هي النجمة التي غابت طويلاً عن الشاشة من دون أن تغيب نجوميتها لحظة واحدة، بل كانت تزداد يوماً بعد آخر مع ازدياد اشتياق الجمهور إليها. غابت عن المناسبات الفنية، ورغم ذلك ظلت علاقتها بالكثيرين من الوسط الفني قوية ومثيرة للإعجاب، وعندما تساءل كثيرون عمّن يمكن أن تصل الى نجوميتها أو تأخذ مكانها… كانت الإجابة دائماً: مستحيل. شيريهان ترددت طويلاً قبل أن تعود الى الفن، احتراماً لجمهورها واسمها وتاريخها، لكنها أخيراً حسمت قرارها، ملبيةً في ذلك نداء جمهورها الذي لطالما انتظرها، وزفّت خبر عودتها من خلال عمل ضخم مع «العدل غروب». بعد غياب استمر لأكثر من خمسة عشر عاماً، تعود شيريهان «أسطورة الفن المصري»- كما لقّبها جمهورها – بعمل فني ضخم يدمج بين المسرح والسينما والتلفزيون بأسلوب مختلف، تقدمه للمرة الأولى نجمة عودتنا على خرق كل التوقعات طوال مشوارها الفني الحافل بالنجاحات والتحديات الفنية والإنسانية. شيريهان، وبمجرد دخولها مجال الفن، استطاعت أن تخطف قلوب الملايين في مصر والوطن العربي، وكما يصفها الكثيرون من عشاقها فهي «صاحبة الإطلالة الساحرة»، تمتلك كاريزما وموهبة وشخصية وأداء من نوع خاص، مما جعلها تتربع على عرش النجومية لسنوات طويلة بلا منازع، رغم ظهور أجيال جديدة على الساحة. ولأنها تتمتع بنجومية غير عادية، كسرت شيريهان كل القواعد التي تقول إن الغياب عن الأضواء يُفقد الفنان جزءاً من نجوميته، فهي احتجبت لسنوات طويلة، وهذا زادها نجومية، وأصبح الجمهور مشتاقاً الى ظهورها من جديد.
هذا الظهور أصبح وشيكاً بالفعل، بعدما أعلنت شركة «العدل غروب» عن اتفاقها مع شيريهان على العودة بعمل فني غير تقليدي. وهكذا قضت شيريهان على ترددها في العودة، فهي طوال فترة غيابها كان يُعرض عليها العديد من المشاريع الفنية، ولأنها تحترم جمهورها الذي عشقها مثلما عشقته، كانت تتردد في العودة، وتسعى دائماً الى الأفضل، حتى وجدت ما تتمناه وتبحث عنه بمشروعها الجديد الذي يحمل عنوانه اسمها «شيريهان»، مع المنتج جمال العدل صاحب شركة «العدل غروب»… روعة العمل واختلافه كانا أحد الأسباب الرئيسة لحماستها له، إلى جانب إحساسها المرهف الذي جعلها تتلمس اشتياق الجمهور لرؤيتها مرة أخرى في عمل فني جديد. وفي احتفالية ضخمة حضرها نجوم الفن والثقافة والإعلام وعدد من الشخصيات العامة، أطلّت شيريهان لتعلن رسمياً خبر عودتها الى الساحة الفنية.
حققت النجمة شيريهان في منتصف الثمانينيات شهرة كبيرة في مختلف انحاء العالم العربي من خلال تقديمها «فوازير رمضان»، كما قدمت مجموعة من الافلام والمسلسلات والمسرحيات التي جعلتها واحدة من اهم الممثلات الاستعراضيات في مصر. ورغم مرور شيريهان بظروف عائلية وصحية صعبة فقد استطاعت ان تتحدى ظروفها وتقدم اجمل الاعمال الفنية. لكن منذ حوالى 15 سنة أُصيبت شيريهان بمرض خبيث نادر في حنكها وأجريت لها عملية جراحة كبيرة في فرنسا وخضعت لعلاج كيماوي لسنوات عدة، وحينها قيل ان شيريهان اعتزلت الفن وستتفرغ لتربية ابنتيها لولوة وتالية.
ورغم غيابها كل هذه السنوات، لم تفتر محبة الناس لشيريهان، وقد توارثت هذه المحبة الاجيال التي تعرفت على فنها عبر «يوتيوب». وقبل ثلاث سنوات، أُعلن خبر عودة نجمة الاستعراض الى عالم التمثيل عبر مسلسل «دموع السندريلا»، لكن هذا المشروع لم يكتمل لأسباب مجهولة. وبعد أخذ ورد اعلنت شركة «العدل غروب» قبل شهرين توقيعها عقداً مع شيريهان ينص على تقديمها عملاً فنياً كبيراً من دون الكشف عن تفاصيله، الى ان أُقيم قبل ايام لقاء جمع «شيري» مع اصدقائها الفنانين والوسائل الاعلامية بعيداً عن المؤتمرات الصحافية، ولم يكشف الكثير عن هذا العمل.
«لها» اتصلت بالمنتج جمال العدل الذي كشف عن حيثيات اقناع شيريهان بالعودة الى الساحة الفنية، فقال «قبل سنة اتصلت بشيريهان وعرضت عليها ان تقدم عملاً مسرحياً استعراضياً فوافقت لأنها تعشق هذا المجال، ولم تكن الفكرة واضحة في البداية، لكنها بدأت تتبلور يوماً بعد يوم، وقمنا برحلات الى فرنسا وتشيكوسلوفاكيا ولندن وجلنا على المسارح الاستعراضية مثل «مولان روج» و «الليدو» وغيرهما واتفقنا مع اهم خبراء الاضاءة والرقص والتصميم لإنجاح هذا العمل الذي سيتألف من 13 مسرحية استعراضية تلفزيونية ستُعرض بدءاً من شهر ايلول/ سبتمبر المقبل على شاشة DMC المصرية، وسيُباع لمحطات عربية، وهذا الأمر سيتكرر كل سنة.
وأكد العدل انه تم الاتفاق مع عدد من اهم المؤلفين والمخرجين السينمائيين والملحنين والتقنيين، بحيث يقدم كل كاتب مسرحية واحدة، وستكون شيريهان هي بطلة العمل، لكن في كل مسرحية سيكون البطل مختلفاً، ومن المرجح ان يكون سورياً او لبنانياً وفق مقتضيات النص. وعما تردد من أن هناك تصويراً في لبنان، نفى العدل ذلك، مؤكداً «أن بعد الابحاث التي أُجريت على الارض، اقترحنا تصوير المسرحيات في احد الاستديوات في لبنان، لكن ارتأينا تنفيذها اخيراً في القاهرة». وعندما طلبنا منه الكشف عن اسماء المؤلفين والمخرجين، رفض العدل الافصاح عن اي اسم حرصاً منه على سرية العمل وخوفاً من تسريب اي معلومة.
ولدى سؤاله عن عدم عقدهم مؤتمراً صحافياً، أجاب العدل: «لا أريد حالياً الخوض في تفاصيل العمل، بل أردناه لقاء ودياً بين الصحافيين والفنانين، ورغم ذلك هناك اعلاميون غضبوا وغادروا القاعة في منتصف اللقاء. ونحن نود أن يخرج عملنا الضخم الى النور باحترافية عالية، وعندما يبدأ العرض سنلتقي مع الصحافة مجدداً». وفي خصوص التكلفة الانتاجية العالية في ظل الازمة المادية التي تعانيها المحطات التلفزيونية العربية، أكد العدل ان إسم شيريهان كان كفيلاً بدفع كل ادارات القنوات الكبرى في العالم العربي للاتصال بنا لشراء حقوق العرض المسرحي التلفزيوني. وأخيراً قال العدل إن من ضمن المشروع ان نعرض مسرحية او اثنتين على خشبة المسرح في عدد من الدول العربية. المؤلف تامر حبيب هو أحد المشاركين في العمل الخاص بشيريهان، قال لـ «لها» أن المشروع ضخم ويشارك فيه خبراء من انكلترا وفرنسا لتقديم عمل متكامل، وبالتالي أكد ان شركة «العدل غروب» طلبت منه أن يكتب مسرحية واحدة وهو في صدد كتابتها، وهي عمل درامي استعراضي تدور احداثه في الماضي. اما الموسيقار عمر خيرت فأكد انه تلقى بدوره اتصالاً من آل العدل وأخبروه عن المشروع ليتعاونوا في تقديم ألحان مميزة «انما لم نجتمع حتى الآن وسيكون اللقاء وشيكاً».
في مداخلة خاصة
شيريهان لا تحب الكلام كثيراً، ورفضت عروضاً بالملايين للظهور في برامج فضائية، لكن عندما يتعلق الأمر بالجمهور فهي لا تتردد في التحدث معهم، ولو من خلال حساباتها على مواقع التواصل، وهذه المرة أطلّت شيريهان لتعلن خبر عودتها إليهم وسط انتظار لهذا العمل الضخم، الذي يشهد عودتها.
شيريهان التي شكرت «لها» من قبل عبر حسابها على «إنستغرام»، عندما كتبنا عن عودتها بعد رحلة من المعاناة مع المرض الذي انتصرت عليه، خصّتنا ببعض الكلمات التي تعبّر عن حالتها الآن وهي تعود الى جمهورها… فقالت: «حب الناس لي وإحساسي برغبتهم في أن أعود إليهم، هما أكثر ما حمّسني وخلّصني من ترددي في العودة، وأعترف بأن هذا الحب الكبير والحفاوة الضخمة في الاستقبال يشعرانني أكثر بالرهبة والمسؤولية، وكل ما أتمناه أن أكون على قدر ثقة الناس بي، ولا أطلب منهم إلا الدعاء لي ولفريق العمل كله بالنجاح».
المؤلف مدحت العدل: شريهان إنسانة «معجونة» بالفن
«إقناع شيريهان بالعودة لم يكن صعباً، لأنها كانت تفكر في العودة، وما كان يعطلها هو بحثها عن المشروع الذي تعود به، ورغم غيابها عن الساحة الفنية، كانت حريصة على متابعة كل ما يدور فيها، وكانت تهنّئ كل فنان يقدم عملاً فنياً مميزاً، لكن ما أخذ منا مجهوداً كبيراً هو البحث عن المشروع الذي ستعود به، فبقينا حوالى عام كامل نحضّر للفكرة، وكانت تعيش معنا خطوة بخطوة، حتى أثناء وجودها خارج مصر، فقد كنت أسافر اليها مع المنتج جمال العدل الى لبنان أو باريس لإطلاعها على آخر التطورات التي توصلنا إليها في المشروع، ومن الأشياء التي طمأنتها أننا وفّرنا كل الإمكانيات البشرية والمادية من أجل تجهيز مشروع يليق باسمها ونجوميتها. وعن تجربته في العمل مع شيريهان، يقول العدل: «كوني المشرف العام على كتابة المشروع، جعلني أقترب منها طوال فترة التحضير، ويمكن أن أصفها بأنها إنسانة «معجونة» بالفن، وتمتلك خبرة ضخمة في مجال المسرح، ولديها طاقة جبارة في العمل، فيمكن أن تستمر أياماً عدة متواصلة في التفكير والابتكار والتحضير للعمل من دون أن تكل أو تمل، وتحرص على متابعة كل التفاصيل الدقيقة قبل الكبيرة، فهي كتلة من المشاعر الإنسانية والفنية، وشديدة الحساسية، ويحركها فقط قلبها ومشاعرها، ورغم ذلك تمتلك شيريهان عقلاً راجحاً، والحقيقة أنني لم أعرف من قبل إنسانة تحمل كل تلك المشاعر المرهفة، وتعشق جمهورها وفنها مثل شيريهان».
شيريهان… والضرّة اللبنانية؟
نُشر خبر في جريدة مصرية مفاده ان النجمة شيريهان قررت العودة الى التمثيل بعدما أُصيبت بصدمة نتيجة زواج زوجها رجل الاعمال الاردني علاء الخواجة من صديقتها اللبنانية التي طعنتها في ظهرها. وقيل ان «شيري» قررت العودة الى الساحة الفنية لتبين لوالد ابنتيها انها لا تزال تلك النجمة المحبوبة من الجماهير في كل انحاء العالم العربي . علماً انها رفضت الطلاق من زوجها وفضلت البقاء على ذمته. لكن المنتج جمال العدل نفى كل هذه الشائعات، وأبدى انزعاجه من الصحافيين الذين يُحدثون بلبلة بما ينشرونه ويُحسب لهم حساب . وأضاف العدل ان علاقة قوية تربط عائلة العدل بالسيد خواجة، وانهم على معرفة به وبشيريهان قبل ان يتزوجا ويُنجبا ابنتيهما، مؤكداً ان الخواجة يدعمهم في هذا العمل وينصح الاعلاميين بأن يركزوا على المشروع الكبير الذي ستقدمه شيريهان بعد غياب ١٥ سنة عن الساحة الفنية.
شيريهان في سطور
- ولدت شيريهان عام 1964 في محافظة القاهرة.
- عشقت الفن منذ طفولتها، بحكم وجودها مع شقيقها عازف الغيتار الشهير عمر خورشيد.
- بدأت مشوارها الفني في سن مبكرة، حيث طلبت من والدتها أن تعمل في الاستعراضات والغناء فأنتجت لها مسلسل «المعجزة»، وبعدها قدمت فيلم «الخبز المر»، لتنطلق في مجال الاستعراضات الغنائية والتمثيل.
- ارتبط اسمها بـ«فوازير رمضان»، وحققت نجاحاً ضخماً على خشبة المسرح بالوقوف أمام عمالقة الفن أمثال الراحلين فؤاد المهندس وفريد شوقي، ومن أبرز أعمالها المسرحية: «سك على بناتك» و«علشان خاطر عيونك» و»شارع محمد علي»، كما قدمت أكثر من خمسة وعشرين فيلماً، أبرزها: «العذراء والشعر الأبيض» و«ريا وسكينة» و«خلّي بالك من عقلك» و«الطوق والإسورة» و«كريستال» و«ميت فل» و«عرق البلح».
- آخر أعمالها الفنية كان فيلم «العشق والدم» عام 2002 وشاركها بطولته فاروق الفيشاوي.
- تزوجت من رجل الأعمال علاء الخواجة، ولديها ابنتان هما لولوة وتالية القرآن.
- خاضت صراعاً طويلاً مع مرض سرطان الغدد اللعابية، وانتصرت عليه بعد رحلة علاج تخللتها أكثر من عملية جراحية.