فوجيء المعزون في بيت العزاء المقام في أحد البيوت في غزة بوقوف والد زوجة المتوفى بين المعزين معلناً أن ابنته، أي أرملة المتوفي، حامل في شهرها الأول، وقد وجب إعلام الجميع بذلك حسبما يقتضي الشرع والعرف؛ وذلك لكي لا تطال ابنته الشائعات وتلوكها الألسنة.
إلى هنا تبدو الواقعة عادية ومتبعة، ولكن ما ليس عادياً أن يقف رجل آخر في زاوية أخرى من بيت العزاء ليعلن أن شقيقته حامل أيضاً من ذات المتوفى، وبأنها زوجته على سنة الله ورسوله، وقد تزوجها سراً قبل شهرين من وفاته.
في علم الغيب
الموقف كان لا يصدق وأصيب الحضور بالذهول حيث أصبح أمامهم رجل متوفى منذ ساعات وزوجتان وطفلان لا زالا في علم الغيب، ووسط ذهول الحاضرين تحدث شقيق الزوجة الثانية بأنه يعمل شريكاً للمتوفى منذ سنوات، وقد عرض عليه أن يتزوج من أخته الوحيدة والتي تعيش معه بمفردهما بعد وفاة والديهما، ولأن شقيقها أصيب بالسرطان فقد كان يخشى عليها أن تبقى وحيدة إن لم يقدر له النجاة من المرض، وقد وافق صديق العمر على طلبه ولكنه اشترط عليه أن يبقيا زواجهما سراً حتى يمهد الأمر لزوجته الأولى، وهي أم أولاده الأربعة وابنة عمه أيضاً.
عزاء زوجتين
المفاجأة الأخرى أن الزوجة الأولى وحين نقل لها الخبر قررت أن تتقبل الأمر بصدر رحب، وطلبت بأن تأتي الزوجة لكي تجلس إلى جوارها في بيت العزاء المخصص للنساء، ولكي تتلقيا العزاء بزوجهما المشترك وذلك حرصاً منها على أن يتربى أبناء المرحوم سوياً وفي كنف زوجتين لم يقدر لهما أن تلتقيا إلا في يوم وفاة الزوج.
القدر
الزوج الراحل كان يعمل تاجراً وعلى سعة من العيش، وهو في أواخر الأربعينيات من عمره، وقد توفي بسبب حادث سير، حيث كان يركب سيارته ويريد العودة للبيت؛ لكي يحضر حفل عيد ميلاد أصغر أولاده، ولكن لم يقدر له أن يلحق بالحفل، ولا أن يرى طفليه القادمين واللذين لا زالا في علم الغيب.
خائن أم مخلص؟
ضجت مواقع التواصل الاجتماعي تعليقاً على هذه الحادثة، وهناك من رأوا أن الزوج قد خان زوجته الأولى، وهناك من رآه مخلصاً لصديقه ومن حقه الزواج بثانية، كما أن الجميع قد استغرب من مخططات القدر حيث ترك أرملتين مع أربعة أطفال وطفلين لا زالا في رحم أمهاتهما.