ابتكر طفل سعودي لم يتعد عمره الحادية عشرة هاتفا خاصا للمعاقين، ييسر لهم أداء الاتصالات الهاتفية، وبالهاتف عدد من المزايا تسهل للمعاقين جسديا التعامل معه، فهو لا يحتاج إلى استخدام السماعة، كما أنه مزود بجهاز ناطق يقدم معلومات عن المتصل إضافة إلى مزايا أخرى، وذكر مخترع الجهاز الطفل السعودي فارس الخليفي البالغ من العمر 11 سنة أنه عمل على مدار سنة ونصف السنة لتصميم جهاز هاتف مخصص لاستعمال ذوي الاحتياجات الخاصة.
ويتميز هاتف المعاقين عن الهواتف العادية بوجود أزرار ملونة متعددة الأحجام، لكل منها لون وحجم معين، وبالجهاز أزرار عادية للاستعمال العادي، وهو مزود بسماعتين واحدة ثابتة والأخرى متحركة، ويحمل مخرجين للتوصيل بالخط الخارجي للعمل على أكثر من خط، ويعمل بالبطارية والكهرباء.
المخترع الصغير فارس الذي شارك في الملتقى الثالث للمخترعين السعوديين الذي أقيم في جدة أكد أن الهدف الأساسي من الجهاز خدمة المكفوفين وكبار السن والمعوقين لتسهيل عملية الاتصال بهم ومنهم، حيث يمكن للمتحدث بواسطة هذا الجهاز خاصة المعوقين جسدياً التحدث عن بعد بأن ينادي باسم الشخص، وعلى الفور يقوم الهاتف بترجمة الصوت وإيصال الأمر إلى دائرة إلكترونية تقوم بدورها بالبحث عن اسم الشخص ورقم هاتفه والاتصال به آليا، بالإضافة إلى أن الجهاز مجهز بحساسية صوت المستخدم فقط، وهو سهل الحمل، وللسماعة مقبض خاص لمن لا يستطيع حملها تلقائيا، بحيث يمكن أن توضع على الرأس دون أن يمسكها المستخدم بيده لمن لا يستطيعون الإمساك بالسماعات لفترات طويلة، وللجهاز ساعة ناطقة عند ضغط زر السماعة تنطق بالوقت، ومنبه للوقت، وعند استقبال اتصال ينطق الجهاز باسم الشخص إذا كان مخزنا بذاكرته التي تتسع لـ 15 اسما، إما إذا لم يكن الاسم مخزنا فهو ينطق بالرقم فقط تسهيلاً للرد السريع ومعرفة من يتصل.
ذكر الطفل فارس أن الطفل قادر على الابتكار والإبداع إذا وجد الجو المناسب وحظي بالدعم والتشجيع ممن حوله سواء من أهله أو معلميه أو أصدقائه في المدرسة، وأضاف أنه لم يحصل على براءة الاختراع حتى الآن، مؤكدا على الصعوبات التي يواجهها في تسويق الجهاز وتعميم الاستفادة منه من قبل ذوي الاحتياجات الخاصة، ويقوم فارس حالياً بإصدار مجلة خاصة به لمن هم في مثل سنة يوفر فيها المعلومات الثقافية والعلمية للطلبة الصغار، كما يعكف على تأليف كتاب يتحدث فيه عن دور الأم في تفوق ونبوغ الأطفال.
تقول والدته إنه أوسط إخوته الخمسة وإنها لاحظت نبوغه المبكر من خلال سلوكه اليومي، حيث اتسم بالثقة والاعتداد بالرأي، وحين بلغ الثالثة من عمره تغير تغيراً مفاجئاً وجذرياً، حين بدأ يكثر من الأسئلة غير المعتادة لمن هم في مثل سنه، وحين دخل المدرسة أظهر تفوقاً كبيراً على أقرانه، وأظهر الكثير من التميز بقوة شخصيته وفضوله العلمي وقدرته على النقد وتعلم الحاسب الآلي.
وتضيف والدة فارس أن ابنها تقدم باختراعه إلى مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية للحصول على براءة اختراع قبل عام ونصف لكنه لم يحصل عليه حتى الآن، وتؤكد أم فارس أن ابنها يتمتع بذكاء كبير حيث قامت لجنة من مؤسسة الملك عبد العزيز لرعاية الموهوبين بإجراء اختبار ذكاء له تمكن من اجتيازه، وحصل على منحة من الأمير الوليد بن طلال للدراسة في مدارس المملكة الخاصة.