أعلنت دائرة الصحة – أبوظبي؛ الجهة التنظيمية لقطاع الرعاية الصحية في الإمارة، عن توفير تقارير الصيدلة الجينية في أبوظبي لمزودي الخدمات، لتيسير وضع الخطط العلاجية الشخصية للمرضى بشكل يقلل من الآثار الجانبية للأدوية ويحسّن من فاعليتها بناءً على التركيب الجيني للمريض، بما يعزز صحة وسلامة أفراد المجتمع، وذلك بفضل قاعدة البيانات الجينومية التي يوفرها برنامج الجينوم الإماراتي.
ويتمكن مزودو خدمات الرعاية الصحية من الوصول لهذه التقارير عبر «ملفي»، منصة تبادل المعلومات الصحية التي تتولى شركة أبوظبي لخدمات البيانات الصحية مهمة إدارتها، وهي جزء من مجموعة M42، بهدف الارتقاء بجودة وكفاءة خدمات الرعاية الصحية المقدمة لأفراد المجتمع من خلال وضع خيارات علاجية بطابع شخصي أكبر بناءً على التركيب الجيني للمريض.
ويمكن الآن لمزودي خدمات الرعاية الصحية إجراء تعديلات أكثر تخصيصاً على الخطة العلاجية بناءً على تفاعلات الأدوية، وما يُسمى بحركيّة الدواء؛ وهي كيفية تعامل الجسم مع الأدوية، وكذلك الديناميكية الدوائية، التي تُمثل التأثيرات الكيميائية الحيوية والنفسية للأدوية على الجسم، فضلاً عن نتائج الاختبارات الدوائية الجينية لتحقيق النتائج العلاجية المثلى.
وقالت الدكتورة أسماء إبراهيم المناعي، المدير التنفيذي لقطاع علوم الحياة الصحية في دائرة الصحة – أبوظبي: «لدى ما يصل إلى 99% من المرضى متغير جيني واحد على الأقل يمكن اتخاذ إجراءات طبية حياله بناءً على وجود تغيرات أو طفرات فيه، حيث يكون مسؤولاً عن زيادة خطر حدوث التفاعلات الدوائية الضارة.
لذلك يمكن أن تؤدي الوصفات الطبية التي لا تراعي هذه السمات الجينية إلى خسارة في الوقت والموارد بالنسبة للمرضى، وقد تقودهم لتفاعلات دوائية ضارة على الرغم من القدرة على تجنبها، وتؤدي في الغالب لعجز المريض عن الالتزام الدقيق بخطته العلاجية الدوائية. ولذلك، تأتي خطوة إتاحة تقارير الصيدلة الجينية لتساعد مزودي الرعاية الصحية في أبوظبي على تأسيس خطط علاجية أكثر فاعلية وكفاءة، لتحد ما يتراوح بين 20% إلى 30% من الآثار الجانبية الشديدة للأدوية، ليستفيد من ذلك المشاركون في برنامج الجينوم الإماراتي بناءً على المتغيرات الجينية الفردية».
وتقدم تقارير الصيدلة الجينية لممتهني الرعاية الصحية معلومات حيوية حول كيفية تأثير التركيب الجيني للمرضى على استجابتهم للأدوية.
ومن خلال تحليل 23 جيناً يؤثر على 128 دواء مختلفاً، تمكّن هذه التقارير من اتخاذ قرارات مدروسة بشكل أدق، بصرف النظر عن اختيار الأدوية، وتحد من مخاطر الآثار الجانبية الشديدة، وتتنبأ بالتفاعلات الدوائية المحتملة، وتحسن من المخرجات العلاجية