تعمل بكين على تعزيز نطاق نفوذها في أفريقيا وتنافس الغرب في أنحاء القارة، حيث تفوقت الصين على الولايات المتحدة وفرنسا، كشريك تجاري رئيسي ووصل حجم التجارة بين العملاق الآسيوي والقارة السمراء إلى 170 مليار دولارما يعني أن الاستثمارات والمشاريع الصينية العملاقة سوف تقود إلى تغيير حقيقي في أفريقيا.
على دور أفريقيا في إطار الخطط الصينية للتجارة والاستثمار والأمن، حيث يتوافد زعماء القارة على العاصمة الصينية للمشاركة في الحدث البارز. ويشار إلى أن التزام الصين في أفريقيا لم يعد يتعلق بتأمين الحصول المواد الخام فحسب، حيث تقوم الشركات الصينية بنقل العديد من عمليات الانتاج دول أفريقيا، بسبب ارتفاع تكاليف العمالة المتزايدة في الداخل. وتستثمر عشرات من الشركات الصينية الخاصة والمملوكة للدولة هناك. وتقدر شركة «ماكينزي» الاستشارية عدد الشركات الصينية التي تعمل في أفريقيا حالياً، بأكثر من 10 آلاف شركة، توفر فرص عمل للملايين من أبناء القارة.
وفي ظل تصاعد الخلاف التجاري مع الولايات المتحدة، تبحث بكين بشكل متزايد عن شركاء تجاريين جدد. ومن المتوقع أن يكون للصراع التجاري بين الولايات المتحدة والصين، تأثير غير ملحوظ ولكنه مُهم، على قمة بكين. وتقول سابين موكري من «معهد ميركاتور للدراسات الصينية» (ميريكس) في برلين: «سيكون من المثير للاهتمام أن نرى مدى قوة الصين في تقديم نفسها كبديل للولايات المتحدة، من حيث تأكيدها على حرية التجارة والتعددية».
ومن المقرر أن تستغل بكين القمة للترويج لمبادرة الحزام والطريق التي تهدف إلى إنشاء شبكة للتجارة والبنية التحتية، عبر قارات، تشمل إنشاء مشاريع ضخمة في أفريقيا. وقد بدأت المشروعات الصينية العملاقة بالفعل في تغيير وجه القارة. فقد أقام الصينيون خطوط سكك حديدية رئيسية، في كينيا ونيجيريا وإثيوبيا وتنزانيا وأنجولا والمغرب، كما قاموا بتمهيد آلاف الكيلومترات من الطرق، وبناء مستشفيات ومباني حكومية. ووصل الأمر إلى تمويل المستثمرين الصينيين مُدناً بأكملها، مثل مدينة سيداد دي كيلامبا – التي تبلغ مساحتها حوالي 9 كيلومترات – في أنجولا.
وإلى جانب إقامة علاقات تجارية وثيقة في دول القارة، تسعى الصين أيضاً إلى تحقيق مصالح عسكرية في أفريقيا. ففي يوليو الماضي، استضافت بكين منتدى أمنياً مع دول أفريقية للتحضير لقمة . ويقول الخبراء إن الصين تريد تأمين مصالحها الاقتصادية في القارة، بالإضافة إلى طرقها البحرية.