وجد باحثو معهد Wellcome Sanger، الواقع بالقرب من كامبريدج، أن نحو 80% من الخلايا تحتوي على طفرات يمكن أن تسبب السرطان، حتى لو بدت سليمة تحت المجهر.
واكتشف الباحثون أثناء فحص نسيح المريء لدى 9 متوفين، أن الناس في العشرينات لديهم بضع مئات من التحولات في بعض الخلايا. ويمكن أن يرتفع هذا العدد إلى أكثر من 2000 تحول مع تقدمهم بالعمر، ما يؤدي إلى أن تكون أنسجة سليمة “مليئة بالطفرات”.
وقال المعد الرئيسي، الدكتور فيل جونز: “اكتشفنا أنه في الوقت الذي يصل فيه الفرد إلى منتصف العمر، ربما يكون لديه طفرات أكثر من الخلايا الطبيعية”.
وأوضح جونز أن جميع المتوفين الخاضعين للدراسة، كانوا بأعمار تتراوح بين 20 و75 عاما عندما توفوا، ولم يكن لديهم تاريخ مع المرض أو مشاكل في المريء. وتحت المجهر، بدا النسيج طبيعيا تماما.
ثم قام الباحثون بتعيين جينات عينات الأنسجة للدراسة التي نُشرت في مجلة العلوم.
وأضاف الدكتور جونز: “بعد دراسة علم الوراثة، صُدمنا عندما رأينا المريء السليم مليئا بالطفرات”.
ويرتبط أحد الجينات المتغيرة، والمعروفة باسم TP53، بسرطان المريء، وعُثر عليه في ما يصل إلى 37% من الخلايا السليمة.
كما تغير الجين الذي يتحكم في الانقسام الخلوي، ويسمى NOTCH1، في حوالي 80% من الخلايا، وهو معدل تغير أعلى مما هو ملاحظ في سرطانات المريء.
ويعتقد الباحثون أن هذه الطفرات يمكن أن تحمي من الأمراض المرتبطة بالعمر، مثل السرطان، في “عالم خفي من الطفرات”.
وقال المعد الرئيسي، إنيغو مارتنكورينا، إن الدراسة يمكن أن تساعد الباحثين على تحديد كيفية تغير الخلايا وتطورها لاستعمار الأنسجة، مع تقدمنا بالعمر.