شهد اللواء عبد الله خليفة المري، القائد العام لشرطة دبي، جانباً من جلسات اليوم الختامي للورشة الدولية للتعاون الأمني بين الشرطة الهولندية الوطنية وشرطة دبي، بحضور ومشاركة عدد من ضباط ارتباط الشرطة الهولندية الوطنية، ومديري إدارات ومراكز من شرطة دبي.
واستعرض المشاركون أحدث التجارب والممارسات والحلول المستقبلية المتاحة عبر توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي، ورفع كفاءة الأجهزة الأمنية والشرطية، واستمع القائد العام لشرطة دبي إلى وجهات نظر وانطباعات ضباط الشرطة الهولندية حول آليات العمل المطبقة في شرطة دبي من خلال الزيارات الميدانية التي قاموا بها إلى مختبرات ومراكز الابتكار.
كما أثنى اللواء المري على التجارب التي اطّلع عليها والتي تتيح لشرطة دبي تبادل الأفكار وتضيف المعارف إلى مواردها البشرية بما يضمن التطوير المستمر على آليات ومنهجيات العمل لديها وترفع من كفاءة فرق العمل التخصصية.
7 محاور
وثمّن اللواء عبدالله خليفة المري، التعاون الدولي والتبادل المعرفي وتنسيق الجهود في مجال استقطاب أفضل الممارسات والتجارب الأمنية بين الأجهزة الشرطية في دولة الإمارات العربية المتحدة وهولندا، استكمالاً لمخرجات الزيارة الرسمية التي قام بها القائد العام لشرطة دبي إلى الشرطة الهولندية الوطنية في نوفمبر من العام الماضي.
وحضر القائد العام لشرطة دبي جانباً من الورش التي تضمنت جلساتها 7 محاور رئيسية شملت محاور العمليات، والابتكار والذكاء الاصطناعي ومحور البصمة الوراثية ومحور الشؤون البحرية ومحور بصمة الوجه ومحور الأدلة الرقمية ومحور السلائف الكيميائية.
وشارك في الورشة ضباط ارتباط من الشرطة الهولندية الوطنية واستعرضوا خلال جلساتها أحدث التجارب والممارسات في موضوعات الورشة والحلول المستقبلية المتاحة في هذه المجالات عبر توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي، ورفع كفاءة الأجهزة الأمنية والشرطية، بمشاركة عدد من ضباط شرطة دبي والكوادر المتخصصة من مختلف الإدارات العامة ومراكز الشرطة، بهدف تبادل المعرفة والاطلاع على أحدث التطبيقات الشرطية في مجال مكافحة الجريمة والكشف عنها وتحليل أدلتها وكافة البيانات والمعلومات المتعلقة بها.
شارك في جلسة الشؤون البحرية العميد كامل بطي السويدي مدير الإدارة العامة للعمليات في شرطة دبي، وقال إن الورشة كانت فرصة حقيقية لتبادل الخبرات والمعارف في مجال الأمن البحري والحوادث البحرية مع الشرطة الهولندية الوطنية، حيث سعدنا أيضاً بمشاركة ممثلين من الإدارة العامة للدفاع المدني وسلطة مدينة دبي الملاحية كشركاء لنا في قطاع الأمن البحري الذي أصبح حيوياً في إمارة دبي.
لهذا نحن في شرطة دبي نسعى إلى الارتقاء دائماً بكفاءة فرق عملنا وآلياتها ووسائل الاستجابات للحوادث البحرية من خلال الاطلاع على أفضل التجارب والممارسات العالمية المطبقة ومؤشرات الأداء المرتبطة بها والتي تقيس القدرات والكفاءات المستخدمة، بالإضافة إلى تبادل المعارف مع المتخصصين من الشرطة الهولندية بمجال التقنيات المستخدمة في الحوادث البحرية.
واختتمت جلسة الشؤون البحرية باستعراض السيد خميس محمد ولد غميل مدير إدارة حركة المرور البحرية في سلطة مدينة دبي الملاحية أهمية وجود نقاط التمركز الأمني على طول الواجهة البحرية لإمارة دبي، والعائد من هذه النقاط الأمنية على سهولة الحركة الملاحية ونشاطها.
الدفاع المدني
من جانبه شكر العميد راشد خليفة بن معصم الفلاسي مساعد المدير العام لشؤون الإطفاء والإنقاذ بالإدارة العامة للدفاع المدني في دبي، القيادة العامة لشرطة دبي ممثلة في القائد العام لشرطة دبي على الدعوة التي وجهت للإدارة العامة للدفاع المدني للمشاركة في أعمال الورشة الدولية للتعاون الأمني مع الشرطة الهولندية الوطنية.
وقال: إن مثل هذه المبادرات تعكس مدى التناسق والتكامل في العمل بين مختلف المؤسسات والدوائر الحكومية في دبي، وذكر أن الورشة كانت فرصة للاطلاع والتعرف عن قرب إلى التجربة الهولندية في مجال مواجهة الحوادث البحرية وإدارة أزماتها، وقال إنها تتميز بالتنظيم العالي، حيث إن كافة إجراءات العمل لديهم موثقة بهدف نقل المعرفة وتداولها بين الكوادر البشرية لديهم.
وأشار إلى أن الجلسة تضمنت استعراضاً لتجربة الدفاع المدني بدبي في هذا المجال، مضيفاً أننا قدمنا للوفد الهولندي تجربتنا في مشاريع ومبادرات رائدة منها مشروع القارب الذي يتم التحكم به عن بعد، وتجربة دولفين، وتجربة جسور قطع القنوات المائية، موضحاً أنها تجارب وظفت تقنيات الذكاء الاصطناعي والخدمات الذكية التي من شأنها المحافظة على العنصر البشري والتقليل من الأخطار التي قد يتعرض لها في مواجهة الحوادث البحرية.
وعن أهمية تنظيم الورشة الدولية للتعاون الأمني مع الشرطة الهولندية تحدث الدكتور حمدان أحمد الظنحاني نائب مدير مركز استشراف المستقبل ودعم اتخاذ القرار بشرطة دبي، عن هذه الورشة معتبراً أنها الأولى من نوعها على مستوى الدولة في مجال تبادل المعارف والخبرات مع واحدة من الأجهزة الشرطية المشهود لها بالكفاءة والحرفية العالية على مستوى العالم، وذكر أن الهدف من عقد هذه الورشة هو لاستشراف مستقبل العمل الأمني عبر استقطاب أفضل التجارب والممارسات العالمية في المجالات والاتجاهات الحديثة.
مؤكداً أن الورشة الدولية للتعاون الأمني بين الشرطة الهولندية الوطنية وشرطة دبي لم تقتصر على الجانب النظري ولكنها اشتملت أيضاً على الجانب العملي من خلال برنامج الزيارات الميدانية لضباط وخبراء الشرطة الهولندية إلى غرفة عمليات الشرطة واطلعوا على التقنيات المستخدمة لرصد وتحليل بصمة الوجه، كما استمعوا إلى شرح مفصل حول «مشروع عيون» الذي تعمل شرطة دبي على تنفيذه بالتنسيق مع عدد من الدوائر الحكومية الأخرى.
الأدلة الجنائية
وقال إن أعضاء الوفد الهولندي قاموا بزيارة الأدلة الجنائية واطلعوا على مختبرات الـ DNA والجرائم الإلكترونية والمواد الكيميائية، وزاروا الإدارة العامة للذكاء الاصطناعي واستمعوا إلى شرح حول استراتيجية الذكاء الاصطناعي بشرطة دبي وارتباطها باستراتيجية الإمارات وخطة دبي 2021، كما قاموا بزيارة مركز الشرطة الذكي واطلعوا على باقة الخدمات التي يقدمها لأفراد الجمهور والمتعاملين مع شرطة دبي.
وأشادوا بتجربة شرطة دبي وانفتاحها على التكنولوجيا الحديثة وسعيها الحثيث إلى توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في تقديم خدمات ذات جودة عالية ترفع معدل الشعور بالأمن والثقة في كفاءة الأجهزة الأمنية ومصداقيتها، وارتباط ذلك بمؤشر سعادة المجتمع، مؤكداً أن شرطة دبي تسعى إلى عقد أكثر من ورشة عمل ومختبرات للابتكار بالتنسيق والتعاون مع عدة جهات ومؤسسات شرطية رائدة على مستوى العالم.
وفي محور الأدلة الرقمية تحدث المقدم مهندس راشد أحمد لوتاه مدير إدارة الأدلة الجنائية الإلكترونية في شرطة دبي عن جلسة الأدلة الرقمية، وقال اطلعنا على إجراءات العمل في مجال الأدلة الرقمية لدى الشرطة الهولندية الوطنية، وطرق العمل والأدوات المستخدمة للفحص والتحقيق في جرائم الحاسوب، وعرضنا في المقابل تجربة شرطة دبي في مجال التحقيقات وفحص الأدلة وذلك في إطار تبادل الأفكار والرؤى المستقبلية في هذا المجال.
أما في محور الابتكار والذكاء الاصطناعي فقد تحدث المقدم مهندس حسين أحمد بن غليطة نائب مدير الإدارة العامة للذكاء الاصطناعي بشرطة دبي، وقال إنه تم الاطلاع على التجربة الهولندية في مجال الابتكار واستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في مجال العمل الأمني والشرطي، كما تم عرض تجربة شرطة دبي، ونجح في التوصل إلى اتفاق مبدئي على التعاون المشترك في عدة مشاريع مستقبلية تخدم المجال الجنائي.
السلائف الكيميائية
من جانبه تحدث النقيب مهندس عدنان لنجاوي من الإدارة العامة لمكافحة المخدرات عن مشاركته في جلسة السلائف الكيميائية، وقال إن الورشة أتاحت الفرصة لإجراء مقارنة مرجعية مع الشرطة الهولندية الوطنية في مجال السلائف الكيميائية، وتحديداً في آليات المراقبة والتحكم في كمياتها والكشف عن نوعياتها ومكوناتها وفي مجال تحقيقاتها.
