من أجل تصوير الواقع القاسي للحياة في السنغال، اختارت المخرجة السينمائية ماتي ديوب شبانا التقتهم في مواقع إنشاءات وحانات وضواح فقيرة في العاصمة السنغالية دكار ليكونوا أبطال فيلمها ”أتلانتكس“ وهو فيلم عن المهاجرين ومن يتركونهم وراءهم.
ونال الفيلم إشادة كبيرة من النقاد وحصل بالفعل على جائزة لجنة التحكيم الكبرى في مهرجان كان السينمائي في مايو أيار، وسيصل إلى جمهور أوسع هذا الشهر عندما يعرض في دور العرض الأمريكية وعلى منصة البث الرقمي نتفليكس.
ويدور الفيلم حول آدا، وهي امرأة شابة تواجه زواجا قسريا وتنهار حياتها بعد أن غرق عشيقها سليمان في البحر. ومثل الآلاف من غرب أفريقيا في السنوات الأخيرة، فقد خاطر سليمان بحياته في الرحلة عبر المحيط الأطلسي ثم إلى جزر الكناري ومنها إلى أوروبا بحثا عن مستقبل أفضل.
ولكن بدلا من التركيز على مصير المهاجرين، تسلط ديوب الفرنسية السنغالية الضوء على التحديات والصراعات التي يواجهها العديد من الشبان داخل السنغال، حيث يعيش نحو نصف السكان تحت خط الفقر.
وقالت ديوب، وهي أول مخرجة سوداء تفوز بجائزة لجنة التحكيم في كان ”كان أمرا حساسا للغاية أن أصنع فيلما عن هذا الموضوع لأنك تخاطر بحصر جيل كامل من الشبان وبلد بأكمله في إطار موضوع الهجرة، ولم يكن ذلك ما أريد فعله على الإطلاق“.
وللحفاظ على دقة التوثيق، اختارت ديوب عدم توظيف ممثلين محترفين في الأدوار الرئيسية. وقابلت إبراهيم تراوري، الذي يلعب دور سليمان، في موقع بناء. كما عثرت على أبطال آخرين خارج النوادي الليلية أو في الشوارع حيث تم تصوير الفيلم.
وتقرر شخصية تراوري المخاطرة بعبور المحيط بعد عدم حصوله على راتبه لأشهر مقابل أعمال البناء التي قام بها، وهي قضية شائعة في السنغال حيث تنتشر البطالة.
وقال أمادو مبو الذي يلعب دور ضابط شرطة تلبسته روح سليمان ”كل ما تناوله الفيلم موجود في السنغال“.
وأضاف ”إنها حقيقة السنغال… الزواج القسري واستغلال الشبان“.
وانخفض عدد السنغاليين الذين يخاطرون بعبور الأطلسي، انخفاضا حادا من ذروته في منتصف بدايات الألفية، عندما وصل عشرات الآلاف إلى جزر الكناري أو لاقوا حتفهم أثناء المحاولة. لكن الافتقار إلى الفرص يمثل مشكلة متنامية في بلد يمثل من هم دون سن الخامسة عشرة أكثر من 40 في المئة من السكان.