” كان طفلاً فارساً بطلاً ، كانَ يحمل حجرا يستقبل به دبَّابةَ العدوِّ وجنودَهُ المُدجَّجين بالسِّلاح ، ويستقبل به ظلمة الليل ، حينما أطلق الحجر توارى الجنــــــود خلف الدبَّابة خــــــــــوفاً ، كان صامِداً في أرض الإباء وكبارُ أُمَّتِه يستـــمطرونَ جفاف وعود الغاصبين .
اللهمَّ إنِّي أتقرَّبُ بمدحِ هـــذا البطل الصغير إليك , ” من هو ذلك الفارس البطل ؟ يكفيه انَّ الله يعلمه .”
أدْهشَ الليلَ سُرى مَن تحْقِرونْ
فـمضى حُــــــرَّاً وأنــــتمْ قاعدونْ
أنْطقَتْ همَّــــتُهُ صــــمتَ الدُّجى
فروى عنهُ حديـــــــثاً ذا شجونْ
ومنَ الصَّـــمتِ لسانٌ ناطِــــــقٌ
عاجِزٌ عن فهمِهِ من لا يعــــــونْ
أطْربَ النَّــــجْمَ صــــدى تكْبيرِهِ
وطوى الدَّرْبَ وأنـــــــتمْ نائمونْ
وانْتَــــشى الـــــــبدْرُ لهُ لمَّـا رأى
عقلَهُ الرَّاجـحَ في عصر الجنونْ
قالتْ الظـــلْمـاءُ ، لمَّا خاضها :
هكذا يُشْــــــــرِقُ فيَّ المُدْلِجونْ
هلْ رأتْ أعيـــــــنكم جبـــهَتَهُ
أرأيْتُم كـــيف يسمو الصَّامِدونْ ؟
لا تقولوا : هو طــــــفلٌ ، إنَّهُ
رجلٌ يفــــهمُ ما لا تفــــــــــهمونْ
هُــــوَ لا يغــــفلُ عــــــن واجِبِهِ
لـحْظَــــةً لـمــَّا رآكـم تَغْــــــــفَلونْ
هو لا يرهبُ أعداء الهُــــــدى
فـمضى لـمَّا رآكُــــمْ تَرْهَبـــــــــونْ
رحَلَ الفـــــارِسُ لـمَّا أبْصـــــرتْ
عيْنُهُ مالمْ تُشاهــــدْهُ العيـــــــونْ
منذُ أنْ كبَّرَ في جُــــنْحِ الدُّجى
سـمِعَ البوحَ الــــــذي لا تسمعونْ
أسرجَ العزْمَ حـــــصاناً فارهاً
ركْضُهُ في ســــاحةِ الـمجْدِ لُحُونْ
وطَّــأ الدَّربُ لهُ أكْـــــــــــنَافَهُ
وتـهاوتْ عنــــدَ رجلَيهِ الحصونْ
هو في ميزانــــكم ذو نـــزوةٍ
جائرٌ مــــــــيزانُ من لا يفقهونْ
كيفَ يرضى عـاقلٌ أنْ ينْزَوي
عنْ ضــــحايا حولَهُ يستنصرونْ ؟
كيفَ يرضى ، وقـوانـينُ العِدا
يشتكي من جَوْرِها المستضعفونْ ؟
بَرَزَ الفــارسُ شــــهما مُدْرِكاً
من خيـــوطِ البغْي ما لا تُدْرِكونْ
فارسٌ جَدَّ بهِ السَّـــــــــيرُ إلى
غــــايةٍ عـظمى ، وأنتـم تلْعبونْ
كلَّما جـــــــــــاوزَ في رحلَـــتِهِ
حاجِزاً ، هوَّنَ ما تستصعِبونْ
حينـمـا أشْــــرَفَ من قـمَّـــتِهِ
غرِقتْ في لُجَّةِ الدَّمعِ الـجفونْ
ما الذي أبصر ـ يا حسْرتَهُ ـ ؟
أبصرَ القُبحَ الذي تستحسنون
وقف الطِّـــــفلُ على بـــــوَّابةٍ
خلْفِها من قصَصِ الـمجْدِ فُنونْ
ورآكـم قــــبل أنْ تُغـــــــــلِقَها
صـــوْلَةُ الباغي عليكم ، تُغْلِقونْ
ورأى أُمَّــــــتَهُ لاهــــــــــــيةً
تشْرَبُ القـــهوةَ في دارِ الفتونْ
ورأى المسْرحَ ، يجْري فوقَهُ
مشْهدٌ أبْدَعَ فيهِ المُخْرِجونْ
ورأى الجمهورَ في غفلـــــتِهِ
كلَّمـا لاحَ خيـــالٌ يــــهتفونْ
شربوا شيئاً فصاروا كلَّـــمـا
سمعوا صوتَ ذُبابٍ يضحكونْ
وإذا ما أبصروا الجسم الـذي
لــفَّهُ الإغراءُ قامـــــوا يصرُخونْ
للفضائياتِ فيــــــهم لُعبـــــةٌ
يَتَلاقـَى عِنــــــْدَها الـمُنْـــحرِفونْ
لا تـقولوا : هــــذهِ تســـــــــليةٌ
كيفَ يسلوا بالفسادِ المُصلِحونْ
ضعْفُـكُمْ أغرى الأعادي فمضوا
يستبــيحونَ الحِمى يغتـــصبونْ
ركِبوا متْــــنَ الأباطِـــــــيلِ إلى
فكركــم ، لـمَّا رأوكـــــم تُبْـهَتونْ
ورأوكـم كلَّـــمـا لاحَ لـــــــكــــم
قادِمٌ مــن أرْضِهــــــِمْ تـَحْتَفِلونْ
ذُلُّكُم أغـــــرى بكم ظَالِمَــــــهُم
فتـمـادى حاصِــداً ما تزرعونْ
يا حُـمـاةً أهـملوا واجبَـــــــــهمْ
عمل الباغي ، وهـم لا يعملونْ
ما حميتم داركم ، لكنـــــكـم
بأعــــاديكم غــــدوتـم تـحــتـمونْ
أبصَرَ الفارسُ منكمْ غفـــــــلَةً
جعلَتْ أعداءكُـــــم ينتَـــصِرونْ
ورآكُمْ قصْـــــــعةً مكْـــــشوفةً
حولَ ما فيها تداعـى الآكـــلونْ
فارسٌ أبصرَ قـــــــوماً غرقوا
في الـمتاهاتِ وهـمْ لايـشْــعرونْ
عندَها أسْـرجَ خيلاً حُــــــــرَّةً
رَكْضُها يعــزِفُ ما لا تعــزفونْ
خيلُ إيمـــانٍ إذا ما صَهــــَلتْ
طَرِبَ الـمجْــدُ ، وأنتُمْ واجِـمونْ
حيـــــــنما لاحـــــتْ لهُ دبَّابـةٌ
وجنــودٌ فوقَها (يســـــتعرضونْ)
صوَّبَ الطِّــــفلُ عليـهم حجراً
فرآهــم خلْـــــــــفها يـخْــــتـَبــئونْ
قدْ شرى الجنَّةَ بالــرُّوحِ ومـا
أربـحَ البيعَ لـمـنْ يـحـــــتسِــبونْ
إنَّـها الهـــــمَّةُ يا أعـــــــدءَها
علَّــــمَتْ أطفالَكُم ما تـجْــهَلـونْ
الفارسُ الذي أدهَشَ اللَّيل
رابط مختصر
المصدر : https://zajelnews.net/?p=3999