إن ثقافة المجتمع تضفي عليه أحكامه، وفي المجتمعات كلها ولاسيما العربية تقع المرأة تحت نظرة قاسية قاصرة بحكم ثقافة المجتمع والفهم الخاطئ لأعرافه، فنجد المرأة في بقع هنا وهناك وكأنها عورة لا ينبغي لها أن تتنفس إلا داخل جدران غرفة وهذا يفرز سلبياته على المجتمع فكيف بها وهي امرأة سرحها زوجها وباتت مطلقة، و هنا يتناسى المجتمع قوله عز وجل (وعاشروهن بمعروف وسرحوهن).
فالمرأة ما نزلت درجة إنسانية عندما قال تعالى (سرحوهن) إلا أن العرف الاجتماعي، بل الفهم الخاطئ للعرف الاجتماعي جعلها في درجة ما نسميها بـ(الثانية) فكأنها قد ارتكبت جرماً عندما سرحها زوجها وربما كان السبب زوجها، فخير من بناء أسرة تتهدم أركانها يتبدل احد هذين الركنين لتتمكن من بناء أسرة صحيحة سليمة هادئة،والآن هل صحيح ينظر الناس إلى المرأة المطلقة نظرة سلبية؟.
طبيعة المجتمع تؤثر تأثيراً سلبيا في آراء الأشخاص وخاصة المرأة المطلقة على الرغم من إنها إنسانة قد تعرضت للظلم، أو كان طلاقها نتيجة عدم فهم أو ظروف مادية، وغيرها من الأسباب الكثيرة ولكن المجتمع لا يرحم هذه الإنسانة التي ربما لو كانت الظروف مناسبة لها قد لا يحدث الطلاق، وان حدث فقد يكون المسئول عنه الرجل، وبالتالي فان نظرة المجتمع الضيقة تجعلها هامشية وغير فاعلة وبعيدة عن فكرة الارتباط برجل ثان وتكوين أسرة سعيدة، إذ قال تعالى: (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) صدق الله العظيم.
ليس بالضرورة أن ينظر المجتمع ككل إلى المرأة المطلقة نظرة سلبية، فهناك الكثير من أفراد المجتمع ينظر إليها نظرة ايجابية وبكل احترام وتقدير لأن فشلها في الحياة الزوجية لا ينعكس على مفاصل الحياة كافة، وأحيانا قد يكون الرجل هو السبب في هروب المرأة من عشه الزوجي وفشل حياتهما.
إن سبب احتمالية نظرة المجتمع إليها نظرة سلبية يعتمد على ثقافة الشخص نفسه ومدى وعيه في تقبل واقع المرأة، فالشخص الناضج المثقف لا ينظر إليها نظرة سلبية من جانب واحد من حياتها، وإنما ينظر إلى جميع الجوانب.
وأخيرا أقول: قد تفشل المرأة اجتماعيا لكنها تنجح في الجانب السياسي أو الثقافي وجوانب أخرى كثيرة.
في نظري الشخصي ليس كل امرأة مطلقة هي السبب وراء طلاقها فقد يكون الرجل هو السبب الرئيسي والحياة الزوجية مليئة بالأسرار ولا احد يعرف عنها شيئا، ويشك في قدرات المرأة العقلية ويحرمها من حقوقها الأساسية ويضع اللوم دائما عليها وخاصة مسألة الطلاق.
يعاني المجتمع العربي جملة من الموروثات والعادات تتمظهر حول نظرة الرجل إلى المرأة وتعدها درجة دونية، وتصفها كائناً ضعيفاً خانعاً وتابعاً، وهذه في الحقيقة نابعة من كون سلطة الرجل هي الغالبة في كل مجالات الحياة حتى داخل الأسرة لذا تسمي مجتمعاتنا أو تتصف بالذكورية من هذا الواقع والنظرة التاريخية جاءت نظرة المجتمع إلى المرأة المطلقة كونها كيانا مستلباً وفاقدا أهليته وكأنها سلعة مستعملة غير مرغوب فيها، بمعنى أن الرجل يفضل المرأة الباكر على المرأة المطلقة، وبالتالي فهي لا تصلح زوجة المستقبل وينظر إليها بازدراء ودونية وكأنها ارتكبت جرماً على الرغم من أن الحياة تطورت وتغيرت في الكثير من المفاهيم وأخذت المرأة مجالاتها في شتى نواحي الحياة وأسهمت الرجل معها، ولكن تبقى هذه النظرة القاصرة والجاهلية المسمار الكبير في نعشها طالما بقيت عقلية الرجل تقبع في دهاليز القرون الوسطى.
. إن المرأة المطلقة في المجتمع دائما هي (المدانة) ويحكم عليها بالأمور السلبية
وفي بعض الأحيان يكون الحكم خاطئا لان زوجها هو السبب نتيجة تصرفاته السلبية داخل البيت مثل انفعالاته وتسرعه في حسم الأمور مما يولد ضغوطا نفسية لدى زوجته بمرور الأيام والسنين فتطلب منه الطلاق.
و هناك الكثير من النساء يطلقن بعد عقد المهور لمدة زمنية قصيرة أو طويلة أي قبل دخولهن القفص الذهبي، فتعد تلك المدة اختباراً للشريكين يعرف احدهما طبائع وميول ورغبات الآخر، وهناك نساء طلقن وقد مضى على زواجهن سنوات طويلة.
وأخيرا أريد أن أقول: إن التخلف والجهل هما السببان الرئيسان لنظرة المجتمع إلى المرأة المطلقة نظرة سلبية ويجعلها تعاني من ضغوطات معنوية ونفسية من طرف المجتمع
ضغوطات مجتمعنا للمرأة المطلقة
رابط مختصر
المصدر : https://zajelnews.net/?p=26921