أصدرت الهيئة العامة لقصور الثقافة رواية «الشيطان الصغير» للكاتب فيودور سولوجوب، ترجمة داليا يسري، ومراجعة وتقديم الدكتور أنور إبراهيم؛ حيث انتهى الكاتب من روايته عام 1902 بعد أن استغرق معه ذلك الأمر عشر سنوات كاملة لكتابتها، وهي الرواية التي أصابت جمهور القرّاء بالصدمة، والتي يحكي فيها الكاتب عن أفكار ومشاعر معلم سادي مهووس بالسلطة.
زاجل نيوز، ١٥، تموز، ٢٠٢٢ | مقالات
وفي عام 1907 نشرت الرواية، لأول مرة في شكلها الكامل، ومنذ ذلك الحين أصبح هذا العمل أحد الأعمال الأدبية الأكثر خضوعاً للدراسة في الأدب الروسي، ولم تكن مهمة خروج الرواية للطباعة أمراً سهلاً – كما يقول الدكتور أنور إبراهيم – فقد واجهت مشكلات عدة، نظراً لأنها بدأت غريبة، ومحفوفة بالمخاطر في حينها، ونشر منها أجزاء لأول مرة في إحدى المجلات عام 1905 لكن سرعان ما توقف نشرها.
وعندما صدرت لأول مرة بعد عامين من هذا التاريخ لم تحصل على تقديرات عادلة من القرّاء، وأصبحت مادة للتحليل المعمق من قبل النقاد، ثم تحولت بعد ذلك إلى واحدة من الأعمال الشعبية الأكثر شيوعاً في روسيا قبل الثورة، وصدر منها في حياة الكاتب فقط 11 طبعة.
تجري أحداث الرواية في بلدة داخل مقاطعة صغيرة، خلال أواخر القرن التاسع عشر، ويظهر البطل الذي يعمل مدرساً في مدرسة ثانوية، ويحلم بأن يحصل على ترقية، تجعله مفتشاً، ويتسم هذا الشخص بمحدودية التفكير، ويقترب من أن يكون جلاداً بشكل أكبر من كونه معلماً، فهو يكره الطلاب ويضطهدهم، ويقدم ضدهم بلاغات لدى السلطات، ويشعر بالمتعة الشديدة إذا ألحق بأحدهم الأذى البدني أو المعنوي.
تروي الرواية كيف يشعر البطل بالخوف بشكل لا يمكن تفسيره أو تبريره، ويعاني هوس الاضطهاد، وتعد أحداث الرواية مرآة، يمكن من خلالها تفقد طبيعة الأعراف الإقليمية وملامح الحياة الريفية في روسيا خلال تلك الفترة، كما يدور الصراع الرئيسي في الرواية حول محاولات البطلة الإيقاع بالبطل وإقناعه بالزواج منها.
تناقش الرواية الحياة الريفية، كما ينظر إلى عدد من شخصياتها الرئيسية على أنها شخصيات نموذجية للاتجاه الكلاسيكي في الأدب الروسي.
يعد سولوجوب كاتباً وشاعراً كلاسيكياً عاش في الفترة ما بين عامي 1836 و1927 وولد في مدينة سانت بطرسبورغ، لأسرة فقيرة، كان والده يعمل خياطاً، وساءت أحوال الأسرة المادية بعد وفاته، ما اضطر الأم إلى العودة لممارسة أعمالها، خادمة لدى عائلة من الأثرياء.
قضى الكاتب حياته الأولى في منزل عائلة «أجابوف» وساعدته نشأته في ظلال هذه الأسرة على الانخراط في عالم الفن والثقافة؛ حيث كانت الكتب متوافرة دائماً حوله.
كان هناك تباين في نمط حياته أثناء طفولته، فمن ناحية هناك عالم الموسيقى والفن، ومن ناحية أخرى يسود الفقر، والعمل الشاق الذي تقوم به والدته في المطبخ، وكان الكاتب في كثير من الأحيان يتعرض للضرب على يديها، حين تفيض بها أعباء الحياة.
اتجه للكتابة الإبداعية لأول مرة في حياته، عندما بلغ سن الثانية عشرة، وكتب أول قصيدة شعرية له، في محاولة لوصف ما يتعرض له من مصاعب في حياته، وبوجه عام تثير قصائده الغامضة الخيال، نظراً لأنها مشبعة بروح من الوحدة، كما أن رواياته عادة ما تكون صادمة، منذ صفحاتها الأولى.
زاجل نيوز