على مدار الخطط التنموية الصحية برزت مبادرات تطوعية عديدة بمختلف مجالاتها وتجلى دور وزارة الصحة في هيكلة وتنظيم ورعاية الأعمال التطوعية وشراكة المجتمع ، ولعل أهم الصور التي تبلور ذلك تشكيل ورسم نهج العمل لجماعات دعم صحة المجتمع ، والتي بدأ تكوينها في إطار مبادرة المستشفيات الصديقة للأطفال عام 1992 م ، حيث اقتصر نشاط هذه الجماعات في توعية الأمهات عن أهمية الرضاعة الطبيعية وإعداد الأطعمة المكملة لها ، وفي هذا الإطار تقوم المديرية العامة للخدمات الصحية بمحافظة الظاهرة بدور فاعل في سبيل الإرتقاء بدور جماعات دعم صحة الأسرة والمجتمع المتوزعة بقرى ولايات المحافظة الثلاث عبري وينقل وضنك ، ويكمن ذلك في التركيز على المستوى النوعي لهذه الجماعات من حيث المستوى التعليمي للمتطوعين والمتطوعات الجدد والحرص على تنمية قدراتهم وتدريبهم على مهارات الإتصال والبرامج الصحية . وجاء اهتمام وزارة الصحة بهذا الجانب من خلال إيمانها بأن مسؤولية تعزيز الصحة وحمايتها لا تقع على عاتق النظام الصحي بمفرده بل هي مسؤولية تضامنية تشترك فيها مختلف القطاعات كوزارة الزراعة والثروة السمكية ، ووزارات التنمية الاجتماعية ، والتربية والتعليم ، والإسكان ، والبلديات الإقليمية وموارد المياه، والاوقاف والشؤون الدينية ، والإعلام والشئون الرياضة وغيرها من القطاعات الخدمية المختلفة ، إذ تسهم كل هذه القطاعات إسهاماً مهماً في تعزيز صحة المواطنين ، ومن هذا المنطلق جاء تشكيل اللجان الصحية بجميع ولايات السلطنة لتضيف لبنة جديدة لإشراك المجتمع والجهات الحكومية ذات العلاقة بالصحة العامة . وتعتبر جمعات دعم صحة المجتمع جماعات تطوعية تنشد العمل التطوعي الصحي بمجالاته المختلفة ، وجماعات الدعم الصحي تتكون من مجموعة من الرجال والنساء ممن لديهم الرغبة التطوعية في مجال نشر المعرفة الصحية وتوعية وتثقيف أفراد الاسرة والمجتمع ، حرصاً لرفع الوعي الصحي وترقية وتعزيز صحة أفراد المجتمع وكذلك تعميق الإحساس بالمسئولية تجاه الحفاظ على الصحة واتخاذ مواقف إيجابية لتغيير السلوكيات الخاطئة الضارة بالصحة.
وتعتبر جماعات الدعم الصحي حلقة الوصل بين المؤسسات وتهدف الى دعم صحة المجتمع والعمل كحلقة وصل بين العاملين الصحيين بالمؤسسة الصحية و بين أفراد المجتمع بما يؤدي إلى صنع مشاركة حقيقية هادفة والمشاركة في تنفيذ الأنشطة والفعاليات التي تهدف إلى رفع الوعي الصحي لأفراد المجتمع وتغيير المفاهيم والسلوكيات الخاطئة لدى الأفراد وتعميق إحساس المواطنين بمسئوليتهم في تعزيز صحتهم والحفاظ عليها والمشاركة في تخطيط وتنفيذ البرامج والمشاريع القائمة على مشاركة المجتمع التي من شأنها المساهمة في التصدي للمشكلات الصحية والمشاركة في تقييم الأوضاع الصحية لأفراد المجتمع واقتراح الحلول المناسبة لتقليل خطورتها والحد منها والعمل على زيادة ثقة المجتمع في الخدمات الصحية وتوعية الأفراد نحو سبل الاستخدام الأمثل لها .
بالاضافة الى المشاركة في وضع الخطط الخمسية الصحية التنفيذية للوزارة بما يتعلق بمشاركة المجتمع ، وكذلك المساهمة في تنفيذ الأنشطة والبرامج الصحية المختلفة متى أمكن لهم ذلك .
من جانب آخر أقيمت بمستشفى عبري حلقة عمل علمية حول ” التعامل مع الحالات الطارئة ” ، بمشاركة الكوادر الطبية والتمريضية العاملين بمختلف أقسام وعيادات ووحدات المستشفى ، وعدد من العاملين الصحيين بمؤسسات الرعاية الصحية الاولية بولايات عبري وينقل وضنك بمحافظة الظاهرة تناول برنامج الحلقة تسليط الضؤ حول الجوانب المتعلقة بكيفية التعامل بعض الحالات الطارئة والاطلاع على آخر المستجدات التشخيصية والعلاجية لها ، ومن بين هذه الحالات حالات إصابة الرأس والدماغ وأهمية التخاطب والتواصل في الحالات الطارئة والتعامل مع حالات الحروق في الطواري .
كما تطرقت الحلقة الى ما يتصل بالطريقة المثلى لجمع عينات المختبر من المرضى .وما يتعلق بالطرق الكفيلة للحد مِن حدوث مضاعفات على مرضى الإصابات الطارئة . بجانب الطرق الاحترازية في الوقاية من العدوى خاصة عدوى المؤسسة الصحية ( العدوى المكتسبة ) ، كما تناولت الحلقة عدد من الجوانب التدريبية الكوادر الطبية والتمريضية ذات العلاقة بالتدريب والتأهيل للعاملين بأقسام ووحدات الطوارئ .
تجاوب ملحوظ
بهدف غرس المفاهيم الصحية الصحيحة والآمنة للفرد والاسرة والمجتمع ، وبغية نشر رسائل صحية تثقيفية هادفة الى تعزيز ثقافة أفراد المجتمع بأهمية الصحة وضرورة الحفاظ عليها وتحسين السلوكيات الصحية الخاطئة ، تشهد مختلف المؤسسات الصحية بولايات عبري وينقل وضنك إقامة العديد مِن المناشط والبرامج والفعاليات التثقيفية والتوعوية الهادفة ، والتي تشارك فيها الكوادر الطبية والتمريضية والمثقفات الصحية وفتيات التغذية ، والتي تتناول الجوانب المتعلقة بالصحة ومجالات الوقاية من مضاعفات الامراض و النواحي المباشرة المتصلة بتقدم المرضى نحو الشفاء ، والتي تتطرق الى اهمية إتباع النصائح الطبية فيما يتصل بإتباع السلوكيات الصحية السليمة والآمنة .أما بالنسبة للأصحاء فالغاية من تنفيذ الفعاليات هو المحافظة على الصحة والوقاية من الأمراض . وتتناول المناشط أمراض أنماط الحياة التي تعد من المواضيع التي تستهدف المرضى ومرافقيهم ومختلف شرائح المجتمع . وتعريفهم بمفهوم الصحة والمحافظة عليها ودور الفرد في وقاية نفسه من الأمراض والمشكلات الصحية ودور كل فرد في الأسرة والمجتمع المحلي في نشر الرسائل الصحية في مجتمعه المحلي من حيث توجيهه بإتباع السلوكيات الصحية بما يسهم وبصورة إيجابية في المحافظة على صحة الفرد والأسرة والمجتمع . كما يتم التطرق إلى مفهوم الغذاء الصحي السليم ودور المريض في هذا الجانب من خلال إتباع العادات الغذائية السليمة والتي تجنب المريض المضاعفات الصحية وبالأخص كبار السن وكذلك مرضى الأمراض المزمنة من الجنسين. وكذلك تثقيف مقدمي الرعاية في المنزل من مراعاة تناول كبار السن للأدوية بصورة منتظمة وبناء على وصفة الطبيب المعالج .وتشهد البرامج المنفذة تجاوباً ملحوظا من مختلف شرائح المجتمع والمقيمين ، من خلال الحضور والمتابعة والحرص على اكتساب المعلومة الصحية الصحيحة من مصدرها .