هل تعلم أن نوع الطعام الذي تأكله وكميته يمكن أن تؤثر على مدى خطورة تطوير أنواع معينة من أمراض السرطان؟
وفقًا للجمعية الأمريكية للسرطان، حوالي ثلث الوفيات التي يسببها السرطان في الولايات المتحدة لها علاقة بالنظام الغذائي وزيادة الوزن، جنبًا إلى جنب مع قلة النشاط الحركي.
ومن الصعب جدًا أن تجد العلاقة النهائية أو الرابط الحاسم بين السرطان وبعض أنواع الطعام أو المواد الغذائية. الأمر يحتاج إلى المزيد من البحوث والدراسات العلمية المتعمقة.
وقد أصدر المعهد الأمريكي لأبحاث السرطان والصندوق العالمي لأبحاث السرطان تقريرًا يشير إلى بعض التوصيات للوقاية من السرطان. ونشر التقرير للمرة الأولى عام 2007.
وإليك بعض التوصيات الخاصة بالنظام الغذائي التي وردت في هذا التقرير.
1- تناول الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة
الأطعمة النباتية تحتوي على مواد غذائية قوية، مثل مركبات الفلافونويد والكاروتينات، والتي تشير الدراسات إلى أنها مضادات قوية للأكسدة، ومعنى هذا أنها تحمي الخلايا من التلف والضرر.
كما أن الأطعمة النباتية تقلل الالتهابات التي لها علاقة بتطوير السرطان، إضافة إلى أن هذه الأطعمة يمكن أن تحد من انتشار الخلايا السرطانية أو حتى تؤدي إلى موتها. ومثلها مثل الخلايا الصحية، تحتاج خلايا السرطان إلى التغذية المستمرة، والتي تصل إليها عبر شبكة من الأوعية الدموية الدقيقة. ويقوم الورم بتحفيز نمو هذه الأوعية عبر عملية تسمى “تخليق الأوعية الدموية”. دور الأطعمة النباتية هنا هو أنها تحتوي على بعض المركبات التي تمنع عملية التخليق هذه.
حاول أن تجعل الأطعمة التالية ضمن نظامك الغذائي بانتظام: الثوم والتوت والطماطم والبروكلي والقرنبيط والبصل الأحمر والتفاح والرمان والقرفة والقرع العسلي. واعلم أن العديد من المواد الكيميائية المهمة تتركز في القشور، فاحرص على تناول الثمرة بأكملها كلما أمكن.
– المزيد من الألياف
الحبوب الكاملة والفاصوليا والبازلاء والعدس والفواكه والخضراوات كلها تحتوي على الألياف، التي تساعد على تحريك الطعام بسرعة داخل القناة الهضمية، كما تساعد على التخلص من المواد المسرطنة.
3- تناول منتجات الصويا
تناول الصويا له علاقة عكسية بالإصابة بالسرطان، فكلما زاد تناولك منه قلّت احتمالية إصابتك بالمرض. ولكن ينبغي الحذر من منتجات الصويا التي تمت معالجتها صناعيًا، مثل مكملات الصويا.
الوقت أيضًا له دور هنا، إذ إن خصائص الصويا الوقائية تكون أقوى قبل مرحلة البلوغ، وتستمر بعدها.
4- قلل اللحوم والكحول ومنتجات الألبان
تشير الدراسات إلى وجود علاقة بين منتجات الألبان ومعدل الإصابة بسرطان البروستاتا لدى الرجال، بينما تناول الكحول مرتبط بسرطانات الكبد والثدي والقناة الهضمية.
اللحوم الحمراء أو المعالجة، التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون المشبعة، لها علاقة ببعض أنواع السرطان أيضًا، خصوصًا سرطان القولون.
وفي العادة يميل معظم الناس إلى الإكثار من تناول اللحوم، الأمر الذي يؤدي إلى التهابات مزمنة، وهي عامل مشترك في العديد من الأمراض، ومنها السرطان. لذلك كلما كانت اللحوم أقل، كان أفضل.
ولا ينبغي نسيان أن بعض المواد التي تعطل عملية “تخليق الأوعية الدموية” سابقة الذكر موجودة كذلك في منتجات الألبان وبعض اللحوم، فمثلًا فيتامين كيه2 (K2) من هذه المواد ويوجد في بعض أنواع الجبن، كما أنه يتراكم في اللحوم الداكنة (الفخذ) في الدجاج.
5- الكمية أيضًا لها دور
السمنة من عوامل الخطورة للعديد من أنواع السرطان، مثل سرطانات الثدي والقولون والمستقيم والمريء والبنكرياس وغيرها. وكقاعدة عامة، عليك أن تقلل من كمية الطعام؛ تناول فقط ثلث الكمية التي تقودك إليها شهيتك. وإذا أكلت ببطء ومضغت الطعام جيدًا، فسوف تشعر بالشبع ولن تحتاج لتناول المزيد. الحد من السعرات الحرارية يساعد في مكافحة السرطان وزيادة العمر.