كشف تقرير بيئي صدر مؤخراً عن هيئة البيئة أبوظبي عن بدء تعافي بعض الشعاب المرجانية في منطقة الخليج العربي، بعد تعرضها للابيضاض، وكانت شدة البياض تتراوح من الشحوب المتوسط (تغيير اللون) إلى النفوق الجماعي للشعاب المرجانية في عدة مواقع، ونتيجة لذلك فإن ما يقرب من ثلثي الشعاب المرجانية الحية تعرض للابيضاض.
وأكدت هيئة البيئة – أبوظبي أنها في صدد تطوير خطة إدارة والحفاظ على الشعاب المرجانية، ودعم الجامعات المختصة في مجال البيئة والعمل معها على برامج لتنمية الشعاب المرجانية كـجامعة نيويورك وجامعة زايد، هذا بالإضافة إلى إنزال بعض «المشدات الاصطناعية» في بعض المواقع بغرض إجراء الأبحاث والدراسات التي تشمل تقييم ومقارنة وفرة الأسماك وقاع البحر في مناطق الشعاب المرجانية الطبيعية والمشدات الاصطناعية بالإضافة إلى رفع مقترحات بشأن إعلان المحميات الطبيعية البحرية والتي تشمل تلك الموائل الهامة.
مسوحات دورية
وقال إبراهيم عبدالله بقلة، رئيس وحدة – التقييم والمراقبة البحرية في قطاع التنوع البيولوجي البري والبحري لـ «البيان»: إن الهيئة تنفذ برنامجاً سنوياً لمراقبة وتقييم الشعاب المرجانية لفهم حالتها في مياه إمارة أبوظبي، وعليه يقوم فريق وحدة التقييم والمراقبة البحرية بإدارة التنوع البيولوجي البحري بمسح 10 مواقع لتقييم الحالة الصحية وأماكن تواجدها وتنوع الشعاب المرجانية ونسبة التغطية في موائلها وتقديم تقارير سنوية عنها، وتتوزع هذه المواقع على مياه إمارة أبوظبي بشكل يسمح للفريق بأخذ البيانات بمختلف أنواعها من حيث الموقع والعمق والتأثيرات الطبيعية والبشرية عليها، وتشمل المناطق رأس غناضة والسعديات والضبعية والحيل ومروح وجزيرة دلما والياسات وبراكة.
وأكد رئيس وحدة التقييم والمراقبة البحرية، أنه وعلاوة على المسوحات الميدانية المقررة في برنامج المراقبة للشعاب المرجانية قامت هيئة البيئة بعمل مسوحات ميدانية إضافية لأخذ البيانات اللازمة للتأكد من أي مؤشرات لتعافي الشعاب المرجانية، وفي الوقت الراهن توجد بعض المؤشرات الجيدة لتعافي الشعاب المرجانية في مواقع محدودة ولكن لم يتم التوصل لنسبة التعافي في الوقت الراهن حتى اكتمال الإحصائيات والدراسات الحالية بهذا الشأن لمقارنتها بالنتائج السابقة.
ظاهرة عالمية
وأشار إبراهيم بقلة أن حادثة ابيضاض الشعاب المرجانية التي حدثت في صيف عام 2017، تسببت في انخفاض الغطاء المرجاني بنسبة تصل إلى73%، وفي بعض المناطق وصلت نسبة الانخفاض إلى 90%، وتعتبر هذه الحادثة عالمية ولا تنحصر على الشعاب المرجانية محلياً، وقد تأثرت الشعاب المرجانية في كافة المواقع على مستوى الإمارة وحتى في المواقع التي لا توجد بها أي عمليات تطويرية أو تنموية.
استزراع
ومن ضمن خطة المحافظة على الشعاب المرجانية وإعادة تأهيلها في أبوظبي، تشارك هيئة البيئة الجامعات المختصة في أبوظبي في مشروع اكثار الشعاب المرجانية في المختبرات المجهزة قبل انزالها في قاع البحر لتأهيل وإحياء مناطق الشعاب المرجانية المتضررة.
