كفّى السوشيال ميديا ووفّى للردّ على أحلام بما يستحقّ المتكبّر الجاحد. ليست ضرورة كوميدية بقرة هشام حداد في الستوديو(!)، وتبنّي عادل كرم ما هَبّ ودَبّ من التغريدات بذريعة أنهما يرغبان في تأديب “الملكة”.
بيّنا أنّ بعض الإعلام اللبناني يُحتَضر فعلاً، وما عاد التمسّك بالمستوى القيّم يُقلق البال. الكلّ انتقد والكلّ غضب والكلّ غرَّد وملأ “فايسبوك” استنكارات. إن كان لا بدّ من الردّ التلفزيوني، فليكن أرقى. لا بمخاطبة البقر ولا بلغة الإهانات الشخصية. يستحيل أن يدافع عاقلٌ عمّن تختزل التشاوف والمزاجية وجنون العظمة. أن تُسيء فنانة إلى لبنان الحضن ورفيق الدرب، يعني أنّها تتيح لماضٍ مصنوع من زجاج أن يُرشَق بالحجار. في إمكان عادل كرم (“هيدا حكي”، “أم تي في”) وهشام حداد (“لهون وبس”، “أل بي سي آي”) تفادي الوقوف معها في صفّ واحد. البقرة لا تُضحك ولا تليق بالمُشاهد والشاشة. يصحّ انتقاد أحلام من دون لعبة الوحول الأسبوعية الخالية من العِبر. ويصحّ أن تُلقّن الدرس فتعيد حساباتها مرّات قبل ان تُرسل نفسها إلى المقصلة، وإنما ليس بمفردات الأزقة والتباهي بتغريدات عن القرود والثيران والأبقار.
يصبح متوقعاً أن تقدّم الشاشات بشاعات لا تُضبط. ولعلّ البرنامجَيْن أصابهما هاجس مَن سيؤلم أحلام أكثر من الآخر ومَن سيُبدع أكثر في صفعها ومَن سيكسب المنافسة؟ فما كان من هشام حداد إلا مجاراة الخيال الخصب واستضافة بقرة! رائعٌ بأيّ جماليات يجري إضحاك المُشاهد. هذه الـ”كواليتي يا كواليتي” التي تُنتَقد في برامج الآخرين، أما في البرنامج ذاته، فلا بأس إن وردت. هناك تستحقّ السخرية وهنا هادفة ومضحكة. على هذه البرامج أن تراجع نفسها. “الرايتينغ” وحده ليس دليل نجاح.
مؤسفٌ أنّ البرنامجين منحا منتقدي بعض الإعلام اللبناني شيئاً من صواب الرأي.
خطأ أحلام وأخطاء هشام حداد وعادل كرم!
رابط مختصر
المصدر : https://zajelnews.net/?p=9943