هل تشعر بالإجهاد بعد يوم طويل من العمل؟ بالحزن؟ بالإحباط بعد جدال مع صديق؟
كيف يمكن إذن التغلب على هذه المشاعر، هل يتم ذلك بالتركيز على تحقيق رغباتك؟ وهل أنك بهذه الطريقة تحقق السعادة؟ الجواب هو ليس شرطاً، إذ أظهرت الدراسات، فضلا عن ما وجهنا به أجدادنا من أن على الناس أن يركزوا على الأخرين أولاً ومن ثم أنفسهم، إذ أن الأعمال ذات النفع الاجتماعي وتقديم المساعدات للآخرين يزيد من شعور الإنسان بالسعادة. ويصف علماء النفس هذا السلوك بالسلوك الداعم للمجتمع وهو على النقيض من محاولة إسعاد نفسك فقط بالتركيز على رغباتك الذاتية.
دراسة حديثة نشرتها دورية (إيموشن) وقامت بكتابتها مجموعة بحثية تترأسها الاستاذ المساعد في جامعة سوانزي البريطانية كاثرين نيلسون كوفي أظهرت أن كل من يقوم بعمل خير للمجتمع أو للعالم يشعر بسعادة أكثر مقارنة بمن يركز على تحقيق رغباته الذاتية.
وعملت المجموعة البحثية على تقسيم المشاركين في الدراسة إلى أربع مجموعات، حيث ركز أفراد المجموعة الأولى على أنفسهم فيما كان تركيز المجموعة الثانية على القيام بأنشطة مجتمعية مثل زيارة دور كبار السن وحتى مساعدة شخص غريب في حمل أكياس البضائع معه، بينما كان هدف المجموعة الثالثة خدمة العالم عبر المساهمة في تدوير النفايات أو تقديم المساعدات المادية للجهات الخيرية، فيما تم الطلب من المجموعة الرابعة القيام بتسجيل أنشطتهم للأسبوع الماضي، فضلا عن تجربتهم الذاتية مع أي مشاعر عاطفية إيجابية أو سلبية.
النتائج
جاءت نتائج الدراسة بمحصلة مثيرة، إذ أظهرت أن المشاركين الذين قاموا بسلوك لخدمة المجتمع هم من بدا عليهم تحسن في حالتهم النفسية حيث زادت لديهم مشاعر السعادة والفرح. وخلصت الدراسة إلى أن المشاعر الإيجابية عامل مهم يرتبط بالسلوكيات الداعمة للمجتمع وتزيد بارتفاع وتيرة العمل المجتمعي.