أعلنت العديد من الشركات والمؤسسات الحكومية والخاصة في دولة الإمارات مؤخراً عن إطلاق هويات جديدة شملت تغييرات في الخطط والاستراتيجيات المستقبلية وتعزيز الروابط التجارية مع الأسواق المحلية والإقليمية والعالمية، فيما شكلت جوانب منها: الاستحواذ أو الدمج أو الإدراج في الأسواق المحلية والعالمية جانباً مهماً لإطلاق هذه الهويات.
زاجل نيوز، ١٩، أيلول، ٢٠٢٢ | مال وأعمال
ويؤكد خبراء في مجال بناء الهوية المؤسسية أن بعض المؤسسات والشركات تلجأ عادة إلى تغيير شعارها واسمها وهويتها لمواكبة التغيرات والتطورات المستقبلية التي يشهدها العالم حالياً فضلاً عن الغيرات الكبيرة التي شهدتها قطاعات الأعمال لاسيما بسبب «كوفيد-19».
قال الخبراء: باتت المؤسسات والشركات والهيئات باختلاف أحجامها بحاجة إلى الاستعداد إلى التغيير والتأقلم في جوهر استراتيجياتها لضمان نمو وازدهار أعمالها على المدى الطويل في ظل التغيرات المتسارعة في العديد من القطاعات لاسيما المستجدة منها.
وأشاروا إلى أن التأقلم مع المتغيرات يعدّ مهارة حيوية بالغة الأهمية للأفراد والمؤسسات، إذ إن إدارة أي عمل قد تحتم مواجهة تحديات غير متوقعة تضعها خارج إطار المنافسة، بسبب تغيرات طرأت على توجهات المستهلكين وطريقة تعاملهم مع الأعمال أو مع موجة التطور التكنولوجي المتسارع.
ضرورة ملحة
يقول المستشار محمد المهري، خبير الاستثمار وتطوير الأعمال: «إن تغيير الهوية المؤسسية للشركات في العصر الحالي يعتبر ضرورة ملحة، خاصة وأن تلك الشركات تتطلع للتوسع والمنافسة ومواكبة التطورات العالمية الحاصلة اليوم، وإذا كان طموح الشركة دخول أسواق جديدة، واستهداف مجتمعات حديثة، وجب عليها أن تعمل على تغيير جذري في رسالتها وهويتها، والأهداف التي تسعى لتحقيقها».
وأضاف: «هناك بعض الشركات مر على إنشائها عشرات السنين، والعالم اليوم تغير عن ذي قبل، وهذه التغيرات الكبرى الحاصلة، كالثورة التكنولوجية الكبيرة جعل الشركات المحلية، والعالمية، تتجه لوضع خطط جديدة وأهداف استراتيجية لسنوات كثيرة من أجل تحقيق الأهداف التي رسمتها الإدارات الجديدة بعد تغيير الهوية البصرية للشركة».
استراتيجيات جديدة
يقول محمد أبو القمبز، خبير تسويق وتواصل اجتماعي: «تلجأ الشركات إلى تغيير هويتها وفق استراتيجية جديدة، ويعتمد التغيير على عوامل كثيرة، منها، التوسع ودخول أسواق ومجالات جديدة، والتغيير لا يكون بالهوية البصرية فقط، وهذا الذي يلاحظه العيان بشكل مباشر، ولكن التغيير يكون في استراتيجيات الشركة الداخلية والخارجية، ولا يكون التغيير في ليلة وضحها، بل هناك أشهر تسبق هذه الخطوة قبل أن تظهر للجمهور بشكلها النهائي».
وأضاف «ما حصل من تغيير في الآونة الأخيرة، لبعض الشركات في دولة الإمارات سواء الحكومية أو الخاصة، مرتبط بالعديد من الأمور، كدخول الشركات أسواق جديدة ومن أجل عملية الدمج والاستحواذ داخل الدولة أو خارجها، وهذا ما لاحظناه في شركة «سالك» بعدما غيرت شعارها واتبعه ذلك إدراجها في سوق دبي المالي، وهذه التغييرات تستدعي بناء صورة للهوية بشكل مختلف لمواكبة المستقبل والأسواق المستهدفة».
وأوضح أبو القمبز، أن من أهداف تغيير الهوية المؤسسية للشركات يرجع إلى استهدافها مجتمعات مختلفة، وبالتالي تحتاج هذه المجتمعات لمعرفة نشاط هذه الشركة وتاريخها القديم، وأيضاً وجود فجوة في الهوية القديمة، وقد يكون الوقت حان بالنسبة للشركة إلى بناء تموضع جديد، يساعدها للوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من الجمهور والأسواق.
مقاومة المنافسة
وقال مينا سامي سيدهم، المدير العام والعضو المنتدب لشركة «فيديل كابيتال»، إن الشركات تضطر في بعض الأحيان لتغيير اسمها أو شعارها بسبب تغيير الصورة السلبية في بعض الأحيان الموجودة عند العميل، وأيضاً لمقاومة المنافسة بإيجاد كيان كبير جديد تصعب منافسته، من قبل الشركات الموجودة بالسوق.
وأضاف: «تلجأ بعض الشركات إلى تغيير شعارها من أجل الاستحواذ على شركة جديدة، ودخول أسواق فيها منافسون أقوياء، وهذا الاندماج والاستحواذ يعمل على توفير رؤوس الأموال الكافية والقادرة على تحقيق أهداف الشركات، ويعتبر فرصة للشركات للحيلولة دون الانهيار والإفلاس، فتغيير الشعار أو الاسم في بعض الأحيان، يمثل حلاً مثالياً للشركات المتعثرة والمهددة بالإفلاس».
وتابع سيدهم «قد يكون تغيير الهوية من أجل إعادة الهيكلة والإدارات، وتخفيف تكاليف الإنتاج والخدمات، وزيادة القدرات المالية والكفاءة وزيادة القدرات التنافسية، وتحسين نوعية الإنتاج والخدمات المقدمة للعملاء».
بناء السمعة
يقول جيف بيزوس «مؤسس أمازون»: «الهوية المؤسسية للشركات والمؤسسات تشبه سمعة الإنسان، إنك تبني السمعة عندما تقوم بعمل الأشياء الصعبة بطريقة صحيحة».
ويقول مورغان كليندانيل، وهو كاتب متخصص في مجال الهوية التجارية المؤسسية: «الهوية المؤسسية التي تنجح في البقاء هي التي تجعل الحياة أفضل، وبالأخص الهوية التجارية».
مرحلة جديدة
وكان أبرز الشركات الإماراتية التي غيرت هويتها حديثاً، شركة «سالك»، التي حدثت علامتها التجارية كجزء من مساعيها لتصبح شركة مساهمة عامة، وغيرت لون شعارها بعد إدراج أسهم الشركة للتداول في سوق دبي المالي.
وأطلقت «دبي كوميرسيتي»، المنطقة الحرة المتخصصة في قطاع التجارة الرقمية، التابعة لسلطة دبي للمناطق الاقتصادية المتكاملة (دييز)، هويتها الجديدة «التجارة الرقمية»، المستلهمة من توجهها الاستراتيجي على التحول في عملياتها وخدماتها.
واستبدلت «مبادلة للبترول»، اسمها القديم بعلامتها التجارية الجديدة «مبادلة للطاقة»، حيث ستقوم الشركة بتعزيز إسهاماتها في مجال تحول الطاقة، وتوسيع محفظتها التي تركز على الغاز الطبيعي، والطاقة منخفضة الانبعاثات، وتقليل الانبعاثات الناتجة من عملياتها ودفع عجلة الابتكار والتكنولوجيا في جميع العمليات التشغيلية.
وكشفت شركة أبوظبي الوطنية للمعارض (أدنيك)، عن هويتها المؤسسية الجديدة، في خُطوة تهدف إلى تعزيز حضور القطاعات التجارية الستة الرئيسية للشركة، بما فيها مراكز المعارض والمؤتمرات وتنظيم الفعاليات والضيافة والطعام والخدمات المخصصة بإقامة الفعاليات والفنادق والسياحة الترفيهية.
وينضوي تحت مظلة مجموعة «أدنيك» عدد من الشركات المتخصصة، تتصدرها «أدنيك» لمراكز المعارض والمؤتمرات، و«أدنيك لتنظيم الفعاليات» و«أدنيك للفنادق» و«أدنيك للخدمات» و«أدنيك للطعام والضيافة» و«أدنيك للسياحة».
وسبقت هذه الشركات «مجموعة اتصالات» التي غيرت اسمها لتصبح «إي أند» e&، التي ستعمل على تنمية خدماتها الأساسية والرقمية، من خلال إثراء تجارب العملاء عبر خدمات رقمية تنسجم مع أنماط الحياة الجديدة، إلى جنب الألعاب، والصحة والتأمين، وغيرها من الخدمات.
وكشفت «غرف تجارة وصناعة دبي»، عن الهوية المؤسسية الجديدة لها وللغرف الثلاث التابعة لها، والشعارات الجديد للغرف الثلاث التي تعمل تحت مظلة غرف دبي، وهي «غرفة تجارة دبي» و«غرفة دبي العالمية» و«غرفة دبي للاقتصاد الرقمي»، وستعمل «الغرف» على تطوير بيئة الأعمال في دبي.
زاجل نيوز