أقبل رجل إلى إبراهيم بن أدهم رحمة الله عليه
يا شيخ .. إن نفسي .. تدفعني إلى المعاصي .. فعظني موعظة!
إذا دعتك نفسك إلى معصية الله فاعصه .. ولا بأس عليك ..
إذا أردت أن تعصي الله فاختبئ في مكان لا يراك الله فيه!
سبحان الله ..كيف أختفي عنه ..وهو لا تخفى عليه خافية!
فقال إبراهيم : سبحان الله .. أما تستحي أن تعصي الله وهو يراك .. فسكت الرجل ..
إذا أردت أن تعصي الله .. فلا تعصه فوق أرضه
سبحان الله .. وأين أذهب .. وكل ما في الكون له!
فقال إبراهيم : أما تستحي أن تعصي الله .. وتسكن فوق أرضه ؟
فقال إبراهيم : إذا أردت أن تعصي الله .. فلا تأكل من رزقه
فقال الرجل : سبحان الله .. وكيف أعيش .. وكل النعم من عنده!
أما تستحي أن تعصي الله .. وهو يطعمك ويسقيك .. ويحفظ عليك قوتك ؟
فإذا عصيت الله .. ثم جاءتك الملائكة لتسوقك إلى النار ..
سبحان الله .. وهل لي قوة عليهم .. إنما يسوقونني سوقاً!
فقال إبراهيم : فإذا قرأت ذنوبك في صحيفتك .. فأنكر أن تكون فعلتها!
سبحان الله .. فأين الكرام الكاتبون … والملائكة الحافظون .. والشهود الناطقون
ثم بكى الرجل .. ومضى .. وهو يقول :
أين الكرام الكاتبون .. والملائكة الحافظون .. والشهود الناطقون!