يتحرك جيش من الروبوتات في الريف الأمريكي مبشراً بطفرة في مستقبل إنتاج الغذاء في المستقبل. وفي منطقة الغرب الأوسط الأمريكي ودلتا نهر مسيسبي، تباشر 25 ماكينة تعمل بتقنيات الذكاء الاصطناعي عملها في حقول مزروعة حديثاً، حيث تجتث الأعشابشائش الضارة بمعدل 12 ميلاً في الساعة.
زاجل نيوز، ١٢، تموز، ٢٠٢٢ | تكنولوجيا
وللوهلة الأولى، تبدو هذه الماكينات الروبوتية التي تنتجها شركة جون دير الأمريكية للميكنة الزراعية بعد أن ابتكرتها شركة “بلو ريفر تكنولوجي” مثل معدات زراعية تقليدية، ولكن في واقع الأمر، مجهزة بـ36 كاميرا وعدد كبير من الأنابيب الدقيقة، وتستخدم برنامجها للرؤية الحوسبية للتمييز بين المحاصيل والأعشاب الضارة، قبل أن توجه فوهات دقيقة لنفث المبيدات مثل الطلقات صوب الحشائش الضارة، لتضع بذلك نهاية لأسلوب رش المبيدات الكيميائية.
وتؤكد أماندا ليتل، أستاذ الصحافة العلمية بجامعة فاندبريلت بولاية تينيسي الأمريكية في تقرير نشرته وكالة بلومبرغ للأنباء أن “روبوتات الرصد والرش النهائي” باهظة الثمن ومعقدة في تركيبها وغير متاحة إلا للمزارعين الذين يعملون على مستوى الصناعات الزراعية، ولكن تأثيرها على البيئة وصحة الانسان سيكون رائعاً بعد سنوات قليلة.
ونجحت الروبوتات الزراعية في تحسين انتاجية الأرض الزراعية 2 % فضلاً عن تقليل مجهود العمل أثناء الزراعة، ونقص العمالة، وإن كانت تثير مخاوف كثيرة من الكلفة الإضافية وتعقيد نظم الميكنة الزراعية الذي سيجعل المزراعين يعتمدون بشكل متزايد على شركات كبيرة مثثل جون دير.
وتندرج ماكينة “الرصد والرش النهائي” ضمن سبع معدات تطورها شركة جون دير، من بينها معدات للبذر الآلي وجرارات ذاتية القيادة وماكينات حصد القمح وغيرها، وتعمل جميعها بعشرات الكاميرات والمعادلات الخوارزمية لتقنيات الذكاء الاصطناعي، لتحليل البيانات والقياسات التي تجمعها وتطبيق الأنظمة التي تتناسب مع كل محصول وطبيعة الأراضي الزراعية.
ونقلت أماند ليتل عن يورغ هيرود نائب رئيس الشركة والمتخصص في مجال القيادة الذاتية للماكينات : “نكثف جهودنا ونضاعف استثماراتنا ثلاثة أمثال في الصناعات الروبوتية والتعلم الاصطناعي”.
وساعد هيرود بالفعل في زيادة عدد العاملين ضمن فريق تقنيات الذكاء الاصطناعي بالشركة من 50 فرداً إلى 400.
ورداً على سؤال عن استخدامها على نطاق واسع، تقول الشركة إن الطلب عليها يزيد بالفعل عن حجم المتوفر منها، وقرر هيرود أن يطرح 25% فقط من الأسطول المتاحة بالفعل لأنها لا تزال تحتاج لتحسين نموذج تمويل وخدمات هذا المشروع.
ووضعت شركة جون دير منظومة للتسعير لم تكشفها حتى الآن، وإن كانت لن تقل عن سعر ماكينة الرش التقليدية من نفس الحجم وهو 500 ألف دولار، علاوة على رسوم الاستخدام حسب المساحة بالفدان، ويمكن احتسابها بشكل شهري أو سنوي شاملة تكلفة الصيانة وبرمجيات التحديث.
ويهدف هيرود إلى زيادة أسطول الشركة من الماكينات الزراعية عشرة أمثال سنوياً لتستطيع الشركة طرح آلاف الماكينات الزراعية الروبوتية في الأسواق بحلول 2025.
وترى ليتل أن المخاوف من أن يؤدي الذكاء الاصطناعي إلى أن يصبح المزارعون أكثر تكاسلاً أو أقل تحملاً للمسؤولية في أنشطة الزراعة، لا أساس لها من الصحة لأن هذه النوعية من الميكنة الزراعية المتطورة، تهدف في الأساس إلى تحسين جودة الأرض الزراعية ونوعية الغذاء بالحد من استخدام الكيماويات الضارة
زاجل نيوز
