إلى الجنوب مباشرة من سردينيا في المنطقة الشهيرة عالميًا بـ”كوستا سميرالدا”، تقع جزيرة صغيرة منعزلة يطلق عليها تافولارا، والتي ترتفع بصورة عشوائية من البحر مثل جبل خشن.
هذه الجزيرة المطلة على البحر الأبيض المتوسط هي أصغر مملكة مأهولة بالسكان في العالم، وقد احتفلت بمرور 180 عامًا على تأسيسها، وكان غيسيب بيرتوليوني أول من استقر في الجزيرة وذلك في عام 1807، وعلى جزيرة تافولارا يعيش مُسن هو صياد سمك سابق يدعى أنطونيو بيرتوليوني، وشهرته “تونينو”، ويبلغ من العمر 83 عاماً، حيث يدير المطعم الوحيد الموجود في المملكة، حسب سنيار، وبعد وصول الأخبار التي تتحدث عن وجود نوع من الماعز ذي أسنان مذهبة يعيش في Tavolara Island إلى مسامع حاكم ساردينيا آنذاك، كارلو ألبيرتو، قرر أن يذهب إلى هناك كي يصطادها وذلك في عام 1836، وكان نجل غيسيب، ويدعى باولو يقود تلك الرحلات الخاصة بالصيد، ويقول تونينو: “حين وصل كارلو ألبيرتو للجزيرة، قدَّم نفسه بقوله: أنا كارلو ألبيرتو، ملك ساردينيا، وهو ما جعل جدي الأكبر يرد بقوله: حسناً، وأنا باولو، ملك تافولارا”.
وبعد صيد عدد من الماعز وتناول الطعام طيلة 3 أيام بمنزل باولو، كان ألبيرتو في غاية السعادة لدرجة دفعته للقول: “باولو، أنت حقاً ملك تافولارا” قبل أن يبحر إلى بلاده. وبعدها تأكد ألبيرتو أن جزيرة تافولارا البعيدة لم تكن رسمياً جزءًا من مملكة ساردينيا، وبعث بلفافة ورقية من عائلته المالكة إلى باولو تُقِر بوضعية الجزيرة، وعلى الفور قام باولو بعدها بإنشاء شعار النبالة الذي حمل اسم “بيرتوليوني” وقام برسمه على حائط منزله. كما قام برسم شجرة للعائلة المالكة وبنى مقبرة في الجزيرة لنفسه ولذريته من بعده.
وقد بدأ الناتج المحلي الإجمالي للمملكة يتحسن بشكل كبير خلال الآونة الأخيرة، بفضل ازدهار قطاع السياحة على الجزيرة، ويقدم زوار المملكة الصغيرة التي تبلغ مساحتها 5 كيلو مترات، على القيام بنشاطين أساسيين، وهما الاستمتاع بالشمس والغوص. وتعتبر تافولارا جوهرة التاج في المحمية الوطنية البحرية الإيطالية التي لديها أعلى مستويات الكتلة الحيوية في منطقة البحر الأبيض المتوسط، ولذلك أصبحت الجزيرة بسرعة واحدة من أفضل وجهات الغوص في إيطاليا، حيث تعرف إقبالا كبيرًا من قبل السياح الذين يحبون السباحة مع السلاحف والحيتان وأسماك القرش.