يعود المنتج كريم أبو ذكرى في فيلمه الجديد إلى الأدب، إذ اشترى حق الانتفاع للمجموعة القصصية «تحت المظلة» للأديب العالمي نجيب محفوظ، وتعاقد مع السيناريست مريم نعوم، لتحويلها إلى فيلم سينمائي، فاختارت منها قصة «تحت المظلة»، وبدأت بالفعل في كتابة السيناريو والحوار له، وستخرجه كاملة أبو ذكري.
«تحت المظلة» مجموعة قصصية كتبها الأديب العالمي نجيب محفوظ، عام 1967، بدأها بقصّة لها عنوان المجموعة، وتدور أحداثها في إطار من الرمزية، حيث تتسارع فيها أحداث مُبهمة تخلّى عنها المنطِق، جاء فيها المطر الغزير جداراً فاصلاً بين شارعٍ تسارعت فيه الأحداث بشكل «كابوس»، وعلى الوجه الآخر مِظلّة يجتمع أسفلها بعض الأشخاص الذين يقفون في حالة ركود لا يتماشى مع احتداد الوجه المقابل، أقرّوا في أنفسهم أن المطر سيغرقهم ويمنعهم عن التدخل في شؤون الشارع. يشتد ذهولهم بتطوّر ما يرون، حيث يشاهدون لصاً يُضرَب ثم يقف ليَخطب في ضاربيه فتلين آذانهم، ثم يرقص لهم، وفي الوقت نفسه يجد في الشارع ممارسات علنيّة للحب وجثثاً مُمزقة ومطاردات سيارات.
يؤكد المنتج كريم أبو ذكري أن القصة بها عرض كثيف لرموز تبني بتداخلها صورةَ مجتمعِ ما بعد النكسة، الذي صفعه العجز فأصبح سلبياً لا يقوى على التغيير،وعَكَسه الأديب العالمي نجيب محفوظ في نصٍ تجرد من أسماء شخوصه ولم يغرق في موازاة الواقِع، بل جعله مملوءاً بالانفعالات والحالات الشعورية التي وضحها من خلال الرمز، فجعل منه عملًا إنسانياً بديعاً يمس الإنسان والمجتمع بمزج رائع.
يأتي أسلوب محفوظ السردي في مجموعة «تحت المظلة»، ليؤكد تجاور مظاهر الحياة والموت بشكل غير منطقي، حيث يكرر ذكرها متجاورة عدة مرات، «القتل والرقص والحب والموت والرعد والمطر»، وهو ما تركز عليه مريم نعوم، كاتبة السيناريو في الفيلم، ليكون العلامة الفارقة في الأحداث التي تحول نظر المشاهدين من الاعتقاد أن ما يحدث واقع لا مفر منه، رغم عدم منطقيته، وأن البطل الذي يبدو أنه هو من يوجه الأحداث يتحول إلى شخص مُطارد من رجال رسميين. والمثير للسخرية أن الأشخاص الذين يبدو عليهم أنهم يملكون زمام الأمور، يختفون في مطاردة فردية ويتركون الشارع بكل ما يحدث فيه من أحداث لا منطقية، حتى يقرروا أخيراً أن يتحركوا ويكسروا حاجز الصمت الذي كانوا يشاهدون الشارع من خلاله، لتبدأ أكثر اللحظات واقعيّة في العمل، عندما يجدوا أن حراكهم ضعيف ولم يضِف للموقِف شيئًا، بل إنّ علاقتهم بالتغيير لم تتعد الإرادة فقط، التي لا تعني بالضرورة القدرة على التنفيذ.
مريم نعوم أكدت أن فيلم «تحت المظلة»، لايزال في مرحلة الكتابة والتحضير، وأنه سيضم مجموعة كبيرة من الأحداث المرتبطة بالمرحلة الراهنة، في إطار المفهوم الفكري الذي وضعه الأديب الكبير. وأشارت المخرجة كاملة أبو ذكري إلى أن العمل سيضم عدداً من كبار النجوم والنجمات، الذين يبدأ التفاوض معهم خلال الفترة المقبلة.
وأكد المنتج كريم أبو ذكرى أن ما نشر في بعض الصحف والمواقع عن مفاوضات مع الفنانة نيللي كريم حول الفيلم ثم اعتذارها، ليس له أساس من الصحة، وكذلك ما تداوله البعض عن اختيار منة شلبي لتكون بديلاً لها، خاصة أن العمل لايزال في مرحلة الكتابة.
«تحت المظلة» يجمع بين المخرجة كاملة أبو ذكرى والكاتبة مريم نعوم، للمرة الخامسة، منذ أن قدما معاً فيلم «واحد صفر» عام 2009، ثم تعاونا بعده في ثلاثة مسلسلات جميعها مأخوذة عن أعمال أدبية، بدأت بمسلسل «حكاية بنت اسمها ذات» عام 2013، المأخوذ عن رواية الكاتب صنع الله إبراهيم، ثم مسلسل «سجن النساء» عام 2014، المأخوذ عن مسرحية الكاتبة فتحية العسال بالاسم نفسه و«واحة الغروب» عام 2017، المأخوذ عن رواية الكاتب بهاء طاهر.
«تحت المظلة» سيناريو فيلم سينمائي للمنتج كريم أبو ذكرى
رابط مختصر
المصدر : https://zajelnews.net/?p=103344