أعلن رئيس المجلس العسكري الانتقالي وزير الدفاع السوداني ورئيس اللجنة الأمنية العليا، اللواء عوض بن عوف عن تنحيه، وتعيين عبد الفتاح البرهان رئيسا للمجلس العسكري الجديد.
كما أعلن عن تنحي رئيس هيئة الأركان كمال عبد المعروف عن منصبه نائبا لرئيس المجلس، مؤكدا “حرص القوات المسلحة على تماسك المنظومة الأمنية في البلاد”.
وقال بن عوف في خطاب بثّه التلفزيون الرسمي «أعلن انا رئيس المجلس العسكري الانتقالي التنازل عن هذا المنصب واختيار من أثق في خبرته وجدارته بأن يصل بالسفينة إلى بر الأمان وبعد التفاكر والتشاور أعلن عن اختيار الفريق أول عبد الفتاح البرهان عبد الرحمن ليخلفني في رئاسة المجلس العسكري الانتقالي».
والفريق أول عبد الفتاح برهان هو المفتّش العام للجيش.
وأتت خطوة الفريق أول ابن عوف الذي كان وزير دفاع في ظل حكم البشير، غداة إطاحة الجيش بالرئيس البشير وتشكيل مجلس عسكري انتقالي برئاسته، في خطوة لم تلق ارتياحاً في صفوف المحتجين في شوارع الخرطوم الذين يطالبون بأن تكون الحكومة المقبلة مدنية.
يأتي ذلك في وقت يحتشد فيه مئات الآلاف من المتظاهرين في الشوارع المحيطة بمقر القوات المسلحة وسط الخرطوم، في تحد واضح لقرارات المجلس الانتقالي بفرض حالة الطوارئ، وحظر التجول من الساعة العاشرة مساء إلى الرابعة صباحا.
وكان الفريق عمر زين العابدين رئيس اللجنة السياسية المكلفة من المجلس العسكري قد قال في وقت سابق الجمعة إن المجلس سيعقد حوارا مع الكيانات السياسية لتهيئة الأجواء من أجل حوار.
وقال الفريق أول عمر زين العابدين إن الأزمة في البلاد كانت تتطلب حلولاً شاملة، والحلول تعتمد على مطالب المحتجين في الشارع، مشدداً: “لسنا طامعين في السلطة” ومؤكداً أن الرئيس البشير تم التحفظ عليه، وأن القضاء سيحاكم كل المتورطين في قتل المتظاهرين. كما شدد على أن المجلس العسكري الانتقالي لن يسلم البشير للجنائية، كما لن يسلّم المجلس أي سوداني لجهات خارجية.
ونقلت وكالة رويترز عن شاهد عيان، قوله إن مئات آلاف المتظاهرين احتشدوا قرب بمجمع وزارة الدفاع السودانية، كما تداول نشطاء صورا تظهر تواجد قيادات المعارضة وسط المعتصمين.
وعبر المحتجون عن غضبهم تجاه المجلس العسكري الانتقالي، الذي أعلن فترة انتقالية مدتها عامان كحد أقصى، بعد عزل البشير، الخميس، وطالبوا بتغيير المجلس العسكري.
واعتبر المتظاهرون أن بيان المجلس العسكري الذي أعلن عن توليه السلطة لمدة عامين، لم يلب المطالب اندلعت من أجلها الاحتجاجات.
وأعلن تجمع المهنيين السودانيين، الذي يقود الاحتجاجات، رفضه لوعود المجلس العسكري بأن الحكومة الجديدة ستكون مدنية، وأنه سيسلم السلطة إلى رئيس منتخب خلال عامين، ووصفه بأنه “أحد أساليب الخداع ومسرح للهزل والعبثية”.
وقال التجمع، الجمعة، في بيان عقب المؤتمر الصحافي للمجلس العسكري: “مطالبنا واضحة وعادلة ومشروعة”.