قالت زوجة جحا : خذ هذا الحرير وبعه لنا فى السوق.
قال جحا: اطمَئنی فانی سوف اتی لك بِمَبْلغ كبير ثمنا له.
وقف جُحا في السوق يبيع الحرير، فأراد أهل الطمع ان يشتروه بثمن بخس.
فعمدوا الى الحيلة
وقال احدهم :يا جحا هذا الحرير غير جيد ، ولا يستحق هذا الثمن الذى تطلبه
أدرك جُحًا غاية التُجّار،
فقال فی نفسه : ماداموا یلحون
فی شرائه هکذا، فائه یجدر بی ان اعاملهم بنفس الاسلوب
الذی یتعاملون به ، وذهب من السوق.
عاد جحا الى البيت ،وقال لزوجته : هاتى الاحذية القديمة التى عندك بسرعة.
تعجبت زوجته وقالت : اراك قد عدت بالحرير؟
ما الخبر يا جحا ؟
قال :سادبر امري مع هؤلاء الطماعين .
جَمَعَت زوجةً جحا الأحذية القديمة التى لديها وفك جحا لفة الحرير وشرع فى وضع الأحذية ،داخل الحرير.
قالت زجته : ولماذا تفعل ذلك ؟
قال : لكى يصبح لفة كبيرة
اعاد جحا لف الحرير ؛ وبداخله الاحذية فصار كانه مغزل كبير :وقال هكذا استطيع ان احصل على ثمنه الحقيقي.
ذهب جُحَا بالحرير إلى السوق ، فلمّا رَآهُ التجَارُ تَجمَّعوا حوله ، وقدّم أحَدُهُمْ ثمَنا تافها . وقال آخر : يا جحا هذا النوع من الحرير غير مطلوب ، فوافق على بيعه له
قال غيره : إننا لا نستطيع أن نشترى منك بأكثر من هذا الثمن الذی حدّدهٔ لك .
فكر جُحا وقال في نفسه : هذا الثّمن بنسبة الحرير إلى الأحذية القديمة مُناسبا ، ثم قال المشتری : هيا اخرج كيسك ، وعد الثمن .
اشتبه المُشترى ، وشك فى الأمر. أيبيع جُحا كل هذا الحرير بهذه القيمة ؟
وسال جُحا هل هذا الحرير شغل أهل بيتكم ؟ آخشی آن یکون فیه شیء؟
قال جحا بكل جد : فيه احذية .
ضحك المُشترى وقال : يا لك من رجل مهزار ؟
وقال آخر : أخذية بالحرير ها. ها . ها.
اخرج المشتري كيسه ، ونقد جحا، واخذه جحا فرحا .
وعندَ مَا فحص المشترى الحرير ، وحلة من اللف رأى فيه اخذية كثيرة فذهب لبيت جحا ،
وقال له : أيليق بك أن تقول لي ليس في الحرير شيئا؟ وتغشنى.
قال جحا ضاحكا: لو كنت نصحتنى بدفع
الثمن الحقيقى . وعدم محاولة الخداع : والعمل .
على اخذ الحرير منى بالحيلة بعذ أن بذلت زوجتى فيه نور عينيها مافعلت ذلك معك وإننى لم أكذب عليك ، وقد قلت لك : فيه اخذية ، فلم أغشك و انت قد اشتریته علی حاله .