احتفل في متحف الأطفال بحدائق الملك الحسين، مساء أمس الجمعة، بتكريم الفائزين بجائزة عبد الحميد شومان للإنتاج الإبداعي للأطفال واليافعين “أبدع” في دورتها السادسة عشرة.
وجرى الحفل برعاية وزير الثقافة الأسبق، جريس سماوي، وحضره أعضاء لجنة التحكيم، واللجنة العليا للجائزة ومؤسسات ثقافية معنية بالأطفال وهيئات ثقافية، إضافة إلى الفائزين وأهاليهم، علاوة على الإعلاميين والمهتمين بتنمية ثقافة الطفل.
وسبق حفل توزيع الجوائز، كرنفالا تفاعليا للفئات العمرية (8-18 سنة)، وتحديداً في الساحة الخارجية للمتحف، إذ تضمن عروضًا تفاعلية شيقة موسيقية وفنية وأدبية وعلمية؛ احتفاءً بالفائزين.
وأكدت الرئيسة التنفيذية لمؤسسة “شومان”، فالنتينا قسيسية، أن المؤسسة تستثمر من خلال هذا المشروع بالنشء الجديد من الأطفال واليافعين، للارتقاء بأعمالهم المختلفة، ووضعهم على الطريق الصحيح لموهبتهم، كونها معبرة عن الإنسان واهتماماته الفكرية والثقافية والروحية.
وحسب قسيسية، فإن استقبال كم هائل من المشاركات، من جميع المحافظات، لهو شعور جميل؛ لتعميم ثمرة الثقافة، وتأهيل النشء الجديد في كل هذه المجالات الحيوية، لافتة إلى حرص المؤسسة أن تكون هناك عدالة في التنمية الثقافية، لا أن تبقى محصورة في عمان.
وبينت أن “أبدع” تشتمل على ورش عمل للمشاركين الذين يجتازون المرحلة الأولى، يقدمها مختصون في مجال الجائزة، ويطلعون المشاركين على أهم ما يمكن أن يفعلوه بموهبتهم، وكيف يوجهونها بالاتجاه الصحيح”.
بدوره، قال رئيس اللجنة العليا للجائزة، وزير الثقافة الأسبق، جريس سماوي إن “جائزة أبدع منصة لاستشعار الإبداع والموهبة عند هذه الشريحة المتفتحة على الحياة والفن والثقافة”.
ولفت سماوي إلى أن اللجنة العليا قدمت منهجا جديداً لسيرورة الجائزة؛ تضمن معالجة مبنية على أسس تعتمد قواعد منطقية وعقلانية، يتم معها استنطاق الموهبة الكامنة لدى المتقدمين للجائزة.
وبحسبه، فإن مؤسسة شومان لا تكتفي بوصول الفائزين إلى منصة الفوز فقط، بل تسعى للأخذ بأيديهم لمواصلة مشوارهم الإبداعي وسفرهم نحو اقتناص الجمال الإنساني من خلال الفن والكتابة والإبداع.
وفازت عن الفئة الأولى (من عمر 8 إلى 11 عاما)، في حقل الرسم ليلى العزيزي من العاصمة عمان، أما في حقل الموسيقا ففاز بالجائزة عن فئة الآلات الشرقية خليل قراعين من العاصمة عمان ودانيال أبو داهود عن فئة الآلات الغربية من العاصمة عمان. وفي حقل الرقص فازت بالجائزة نادين عايش من محافظة مادبا.
أما في الفئة الثانية (من عمر12 إلى 15 عاما)، ففازت في حقل الرسم مريانا منصور من محافظة الزرقاء. وفازت في حقل الخط العربي شهد عليمات من محافظة المفرق، بينما فاز في حقل الرقص ففاز إبراهيم حسن يوسف عميرة وفرقته من العاصمة عمان، فيما فاز في حقل الموسيقا عن فئة الآلات الغربية طارق طبقجلي من العاصمة عمان، وحمزة الخالدي عن فئة الآلات الشرقية من العاصمة عمان، أما في حقل الشعر ففازت بالجائزة نوران أبو لباد من محافظة جرش
وبشأن الفئة الثالثة (من عمر 16 إلى 18 عاماً)، ففازت في حقل الرسم دعاء كناص من محافظة الزرقاء، وفي حقل الخط العربي فاز ليث ذيب من العاصمة عمان، لكن في حقل الموسيقا فاز بالجائزة عن فئة الآلات الشرقية محمد البرقوني من العاصمة عمان وعن فئة الآلات الغربية ميرا عوض من العاصمة عمان، بينما فاز في حقل الشعر عبد الرحمن أبو اشقير من محافظة إربد.
وارتأت اللجنة، حجب الجائزة في حقل المقالة؛ لعدم مقاربة المقالات المقدمة للمعايير والشروط الموضوعة، وافتقارها إلى أصول كتابة المقالة المتعارف عليها، كما قررت اللجنة حجب الجائزة عن حقل الابتكارات العلمية، وذلك لعدم وصول المشاريع المتقدمة لمستوى الابتكار والأصالة.
يشار إلى أن الهيئة العليا للجائزة ضمت في عضويتها كل من المديرة العامة ومديرة البرامج لمؤسسة روّاد التنمية سمر دودين، والروائي والكاتب إلياس فركوح، والفنان التشكيلي مهنا الدرة، والدكتور الأكاديمي موسى الناظر، والموسيقي ناصر سلامة.
وكانت “أبدع” أُطلقت لأول مرة في العام 1988، واستمرت حتى 2003، في ما أعيد إطلاقها عام 2018 مرة أخرى؛ بعد تطوير آليات التحكيم؛ بحيث يتم التأكد من أن الأعمال الإبداعية هي من إبداع المتسابقين دون تدخل من الكبار في أعمالهم عن طريق ورشات العمل التدريبية وتقديم الأعمال التي يتم التحكيم بموجبها من خلال الورشات.
وتمنح الجائزة كل عام في الحقول التالية: الإبداع الأدبي، ويتضمن المقالة والشعر، الإبداع الأدائي، ويتضمن الموسيقا والرقص، الإبداع الفني، ويتضمن الرسم والخط العربي، الابتكارات العلمية في حقل العلوم، للفئات العمرية (8-18 سنة).
وتعد “شومان”؛ ذراع البنك العربي للمسؤولية الاجتماعية والثقافية والفكرية، وهي مؤسسة ثقافية لا تهدف لتحقيق الربح، تعنى بالاستثمار في الإبداع المعرفي والثقافي والاجتماعي للمساهمة في نهوض المجتمعات في الوطن العربي من خلال الفكر القيادي والأدب والفنون والابتكار.