أ. د. عبدالسلام النابلسي
هل هو من مبدأ التقاليد والعادات، أو هل هو من مبدأ سماحة ديننا وطيب خلقنا، أو من مبدأ نزعتنا العشائرية ونظام الفزعة، أن نستقبل نبأ تشكيل الحكومات تلو الحكومات بالترحاب والتسحيج وكأنهم الثلة الوحيدة القادرة على النهوض بالوطن بعد ما أن سطروا نجاحاتهم المدوية في الكواكب الأخرى،
وما هي الا أسابيع قليلة حتى يبدأ الرئيس المكلف بإعادة إيقاع نغمة مسيرة الحكومة الراحلة من خلال اجراء التعديلات الشكلية والتقليدية، يبرهن فيها لأعضاء حكومته بأنهم تحت إمرته ولن يستمر أحد في عمله إذا ما تجرأ على مخالفة رأيه وفكره.
حكومات تلو حكومات،
جاءت ورحلت بلا انجازات،
وديون تراكمت وعجوزات،
خدمات تراجعت وترهلات،
التعليم الى تراجع في المستويات،
ومخرجات التعليم تبحث عن الفتات،
مواردنا الطبيعية ملك للخصخصة والشركات،
واموال الضمان ذهبت لتغطية النفقات، نفقاتهم تفوق الموازنات،
حتى تجاوزوا سقوف الائتمانات،
ومهاجمة تقصير الحكومة تقتصر على العتابات،
النزاهة من الشعارات،
ومحاربة الفقر من المعجزات،
والفساد قد جاوز اغلب المستويات،
ووصل حد اقل الوظائف والخدمات،
الى عقول الشباب تسللت المخدرات،
وطاعنون في السن يأكلون من الحاويات،
ومجالس تشريعية لا ترتقي لاقل الطموحات،
وقوانين الجباية تزيد الآهات،
والقائمة تطول ووطني يئن وتتعالى الصيحات،
يتلاعبون بالمفردات والمصطلحات،
ويبنون لنا الامال في المستنقعات،
وتصريحاتهم كأنها أحجيات،
وفي قراراتهم تأجيل للأزمات،
وليست حلول لتجاوز العقبات،
ولا احد منهم يحاسب على التقصير والاخفاقات،
حتى لو إمتلأ جسد الوطن بالجروح والندبات،
إذا وجدتم في كلامي تفاهات، فأنا جاهز للحساب والمساءلات،
وبعد ما أن فاض الحبر من قلمي بما يلمس قلبي من الم على ما حل بوطني، أيقنت سريعاً بأن القلم لن يتوقف قريباً عن تحرير الآم وجداني، فحملت قلماً أخرا لن يجلد ذاتي ولن يكتب إلا افكاري