تعد زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، إلى الولايات المتحدة الأمريكية، تجسيداً حياً لحرص سموه الكبير على تنمية علاقات الصداقة والتعاون مع جميع دول العالم، بل هي أيضاً دليل متجدد على ما تحظى به الإمارات، بقيادة سموه، ولله الحمد، من مكانة مهمة بين دول العالم أجمع، جعلت من هذا البلد العزيز، مصدر سلامٍ واستقرارٍ في العالم كله.
إن هذه الزيارة التاريخية، هي بالإضافة إلى ذلك، علامة مهمة، تشير إلى علاقات الصداقة الوثيقة والمتنامية بين الإمارات والولايات المتحدة الأمريكية، وهي علاقات تقوم على أسس قوية في جميع المجالات وعلى كافة المستويات – هي علاقات تقوم على أساس الاحترام المتبادل، والتبادل المثمر للمعارف والخبرات، والحرص الكبير على العمل المشترك، من أجل تشجيع التجارة الدولية، وبناء علاقات مثمرة بين الشعوب، وتحقيق التعاون والسلام بين دول العالم، بالإضافة إلى تنمية اقتصاد المعرفة، في كل مكان.
هذه الزيارة المهمة، التي يقوم بها صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، تأتي وسط ظروف عالمية متغيرة ومتطورة، وتسلط الضوء على حقيقة أن الإمارات وأمريكا، لهما تأثير كبير على كافة التطورات العالمية، كما أن المداولات والمناقشات التي تمت أثناء هذه الزيارة التاريخية، تظهر بكل وضوح، حرص الدولتين على التعاون والعمل المشترك، من أجل تشكيل مستقبل التقدم والسلام في العالم، بل إن هذه المداولات والمناقشات كذلك، هي دليل مهم على رغبة البلدين في أن يكون التعاون بينهما، نموذجاً للتعاون الدولي، الناجح والبناء.
وما يدعو للتفاؤل والثقة بالمستقبل الواعد، للعلاقات بين الإمارات وأمريكا، هو أن مجالات التعاون والتنسيق بين البلدين، والتي تمت مناقشتها أثناء هذه الزيارة الميمونة، تشمل قضايا على درجة بالغة من الأهمية، للعالم كله – هذه المجالات، تشمل تعزيز العلاقة الاستراتيجية المفعمة بالحيوية بين البلدين، مع التركيز بصفةٍ خاصة على مجالات التجارة والتقنيات الحديثة، وعلى مجالات دعم البنية الأساسية وتحقيق القوة والفاعلية في سلاسل الإمداد العالمية، بالإضافة إلى التعاون في حماية البيئة وتطوير مصادر الطاقة النظيفة، والتعاون كذلك في مجالات اكتشاف الفضاء، إلى جانب التنسيق القوي في مجالات الأمن والدفاع، وما يتصل بذلك من أن تكون الإمارات شريكاً استراتيجياً رئيسياً في هذا المجال، مع الولايات المتحدة الأمريكية، بما يترتب على ذلك كله، من أن يكون البلدان شريكين في تحقيق التقدم والسلام في المنطقة والعالم – تشمل مجالات التعاون والتنسيق أيضاً، العمل المشترك لتحقيق الأمن والسلامة في العالم الرقمي، واستخدام التقنيات الحديثة، والتعاون والتنسيق، بالذات، في مجالات الذكاء الاصطناعي، بما يحقق الفائدة والمنفعة للمجتمع والإنسان، من كافة هذه التقنيات والتطورات، ويشجع على دعم بيئة الإبداع والابتكار، ويحقق التنسيق القوي بين البلدين من أجل إجراء البحوث وأنشطة التطوير المشتركة، في هذه المجالات الحيوية، والعمل على نبذ الاستخدامات السيئة لهذه التقنيات، وتنمية قدرات العاملين في البلدين، وتبادل الخبرات بينهم، وليكون ذلك كله عاملاً مهماً، يسهم في تحقيق التنمية المستدامة على مستوى العالم كله.
إننا ونحن نعتز بما تحقق أثناء هذه الزيارة، وبالاستقبال الحافل لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله، في الولايات المتحدة الأمريكية، فإننا على قناعة كاملة، بأن هذه الزيارة بإذن الله، سوف تكون عاملاً مهماً، في دعم العلاقات القوية بين البلدين، ولتكون لهذه العلاقات دائماً، نموذجاً عالمياً مرموقاً، للتعاون والتعايش، والتواصل الإيجابي بين الأمم والشعوب.
إنني أنتهز هذه المناسبة، كي أعبر عن فخري واعتزازي بما يحظى به صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، من خصائص القيادة الناجحة، التي وهبها الله له، بل وما يحظى به كذلك، من احترام كبير، على مستوى العالم كله – هذه الزيارة تؤكد لنا، كيف أن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، هو قائد مخلص، له مكانة مرموقة في العالم، قائد حريص على مكانة بلده وموقعها المتميز، في مسيرة التطور العالمي، قائد نرى معه في الإمارات، طريقنا إلى المستقبل بكل وضوح، ونعتز في ظل قيادته بمواقف دولتنا الغالية، في مناصرة قضايا الحق والعدل والسلام، في كل مكان. والله الموفق.