مرت ذكرى رحيل العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ.41 عامًا مرت على وفاته، ظهرت فيها أجيال وأجيال، وتطورت الموسيقى، ولا يزال هو واحدًا من أهم وألمع المطربين في تاريخ مصر والمنطقة المنطقة العربية بأكملها.
لم يحتل حليم تلك المكانة لجمال ودفء صوته فقط، ولا للتطور الذي أحدثه في الموسيقى مع رفاق دربه: محمد الموجى وكمال الطويل وصلاح جاهين ومرسى جميل عزيز وبليغ حمدى وعبدالرحمن الأبنودى، على مستوى الكلمة واللحن، ولكن لذكائه الشديد، وقدرته على تطوير أدواته الفنية، وإدارته لموهبته من خلال علاقته بكبار الكتاب والصحافيين.
أدرك ابن قرية “الحلوات” بحسه الفطري أن الإنسان ليس بعدد السنوات التى يعيشها، ولكن بما يتركه للإنسانية على مستوى الفكر والثقافة والإبداع، فكان ذلك هو شغله الشاغل.
حليم الذي تيتم مبكرًا، كان صاحب ملكات خاصة. أعطى لفنه الكثير ولم يبخل عليه حتى بصحته. كان يعمل وهو في أشد حالات المرض، يرفض الاستسلام، ودائمًا ما كان يرفض أن يقهره المرض أو الموت، خصوصًا وأنه كان يعرف أن عمره قصير، لذلك كان عليه أن يعمل بجهد ودأب ليحيا بيننا من خلال فنه، وما تركه لنا من تراث غنائى شديد الثراء والتنوع.
حليم ليس مطربًا عاطفيًا فحسب، بل استطاع أن يغيّر مقاييس المطرب النجم. ولدت نجوميته مع ثورة سياسية، هي ثورة 1952، فكان أحد أبنائها المخلصين. صدق بها وآمن بمبادئها، لذلك غنى لها من روحه، وصار صوته مرادفًا لها ولإنجازاتها، وحتى نكستها في 1967، عندما شدا بواحدة من أجمل أغنياته “عدى النهار”.
الحياة الشخصية
وإذا كان تراث حليم الغنائي واضحًا وشديد الثراء، لكن حياته الشخصية كثيرًا ما أثارت التساؤلات، حيث دائمًا ما تُنسج حولها قصص عن علاقاته النسائية، بدءاً من قصة زواجه من الراحلة سعاد حسني، وتشكيك البعض في ذلك، مرورًا بأحداث أخرى.
نُسجت أيضًا حكايات عن ارتباط بعض أغانيه بقصص حب في حياته، ومنها أغنية “بتلوموني ليه”، التي غناها حليم لمريم فخر الدين في فيلم “حكاية حب”.
وحسبما روى مقربون منه، وعلى رأسهم الإذاعي والإعلامى الراحل وجدي الحكيم، فإن حليم وقع في غرام امرأة متزوجة، لذلك أصر على أن يبقي اسمها مجهولاً، وكانت على درجة كبيرة من الجمال، إلا أنها مرضت فجأة بمرض خطير، حيث اكتشف الأطباء إصابتها بمرض في المخ وهي شابة، ثم ماتت بعد معاناة مع المرض. وحزن حليم وغنى لها “بتلومونى ليه”، بكل جوارحه.