ستذكر الفتاة الإيزيدية الناجية إيمان، أيام محنتها المليئة بالمعاناة والآلام عندما وقعت أسيرة بيد تنظيم “داعش” عقب سيطرتهم على منطقة سنجار، مناشدة العالم بوضع حد للتنظيم ومساعدة الإيزيديين في محنتهم وتحرير النساء الإيزيديات من قبضة “داعش”.
وقالت إيمان (13 عاماً) وتسكن مخيم شاريا بدهوك لـ السومرية نيوز: إنه “عندما أحتل تنظيم “داعش” منطقة سنجار لم نتمكن من الهرب”، مشيرة الى ان “مسلحي التنظيم قاموا بأسر كل أفراد أسرتنا الثمانية”.
واضافت ايمان: ان “مسلحي التنظيم قاموا بأخذي مع فتيات أخريات إلى الموصل فيما بقي افراد عائلتي محجوزين لديهم في تلعفر”، مشيرة الى “وضعها في سجن إنفرادي بالموصل لثلاثة أيام دون أكل وشرب، فضلا عن الضرب المستمر، وبعدها تم نقلي إلى قرية كوجو غرب الموصل”.
وتابعت انه “بين الحين والآخر كان مسلحو “داعش” يأتون إلى مكاننا ليأخذوا الفتاة التي تعجبهم عنوة”، لافتة الى انه “كان يقوم بنقل الفتيات الإيزيديات من مكان لآخر لعرضها على مسلحيه”.
واكدت: ان “المسلحين كانوا يكتبون اسمائنا في قصاصات الورق ويضعونها في وعاء لسحبها عبر طريقة القرعة خلال عمليات توزيع الفتيات بينهم”، موضحة ان “إحدى الفتيات الإيزيدية المحجوزات إنتحرت أمامنا لانها لم تتحمل ممارسات “داعش” اللاإنسانية”.
واشارت الى ان “المسلح الذي سحب إسمي من القرعة كان بحاجة للمال فقام ببيعي في سوق الموصل لرجل آخر مقابل 1000 دولار”، مضيفة ان “الشخص الذي قام بشرائي، طمأنني بانه سيقوم بإعادتي إلى أسرتي”.
وبينت ايمان ان “الرجل الذي اشتراني قام بتسجيلي على إسمه لدى محكمة “داعش” في الموصل، واشترط علي اعادتي الى اسرتي مقابل إعتناقي للديانة الإسلامية”، لافتة الى “انني قبلت ذلك دون إرادتي، حيث فرض علي حفظ القرآن والصلاة الإسلامية”.
وتابعت انه “بعد تأكد الرجل من أنني حفظت القرآن أعادني إلى عائلتي في تلعفر”، مؤكدة ان “التنظيم أجبر جميع أفراد إسرتي بإعتناق الإسلام عنوة، وحولهم إلى عبيد لهم وإستخدامهم في أعمال الزراعة ورعي الأغنام والمواشي”.
واضافت ايمان: ان “أسرتها تمكنت من الهرب من قبضة “داعش” قبل أشهر”، لافتة إلى أنه “من الصعوبة نسيان ما تعرضت لها من مأساة”.
واختتمت ايمان بالقول “لا نعرف مالذنب الذي إقترفناه ليمارس بحقنا هذه الإعتداءات الوحشية واللاإنسانية”، مناشدة العالم بـ”وضع حد لمعاناتنا ومساعدة الإيزيديين في محنتهم وتحرير نساء الإيزيديات من قبضة التنظيم”.
وتشير المصادر المطلعة إلى أن أكثر من ثلاثة آلاف إيزيدي وإيزيدية مختطفة مازالوا محتجزين لدى “داعش”، وتؤكد المصادر ذاتها انه تم خلال العام الماضي تحرير 2331 شخصا بمساعدة من حكومة إقليم كردستان من قبضة التنظيم بينهم 316 رجالا و867 نساء و1148 طفلا.
يذكر ان مسلحي تنظيم “داعش” سيطروا مطلع شهر آب الماضي على قضاء سنجار، ما تسبب بحصول عملية نزوح كبيرة تقدر بنحو 400 ألف نازح إلى دهوك، ومحاصرة عشرات الالاف الإيزيديين في جبل سنجار وممارسة عمليات قتل وخطف جماعي بحقهم من قبل التنظيم.