في قديم الزمان كان هناك منزل جميل تعيش فيه فتاة تدعى ليلى وقد كان المنزل يقع بالقرب من منزل جدتها الذي يبتعد عن منزلها بمسافة صغيرة، وقد كانت الجدة بارعة في مجال الخياطة مما جعلها تقوم بتصميم رداء أحمر جميل من أجل حفيدتها ليلى التي كانت تحبها كثيرًا وتجد متعتها الكبيرة في الجلوس معها، وفي يوم من الأيام طلبت الأم من ليلى الحمراء أن تذهب إلى منزل جدتها لتعطيها الحليب الطازج والكعك اللذيذ الذي صنعته الأم بمهارة وإتقان، وبالفعل استجابت ليلى الحمراء لطلب والدتها واسرعت بارتداء ردائها الأحمر الجميل الذي صنعته لها جدتها من قبل ثم أخذت ليلى الحمراء سلة صغيرة ووضعت فيها الكعك والحليب استعدادًا للذهاب إلى الجدة، وبينما همت ليلى الحمراء للخروج من المنزل نصحتها أمها ألا تتحدث مع أحد لا تعرفه وتستمر في طريقها حتى تصل إلى منزل جدتها في سلام وأمان.
وبالفعل استمعت ليلى لحديث والدتها باهتمام وبدأت رحلتها القصيرة إلى جدتها وبينما كانت ليلى تسير في الغابة وهى سعيدة وتغنى بأجمل الألحان قابلها الذئب الشرير الذي سألها عن أسمها قائلاً:
ما أسمك يا ذات الرداء الأحمر؟
فأجابت ليلى على سؤاله قائلة:
اسمى ليلى ونسيت ليلى ما قالته لها والدتها وتحدثت مع الذئب الذي سألها عن سبب وجودها في الغابة فأجابت أنها ذاهبة إلى منزل جدتها لاعطائها الكعك والحليب، وبمجرد أن علم الذئب بما تنوي عليه ليلى خطرت في ذهنه فكرة شريرة تجعله يتمكن من التهام ليلى وجدتها ومن أجل تنفيذ خطته اقترح الذئب الشرير على ليلى أن تقطف بعض الزهور الجميلة لتأخذها معها إلى منزل جدتها، وبعد تفكير أبدت ليلى اعجابها بالفكرة وقررت اقتطاف بعض الزهور الجميلة الملونة لتسعد بها جدتها، وخلال هذه الفترة انتهز الذئب الفرصة واسرع إلى بيت الجدة ليسبق ليلى إلى هناك ويقوم بالتهامها بسهولة.
وبالفعل وصل الذئب إلى بيت الجدة المسكينة التي اعتقدت أنه حفيدتها ليلى وفتحت له الباب فدفعها الذئب الشرير بقوة، ولأن الذئب لم يجد الوقت الكافي لالتهام الجدة قام بتقييدها وإبعادها عن المنزل وسارع بارتداء ملابسها حتى يخدع ليلى الحمراء ويجعلها تظن أنه هو جدتها، وحين اقتربت ليلى من منزل الجدة وسمع الذئب الشضشرير صوت غنائها استعد لاستقبالها محاولاً تقليد صوت الجدة وقد ظنت ليلى الحمراء أن جدتها مريضة وذلك هو سبب تحول صوتها إلى ذلك الصوت الغريب، وبالفعل انخدعت ليلى ودخلت منزل الجدة لتلقي عليها السلام، وفور دخولها لاحظت ليلى أن اذن الجدة طويلة بشكل غير طبيعي وأن فمها كبيرللغاية.
وحين لاحظ الذئب ذلك كشف لها عن شخصيته الحقيقية قائلاً:
لقد فعلت ذلك حتى استطيع التهامك بسهولة ثم اسرع بالهجوم عليها ولكنها استطاعت أن تهرب من يديه صارخة ومستغيثة بأعلى صوتها، وحينئذ سمع صوتها صياد شجاع كان يسير بالقرب من منزل الجدة متجولاً في الغابية وباحثًا عن حيوان لاصطياده، وبمجرد أن سمع الصياد الشجاع صوت ليلى اسرع إلى منزل الجدة لانقاذها وأطلق الرصاص على الذئب الشرير ثم انقد ليلى وجدتها.
وقد عبرت ليلى عن شكرها للصياد الشجاع لما قام به من عمل مميز، وقد تعلمت ليلى من هذا الموقف درسًا رائعًالن تنساه على الإطلاق وهو أن تستمع إلى ما تقوله والدتها وتهتم بتنفيذه وتحرص على التعامل بحذر شديد مع الغرباء لعلهم يدبرون لها مكيدة لن تنجو منها.