زاجل نيوز- السبت–16/1/2021الصحة تطورات جديدة يضعنا أمامها فيروس كورونا في تركيبته ما يجعلنا أمام تحديث مستمر للمعلومات والدراسات والأبحاث بهذا الخصوص.
فما هو فيروس كورونا المتحور؟ وما هي أعراضه ودرجة خطورته؟ وإلى أي حدّ يمكن أن يفيد أخذ اللقاح في تجنب الإصابة بكورونا المتحور.
ما هو فيروس كورونا المتحور؟
جميع الفيروسات تتحور بشكل طبيعي بمرور الوقت فتزداد فرصتها في البقاء على قيد الحياة، ومنذ أن تم التعرف على فيروس “كوفيد-19” لأول مرة ظهرت آلاف الطفرات، وهذه بعض المعلومات الجديدة حول فيروس كورونا المتحور:
ارتبطت السلالة المتحورة بحمل فيروسي أعلى ما يشير إلى أنها أكثر قابلية للانتقال من السلالات السابقة. تم تحديد الفيروس المتحور بداية في بريطانيا وجنوب إفريقيا كما انتشرت في جميع نحاء الولايات المتحدة ودول أخرى من العالم بنسبة عدوى تصل إلى 70 % أكثر من النوع الأصلي. التحور الجديد المعروف بـ (B.1.1.7) سبّب ارتفاعاً حاداً في الإصابات بين الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 20 عاماً. وفقاً لمنظمة الصحة العالمية فإن الفيروس المتحور يتضمن طفرات في البروتين المسمى “سبايك” وهو النتوءات الشبيهة بالعصا على سطح الفيروس. إضافة إلى أن الفيروس المتحور أسرع بالانتشار فإنه قد يؤدي إلى المزيد من الحالات بشكل عام إلى جانب التسبب بمزيد من الأمراض والوفيات.
اقرأ ايضا : كورونا المتحور يواصل انتشاره ويصل الى 33 دولة
أعراض فيروس كورونا المتحور:
معظم الحالات المسجلة لفيروس كورونا المتحور لها نفس الأعراض المعتادة للفيروس:
الغثيان. فقدان الرائحة. نوبات السعال. الحمى. آلام الجسم والوهن. القشعريرة.
خطورة فيروس كورونا المتحور:
تكمن خطورة الفيروس المتحور من كورونا فيما يلي:
التغييرات التي تحتويها الطفرة الحالية للفيروس في بروتين “سبايك” يعمل على شن هجوم في جسم الشخص المصاب. يقول باحثون إن الطفرة الجديدة (B.1.1.7) تحمل نسخة مجتزئة من جين (ORF8) والتي قد تغير من مولد الضد الضروري للتعرف على الأجسام المضادة المناعية في النظام المناعي، ما قد يمكنها من مهاجمة جهاز المناعة بشكل أسرع وأكثر قوة من السلالات السابقة، وهذا ما يفسر كونها سلالة شديدة العدوى. فيروس كورونا المتحور يكون في بعض النواحي أكثر خطورة لأن القابلية العالية للانتقال تعرض العالم لفيروس أكثر عدوى ينتشر بنمو أسّي، في حين أن خطر زيادة الشدة قد يزداد بطريقة خطية، ما يؤثر على المصابين وحدهم؛ ومعنى ذلك أن الفيروس المتحور لا يشكل تهديداً للفرد الذي قد يصاب بالعدوى، وإنما هو تهديد أكبر للمجتمع لأنه يمكن أن يزيد عدد المصابين بشكل كبير. بحسب المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها فإن الطفرة الجديدة التي أدت لتحور فيروس كورونا تضع الأنظمة الصحية في العالم أمام ضغط جديد.
اللقاح وفيروس كورونا المتحور:
مع تصاعد الحديث عن انتشار كبير لفيروس كورونا المتحور تتجه أنظار العالم إلى إمكانية أن تتعرف عليه اللقاحات المكتشفة وفيما يلي بعض النقاط المتعلقة بذلك
اللقاح يحث على استجابة مناعية واسعة في الجسم من المرجح أن تكون قادرة على التعرف على معظم التغيرات والطفرات التي تطرأ على الفيروس والاستجابة لها. في الوقت الذي دق بعض الخبراء الطبيين ناقوس الخطر من احتمال مقاومة الفيروس المتحور للقاحات أو الأدوية، لا يوجد دليل بعد يشير إلى أن الفيروس ذا الطفرة الجديدة لن يستجيب للقاحات، حيث سيحتاج الباحثون إلى متابعة ما يحدث للمتغير على الفيروس لتحديد ما إذا كان قد يقلل من أداء اللقاح. هناك حاجة إلى مزيد من البحث لاستنتاج ما إذا كانت طفرات البروتين “الشائك” هي التي تجعل السلالات أكثر قابلية للانتقال وإذا كانت الطفرات يمكن أن تؤثر على فعالية اللقاح. إذا كانت لقاحات الحمض النووي الريبي المرسال أقل فعالية ضد الطفرات؛ فيمكن إعادة صياغتها بسرعة لاستهداف سلالات جديدة، وهذا الاحتمال قد يؤدي إلى تأخير في عمليات تصنيع اللقاح وتوزيعه. ما زالت فعالية لقاحي “فايزر” و”موديرنا” ضد السلالات الجديدة قيد البحث فيما لم تحسم بعد مسألة اللقاح الأنسب الذي يمكنه محاربة سلالة “COVID” الأكثر ضراوة.
علاج فيروس كورونا المتحور:
حول علاج فيروس كورونا المتحور هناك عدة أمور تجدر الإشارة إليها:
يؤكد مفوض إدارة الغذاء والدواء السابق الدكتور “سكوت جوتليب” إن العلاج بالأجسام المضادة قد لا يعمل بشكل جيد إذا تحور الفيروس؛ حيث يتكون علاج الجسم المضاد من استخدام الأجسام المضادة المأخوذة من الأشخاص المصابين بفيروس كورونا لعلاج المرضى الجدد. إذا كان من الصعب علاج الطفرة الجديدة أو التحور في فيروس كورونا فقد يؤدي ذلك إلى ارتفاع معدلات الوفيات فيما لم يتم إثبات ذلك بعد، ولا سيما مع عدم التأثير الكبير للطفرة على الاستشفاء. على الرغم من عدم وجود معلومات حول أن العدوى بالسلالات المتحورة أكثر شدة بسبب زيادة قابلية الانتقال؛ إلا أنها زادت نسبة الحاجة للاستشفاء في المشافي وكذلك الوفيات، ولا سيما بالنسبة للفئات العمرية الأكبر سناً أو الذين يعانون من أمراض مصاحبة.
وبعد كلّ ما ذكر؛ تبقى الوقاية هي الحصن الأول وخط الدفاع الرئيس عن الجسم ضد فيروس كورونا وغيره، سواء كان متحوراً ام معتاداً، أم دائم التطور، وسط الحاجة الدائمة لدى كل سكان العالم؛ لمعرفة أي تطور يطرأ على اللقاحات التي يجري اختبارها ويعلق عليها البشر آمالهم أينما كانوا.