لم تكد الخلافات بين المغرب والجزائر بشأن البوليساريو تهدأ نسبيًا حتى تبادل كلا الطرفين الاتهامات ليعيدا إشعال فتيل التوتر بينهما من جديد، الأمر الذي يحبط كافة مساعي مبعوث الأمم المتحدة للصحراء الغربية، هورست كولر، لحل نزاع الصحراء الغربية وأزمة البوليساريو وتحريك المياه الراكدة بين الجارتين.
تجارة المخدرات
جدد رئيس الوزراء الجزائري، رئيس حزب التجمع الوطني الديموقراطي الحاكم أحمد أويحيى، أمس الجمعة، الهجوم على جيران الجزائر “الذين يحاولون إغراق الجزائر بالحشيش والكوكايين” دون أن يسميهم، وقال خلال افتتاحه اجتماع المجلس الوطني لحزب التجمع الوطني الديمقراطي، بالعاصمة الجزائر: “التدفق الكبير للمخدرات على الجزائر هو إهانة للمستقبل المشترك للشعوب المغاربية”، وأضاف أن حزبه يدين “كل أولئك الذين يحاولون من الخارج إغراق بلادنا تحت تدفق هائل للمخدرات والكوكايين”، وتابع أويحيى: الأمر يتعلق باعتداء حقيقي على شعبنا من خلال محاولة تسميم شبيبتنا وكبح مسار تنميتنا، كما يعد ذلك إهانة خطيرة للمستقبل المشترك للشعوب المغاربية.
وبالرغم من أن رئيس الوزراء الجزائري امتنع عن إلصاق هذه التهم بدولة بعينها، فإنة والعديد من المراقبين السياسيين لم يترددوا في الإشارة إلى المغرب، على اعتبار أن هذه ليست المرة الأولى التي يتهم فيها مسؤولون جزائريون جارتهم المغربية بإغراق البلاد بالمخدرات، فقد سبق أن اتهم وزير الخارجية الجزائري عبد القادر مساهل، ، المغرب أيضًا، بتبييض الأموال الناجمة عن الاتجار بالمخدرات في بنوك موجودة في عدد من الدول الإفريقية، وقال مساهل حينها: “هذا الكلام موثق والعديد من القادة والزعماء الأفارقة يعرفون هذا الأمر ويقرون به”، أضف إلى تلك الاتهامات، إشارة مدير الديوان الجزائري لمكافحة المخدرات حمد عبدو بن حلة، ، إلى أن “الجزائر أضحت منطقة عبور للقنب الهندي نحو أوروبا والشرق الأوسط”.
سياج جديد
على خلفية الاتهامات التي وجهها أويحيى، إلى جارته المغربية بشأن استخدام الحدود لإغراق بلاده بالمخدرات، شرعت في إقامة سياج جديد على الحدود مع المغرب، لتأمين المناطق التي تشهد نشاطًا متزايدًا للمهربين ولمنع الاختراق من قبل المهاجرين غير الشرعيين، وأكدت التقارير أن السلطات الجزائرية أقامت سياجًا على الشريط الحدودي مع المغرب، في منطقة “بين لجراف” ببلدة “مرسى بن مهيدي” بولاية “تلمسان” غربي البلاد، لمنع نزوح الرعايا المغاربة وتهريب المخدرات، وشددت السلطات على وجود إجراءات أمنية مشددة هناك اتخذها حراس الحدود، وذلك بإقامة مراكز مراقبة جديدة وتكثيف دوريات المراقبة ليل نهار.