمة، والحسد والكذب، والشتم والرياء، والزنا وقذف المحصنات.
أداء النوافل
إلى جانب الفرائض التي تأتي في المقام الأول للتقرّب الى الله، ونيل رضاه، توجد النوافل،
ونذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:
من أجمل العبادات وأثقلها في الموازين، الصّيام، فسائر العبادات هي للعبد، إلّا الصّيام فهو للّه عزّ وجلّ وهو يجزي به،
وفيه تزكيةٌ وتطهير للنفوس، فزيادةٌ على صوم شهر رمضان، صيام الاثنين والخميس،
والأيام البيض من كل شهر قمريّ، وأيام ذي الحجّة، ويوم عرفة، والإكثار من الصّوم
في شهر محرّم فهو أعظم الشهور عند اللّه بعد رمضان.
أن تحرص على تفطير صائمٍ من طعامك فيكون لك أجر صيام أيضاً.
السنن الراتبة: وهي اثنتي عشرة ركعة نافلة، وهنّ ركعتين قبل صلاة الفجر،
وأربع ركعات قبل صلاة الظهر واثنتين بعده،
وركعتين قبل صلاة المغرب، وركعتين قبل صلاة العشاء،
فقد قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: “من صلَّى في يومٍ اثنتي عشرة سجدة، تطوُّعا،
بني له بيتٌ في الجنَّة” (رواه مسلم).
صلاة الضّحى، فهي بمثابة صدقةٍ في سبيل اللّه، ويدخل وقتها بعد طلوع الشّمس، حتى آذان الظهر،
ويفضّل أن تكون عندما تشتدّ حرارة الشمس.
كثرة الاستغفار، فقد وعد اللّه المستغفرين بالمغفرة والتوبة، وتوسعة الرزق، وبالذُّريّة
التّسبيح والحمد، فذكر اللّه تعالى وتسبيحه وذكر فضله وعظمته، له ثوابٌ عظيم،
بينما لا يتطلب منك جهداً أو تفرغاً.
قول: “لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كلِّ شيءٍ قدير” فهي حرزٌ من الشيطان،
وتعادل إعتاقك عشر رقاب، وتمحو عنك مئة سيئة، وتكتب لك مئة حسنة كما ورد في الصّحيحين.
قراءة سورة الملك قبل الخلود للنوم، فتكون لك شفيعةً حتى يُغفر لك.
قيام الليل حتى لو بركعتين، فإن أفضل الصّلاة بعد الصّلاة المفروضة، صلاة قيام الليل،
فإن قام المسلم في آخر ثلثٍ من اللّيل وصلّى قيام الليل،
ودعا اللّه، أُستجيبت دعوته، وإن استغفر، غُفر له.
قراءة شيء من القرآن، جزء أو حزب يومياً، فكل حرف من القرآن بحسنة،
ولما له أثرٌ عظيمُ في تطهير النّفوس، والراحة النّفسية.
لنتذكر دائماً بأن الحياة قصيرةً، وأنها مهما طالت فهي إلى زوال، فلنقم بالطاعات، والنوافل،
ولنرطب أفواهنا بذكر اللّه تعالى، لنحظى بمحبته ورضاه، ونكون أهلاً لجنته.