أطلقت المنطقة الحرة بمطار دبي “دافزا”، في إطار تعاونها مع مؤسسة دبي للمستقبل، مبادرتي “دبي بلينك”، و”السوق المالي للمناطق الحرة”، وتوفر المبادرة الأولى أول منصة رقمية للمناطق الحرة تعتمد على تقنيتي الذكاء الاصطناعي و”البلوك تشين” للتجارة بين الشركات والمؤسسات، فيما تعد المبادرة الثانية أول سوق مالي مخصص للمناطق الحرة على مستوى العالم.
تأتي هذه الخطوة ضمن مبادرة “دبي X 10” التي أطلقها سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس مجلس أمناء مؤسسة دبي للمستقبل، خلال الدورة السادسة من القمة العالمية للحكومات فبراير الماضي بهدف تحويل ما ستطبقه مدن العالم بعد عشر سنوات إلى واقع يعيشه مجتمع دبي اليوم تأكيداً لمكانتها كمدينة للمستقبل.
استثمارات جديدة
وعن الأهمية الاستراتيجية للمبادرتين الجديدتين، قال الدكتور محمد الزرعوني، مدير عام سلطة المنطقة الحرة بمطار دبي، إن المشروعين المُعتَمَدين ضمن مبادرة “دبي X 10″، وهما “السوق المالي للمناطق الحرة”، و”دبي بلينك” من شأنهما المساهمة في فتح مجالات جديدة للاستثمار، وإعادة تعريف مفهوم التنمية الاستثمارية في المناطق الحرة كونهما يقدمان نموذجاً مبتكراً لتجارة المناطق الحرة في الفضاء الرقمي، كما سيكون لهما أثرهما في توفير فرص حيوية للشركات تُمكّنها من النمو والازدهار محلياً، وإقليمياً وعالمياً انطلاقاً من مقارها في دبي.
وأضاف: تهدف مبادرة “السوق المالي للمناطق الحرة” إلى تمكين المستثمرين الأجانب من جمع رؤوس الأموال اللازمة لتنمية مشاريعهم من المنطقة دون الحاجة للعودة إلى بلد المنشأ. بينما ستشجع “دبي بلينك”، بوصفها منصة للتداول الرقمي، المزيد من الشركات الإقليمية والعالمية على إنشاء مقار لها في المناطق الحرة في دبي ما من شأنه تسريع وتيرة الحركة التجارية والاستثمارية”.
تجارة رقمية
وأوضح الزرعوني أن حجم سوق الأعمال – للأعمال (B2B) العالمي للتجارة الرقمية (B2B) يُقدّر حاليا بنحو 7.7 تريليونات دولار، ليكون بذلك أكبر من سوق الأعمال بين الشركات والمستهلكين (B2C)، بينما من المتوقع أن تنمو التجارة الرقمية في العام 2020 بنسبة 40% على الصعيد الإقليمي وفي منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وهو ما يزيد من أهمية المبادرات الجديدة كونها تهدف إلى الاستحواذ على حصة كبيرة من هذا النمو ما يؤثر بالإيجاب على مكانة دبي الاقتصادية ويعزز الناتج المحلي للإمارة.
وعن الميزات التي تقدمها المبادرات الجديدة، أشار الزرعوني إلى أن مشروع “السوق المالي للمناطق الحرة” يهدف إلى تسهيل وصول المستثمرين في المناطق الحرة للأسواق المالية ورؤوس الأموال عبر إرساء بيئة تنظيمية تقلل التكاليف وتختصر الوقت. بينما يُشكّل مشروع “دبي بلينك” أول منصة رقمية مخصصة للمناطق الحرة في العالم تعتمد على الذكاء الاصطناعي وتقنية التعاملات الرقمية “بلوك تشين” بحيث تُمكن الشركات من مختلف أرجاء العالم من التواصل فيما بينها وإجراء عمليات التداول التجاري. وتابع: نسعى من وراء هذه المبادرات إلى تبسيط الإجراءات الخاصة بإدراج وتقديم العروض للشركات الصغيرة والمتوسطة، وشركات المناطق الحرة وضمان حماية المستثمر من المخاطر المحيطة بالأسواق المالية ضمن بيئة تجارية منظمة وآمنة تماما.
أما فيما يتعلّق بمشروع “دبي بلينك” يتمثل دورنا بتمهيد الطريق أمام المستثمرين المحتملين عبر تسهيل عملية تأسيس الأعمال.
حلول تقنية
وانضمت شركة “آي- بي –إم” كمزود للحلول التقنية في مشروع “دبي بلينك”، كما سيتم التعاون مع نخبة من المنظمات والمؤسسات الحكومية والعالمية لتفعيل دور ومساهمة “دبي بلينك” في تعزيز التجارة الرقمية في دبي والعالم.
وسيتم تنفيذ مشروع “دبي بلينك” على أربع مراحل، تبدأ أولها في الربع الأخير من العام 2018، وخلالها سوف تتمتع الشركات المتواجدة في “دافزا” دون سواها بإمكانية تسجيل الدخول في المبادرة، لتليها بعد ذلك الشركات المسجلة في مختلف المناطق الحرة في إمارة دبي، ومن ثم دولة الإمارات، على أن تكون “دبي بلينك” متاحة في وقت لاحق لجميع الشركات المسجلة في المناطق الحرة عالميًا.