الفنانة القديرة ندين خوري: لم أحلمْ يوماً بالزواج.. وأنجبتُ أكثر من أيّ امرأة أخرى
التقينا الفنانة القديرة ندين خوري بعد سنوات من الابتعاد عن الإعلام، لأسباب خاصة توضحها لنا في حديثها، كما تناولنا من خلال هذه الدردشة، حياتها وخياراتها الشخصية، ويومياتها، وطريقتها الفنية، ورؤيتها حول الجيل الجديد من الفنانين… من خلال اللقاء التالي.
قلت أن الفن عريس طلب يدك للزواج، هل يمكن أن تنفصلي عن عريسك يوماً؟
سأبقى مع عريسي حتى يطلقني، الفن هو عريسي الذي أغناني فكرياً وثقافياً ومعرفياً، وفرّحني بكل شخصية أديتها، بخاصة شخصيات الأم التي جسدتها، وأدوار المرأة وما فيها من عمق وحنان وروعة وعطف وقدرة وقرار، هذه الشخصيات أسعدتني وأمتعتني، وسلمتني نفسها لأوصلها الى المتلقي، لذلك لا أطلب الطلاق، بل أنتظر من عريسي أن يطلب ذلك مني.
ممثلة جميلة مثلك، ما سبب عزوفك عن الزواج، هل هو حب قديم كما أشيع أم ماذا؟
لم أحلم يوماً بالزواج، لهذا سميت الفن عريساً، فلا يوجد أحن منه ومن الفرص التي أعطاني أياها، وهذا العريس هو أجمل عريس حزت عليه.
ألم تتمني يوماً أن تكوني أماً في الحقيقة؟
على الإطلاق، لأن الفن أغناني وأعطاني مادة دسمة لحياتي لا تسمح بأن أضيف إليها أكثر، فعوّضني بشخصيات الأم، والزوجة، والأخت، والحبيبة، وبتعدد هذه الشخصيات لم يكن لدي جانب فارغ كي أتجه إليه، كما أني أنجبت من خلال أدواري الفنية أكثر من أي امرأة أخرى، وفنانو الوسط اليوم هم في غالبيتهم أولادي.
ابتعادك عن الأدوار الشريرة، هل تعتبرينه استسهالاً من المخرجين؟
على العكس، أول ثلاثية قدمتها مع المخرج هيثم حقي ضمن عمل درامي جدّي، كنت فيها امرأة متسلطة على عائلتها، وبعد أن اعتاد علي الناس بأدوار اللطيفة والحنونة، أديت أجزاء مسلسل «حمام القيشاني» للمخرج هاني الروماني، هذه المشاركة التي ولدت دهشة كبيرة من خلال شخصية «أميرة» التي تشبك علاقات الرجال معها، وهي ليست سيئة السمعة لكن تفكيرها شائك، فهي امرأة متحررة وجريئة، وهذه الجرأة أدهشت المتلقي، بأنه لا يمكن لندين أن تقدم مثل هذه الشخصيات.
وكذلك الأمر في مسلسل «تل الرماد» لعبت دوراً مهماً مع الأستاذ أيمن زيدان من خلال شخصية جريئة. ففي الحياة، لا يوجد خير مطلق أو شر مطلق، وعلى الفنان أن يتناول الشخصية الشريرة ويضيء فيها الجانب الضعيف من الخير، وهذا ما شكل لديّ امتحاناً لتوظيف أدواتي الفنية لأخرج من النمطية حتى في الشخصيات الشريرة.
ملامحك الأجنبية، هل ساعدتك فنياً في بداياتك، وهل من أدوار أبعدتك عنها؟
بسبب ملامحي، كان هناك استهجان من مشاركتي في الأعمال البدوية التي كانت تتطلب ممثلة بشعر أسود وعيون غامقة، لكني عملت في الأعمال التاريخية، وكانوا يسندون إلي أدوار الأميرة، وفي بداياتي كانوا يستثمرون شكلي بشخصيات معينة كشخصية الفتاة الجميلة والأميرة، لكني رفضت أن أبقى ضمن هذا الأطار، وحاولت الابتعاد عنه، من خلال تجسيد أدوار مختلفة، كالشريرة والقبيحة والمتمردة.