تسببت مخالفة تجاوز الإشارة الضوئية الحمراء في وقوع 50 حادثاً مرورياً في دبي، خلال النصف الأول من العام الجاري، نتج عنها وفاة أربعة أشخاص وإصابة 65 آخرين بإصابات متفاوتة.
وقال نائب مدير الإدارة العامة للمرور في شرطة دبي، العميد جمعة بن سويدان، لـ«الإمارات اليوم» إن شرطة دبي تردع مرتكبي هذه المخالفة بشتى الطرق، وسجلت خلال الفترة ذاتها من العام الجاري 16 ألفاً و892 مخالفة، لافتاً إلى أنها احتلت مرتبة متقدمة في مؤشر المخالفات الأكثر ارتكاباً، ما يعكس ضرورة التزام السائقين بمزيد من الحذر عند الاقتراب من الإشارة نظراً لما يترتب على هذه المخالفة من مخاطر كبيرة.
وتفصيلاً، أكد بن سويدان أن تجاوز الإشارة الضوئية الحمراء يعد من أخطر المخالفات المرورية، لأنها تمثل سلوكاً غير متوقع من قبل السائقين الآخرين الذين يقودون مركباتهم في طريقهم الطبيعي على التقاطعات أثناء وجود الإشارات التي تقابلهم على الوضعية الخضراء، لذا يصعب تفادي شخص يقطع عليهم الطريق فجأة من الاتجاه المعاكس، ما يزيد من احتمالات وقوع حوادث بليغة.
وأشار إلى أن هناك ارتفاعاً نسبياً في مؤشر الحوادث الناتجة عن تجاوز الإشارة الحمراء خلال النصف الأول من العام الجاري، الذي شهد وفاة أربعة أشخاص وإصابة 65 آخرين، فيما شهدت الفترة ذاتها من العام الماضي، وفاة ثلاثة أشخاص وإصابة 42 آخرين نتيجة 31 حادثاً وقعت بسبب هذه المخالفة.
وتابع بن سويدان أن العام الماضي بأكمله شهد وقوع 78 حادثاً نتج عنها وفاة أربعة أشخاص وإصابة 118 آخرين بإصابات تراوحت بين البليغة والمتوسطة والبسيطة.
وأوضح أنه بمقارنة عدد الإصابات بعدد الحوادث سواء خلال العام الماضي أو الجاري، نجد أنها أسفرت جميعاً عن وقوع إصابات، ما يعكس خطورة المخالفة ويؤكد أهمية الحذر عند الدخول على الإشارة.
وأضاف أن الإدارة العامة للمرور تحرص بالتعاون مع شركائها الاستراتيجيين على تقديم التوعية اللازمة بشأن هذه المخالفات، لحماية مستخدمة الطريق، من الأخطاء التي ربما تهدد سلامتهم وأمن غيرهم من مستخدمي طرق الإمارة.
وأوضح بن سويدان أن غالبية التقاطعات في دبي مؤمنة بكاميرات لمراقبة المتجاوزين، وتوفير الردع الكافي، لكن يظل الالتزام الشخصي والقيادة الآمنة مسؤولية كل شخص.
ولفت إلى أن تسجيل 16 ألفاً و892 مخالفة تجاوز إشارة ضوئية حمراء في النصف الأول من العام الجاري، يعكس عدم التزام عدد كبير بقواعد القيادة الآمنة خصوصاً عند التقاطعات، مؤكداً حرص شرطة دبي على تعزيز الشراكة مع أفراد المجتمع، ونشر التوعية بمخاطر هذه السلوكيات.
وشدد على ضرورة انتباه السائقين إلى وضعية الإشارة قبل مسافة كافية لأن مخالفة كسر الإشارة الحمراء تعد من أخطر المخالفات وتقع غالباً لسببين، إما قلة ثقافة السائق، وعدم إدراكه كيفية القيادة الآمنة عند الإشارة، التي تستلزم مزيداً من الانتباه، وعدم الإسراع أثناء الاقتراب منها أثناء كونها خضراء أو صفراء، والسبب الثاني التهور والاندفاع.
وقال بن سويدان إن بعض السائقين يضاعفون من سرعتهم عند الدخول على الإشارة حين يرونها على الوضعية الخضراء أو الصفراء، وهذا تصرف خاطئ لأن من الممكن أن تتحول إلى الوضعية الحمراء قبل مرورهم، ما يعرضهم لارتكاب المخالفة أو التسبب في حادث.
وأضاف أن الإجراء الآمن عند الدخول على الإشارة هو التمهل والانتباه، والتجاوز بسرعة مناسبة لا تتجاوز تلك المحددة للطريق، حتى يستطيع السائق الوقوف بسهولة في حالة عدم قدرته على تجاوزها أثناء وضعية المرور الخضراء، مؤكداً أن الانتظار لثوان أو دقيقة إضافية أفضل بالتأكيد من ارتكاب مخالفة خطرة أو التسبب في حادث.
الانضباط على الطريق
أكد نائب مدير الإدارة العامة للمرور في شرطة دبي، العميد جمعة بن سويدان، أن هناك زيادة في الوعي يمكن رصدها لدى كثير من أفراد المجتمع بالقيادة الآمنة وأهمية الانضباط على الطريق، لكن لا تزال هناك حاجة لتفادي بعض السلوكيات التي تشكل خطورة على صاحبها أو غيره من مستخدمي الطريق.