لم تجد “نرمين” ابنة التسعة عشرة ربيعا كتفا ترمي نفسها عليه، فتبوح عما يسري في داخلها، وتزيل عنها ما يقلق راحتها. فكان شعور الذنب يلاحقها كشبح دائم، ويلازمها حتى في ساعات راحتها ونومها.
لم تعتد الفتاة أن تخفي اسرارها عن والدتها، فانشطرت احاسيسها بين الخوف والواقع. وتبدلت نظراتها الوردية الى الحياة، والغت من قاموس حياتها حنينها الى طفولة تشوهت بفعل مشين اجبرت عليه، لكنها لم تكن تمتلك القدرة على المجابهة والرفض، فعناصر الهجوم كانت اقوى منها، وعودها الطري لم يطاوعها على المقاومة، فاستسلمت لتلك اللحظة المريرة التي قلبت حياتها رأسا على عقب.
عاشت “نرمين” نوبات الخوف الرهيب، لكنها قررت المضي قدما وقررت أن تحطم حاجز الرهاب، فتعرفت الى سامر زميلها على مقاعد الدراسة، وقررا الارتباط سويا، وخطّا اولى خطواتهما باعلان خطوبتهما، معلنة في داخلها أنه حان الوقت للبدء بحياة جديدة تبعدها عن جو الحزن والقلق الذي كان يلازمها لفترات طويلة.
انشغلت “نرمين” في تحضيرات اليوم الكبير، وما ان انقضى ذلك اليوم حتى عادت “عروسا ضالة” الى منزل ذويها بعد يومين من تاريخ انعقاد الزفاف. لازمت نرمين حينها غرفتها وانقطعت عن الطعام، ولم تفارق دموعها وجنتيها. وما كان الاتصال الهاتفي الذي وردها سوى تأكيد على انتهاء علاقتها بسامر، بعدما قرر رفع دعوى طلاق ضدها بتهمة “الخيانة”.
حاولت والدة “نرمين” ان تغوص في تفاصيل ما يدور مع ابنتها وسؤالها عما جرى، ولاي سبب يطالبها سامر بالطلاق، لكنها آثرت الصمت ولم تبح بما يحرق نفسها، لكنها عزمت على اطلاع الجميع بالحقيقة في الوقت المناسب.
بعد اكتشاف “سامر” عدم عذرية ” نرمين” ثار غضبه، وطالبها بتوضيح واضح وشفاف، فاعترفت “نرمين”، انها عندما كانت تبلغ من العمر الـ 13 عاما، كانت طريحة الفراش بسبب كسر في رجلها ووركها، فقام والدها بالتحرش بها، واقدم على اغتصابها بعدما كتم فمها بمنديل لمنعها من الصراخ، وكان يهددها في كل مرة يمارس فيها الجنس معها بالقتل في حال افشت بهذا السر لأحد. واضافت انه كان يعاين خلو المنزل من افراد الاسرة ليجدد اغتصابه لها الذي مارسه اكثر من مرة.
بعد معرفة “سامر” بالحقيقة، بادر الى اخبار والدة “نرمين” بالحقيقة بعد طلاقه من ابنتها. والاخيرة بدورها قامت برفع دعوى على زوجها بتهمة اغتصاب ابنتها، فتم توقيفه، وخلال التحقيق معه انكر فعلته، لكن تقرير الطبيب الشرعي اثبت فعلته، فاصدرت محكمة الجنايات في البقاع الحكم بحقه بالاشغال الشاقة لمدة تسع سنوات مع احتساب مدة توقيفه خلال فترات التحقيق.
قصة محزنة
رابط مختصر
المصدر : https://zajelnews.net/?p=49286