يعاني نحو 382 مليون شخص من مرض السكري حول العالم، وهو رقم من المتوقع أن يصل إلى 600 مليون في حلول العام 2035 . ونسبة انتشار السكري في الشرق الأوسط هي الأعلى في العالم.
في حين أنَّ ستة بالمائة فقط من المرضى المصابين بالسكري يعيشون حياة خالية من المضاعفات الناتجة عن هذا الداء. وفي الولايات المتحدة الامريكية وحدها يعاني نحو 1.25 مليون شخص من السكري النوع الأول.
يوجد لقاح مستعمل منذ مائة عام لمرض السل، وقد تبين اليوم أنه يعد بعلاج السكري النوع الأول. هذا اللقاح بات مستعملاً لعلاج سرطان المثانة وهو آمن جداً.
وأعلنت الجمعية الأمريكية للسكري أن منظمة الغذاء والدواء الأمريكية FDA ستقوم باختبار اللقاح على 150 شخصاً في مرحلة متقدمة من السكري النوع الأول.
إنَّ جسم مريض السكري النوع الأول، لا ينتج السكري بسبب قيام الجهاز المناعي بتدمير الخلايا التي توّلد الأنسولين. فالخلايا التائية T cellsتتوّلد مسببة مشاكل في خلايا الجزر البنكرياسية حيث يتم إنتاج الأنسولين، فيما اللقاح ينجح في علاج السكري النوع الأول عبر إزالته لهذه الخلايا.
ونتيجة الأبحاث تبين أنَّ حقن مرضى السكري النوع الأول باللقاح أدى إلى رفع معدل مادة تسمى “عامل نخر الورم”، التي تعمل بدورها على تدمير الخلايا التائية التي تعيق إفراز الأنسولين لديهم .
في التجربة السابقة تمَّ حقن المرضى بلقاح السل مرتين خلال 4 أسابيع . فأظهرت النتائج أن خطر الخلايا التائية قد زال وأن أجسام بعض المرضى عادت تنتج الأنسولين وحدها .
وتقول الدكتورة دنيس فوستمان مديرة قسم مختبر البيولوجيا المناعية في بوسطن:” أشعر بالإثارة من النتائج التي ظهرت بعد الاختبار. وفي المرحلة الأولى من التجربة برهنا عن رد فعل هام على لقاح السل ولكن هدفنا في هذه التجربة كان خلق رد فعل علاجي يدوم وقتاً طويلاً. وسنعمل مجدداً مع مصابين بالسكري النوع الأول لعدة سنوات. هذه ليست تجربة وقائية بل هي محاولة لخلق نظام قادر على علاج حتى الحالات المتقدمة من المرض.”
هذه التجربة الجديدة ستجرى على مدار سنوات. وسيتم إعطاء مرضى العينة حقنة من اللقاح مرة في العام في السنوات الأربع المقبلة.
وفي الوقت الذي علت فيه بعض أصوات الأطباء مشككة بنجاح هذا اللقاح في علاج ملايين المرضى من السكري النوع الأول، فإنَّ الوقت كفيل باخبارنا ما إذا كان سيصبح هذا اللقاح خياراً علاجياً للسكري النوع الأول أم لا.