بناء الأسرة والعائلة هي من المراحل الضرورية في حياة الفرد وتؤثر في بناء المجتمع، وبناء الأسرة في السابق كان عبثيا وفوضويا ولا يمت بصلة لمنطق علمي وعملي بين الزوجين بتاتا، كان الزواج يتقرر ويتحدد من قبل الأهل والناس، والتعارف الأولي والأخير يبدأ من حين دخولهما مع بعض إلى عش الزوجية، كل يأتي بما لديه من ماضٍ وعادات “يفردونها” في البيت ويبدأ التعامل مع هذه القيم والعادات والأخلاق، وكانت النجاحات في العلاقات تكون بالحظ والصدفة، ولكن اليوم مع كل الانفتاح في العالم والتطورات الاجتماعية والتوعية لبناء أسرة مبنية على أسس واضحة وسليمة بين الزوجين، لا زلنا نشهد نسبة عالية من الانفصال والطلاق بعد خلافات عسيرة لم يعِ لها الزوجين في فترة التعارف أو لم يأخذانها على محمل الجد، لاعتقادهم بأن التغيير سيأتي بعد الزواج.
“عندما نتحدث عن بناء العلاقات السليمة قبل الزواج نبدأ بأن يكون التعارف بمثابة مرحلة مهمة في الحياة وليس هدفا.
– العلاقة مع شخص آخر من أجل الزواج كهدف بحد ذاته، يجعلنا نخسر أشياء جوهرية مهمة وأساسية لبناء نواة، ومن ثم تطور وصحة هذه النواة من أجل بناء عائلة وبالتالي مجتمع.
– مرحلة التعارف مهمة ويجب أن ندخلها حين نكون جاهزين لها، نفحص ونسأل الأسئلة الصحيحة في العلاقة، نستكشفها جيدا لنتأكد منها وهنا يبدأ الأساس لعلاقة سليمة وينبئنا التعارف بمدى صحة العلاقة في المستقبل.
نعني بالتعارف:
– لا نخاف أن نسأل اسئلة من المهم معرفتها، فالكثيرون يقعون في شرك التعارف الخاطئ، فنرى أزواجا يتزوجون والصوت الداخلي عندهم يكون غير مطمئن، ويقولون بعد الزواج سنغير بعضنا، أغيره أو أغيرها.
– مهم فحص التوقعات كم هي واقعية أم لا، فبعد أن يعيش الأزواج تحت سقف واحد تبدأ التوقعات بالنزول وتتهدم وتبدأ الصراعات.
– مهم فحص العلاقات الأسرية في داخل أسرة كل من الطرفين، طبيعة العلاقات في داخل الأسرة وديناميكيتها، وكيف تحل المشاكل، فديناميكية العائلة تساعدنا على كشف العلاقات المتوقعة بينهما مستقبلا.
نقطتين يجب الإشارة لها في فترة التعارف والانتباه لها بعمق:
1- العلاقات الأسرية كل في أسرته وديناميكية العلاقات داخل العائلة كما ذكرنا أعلاه، يساعدنا على فحص البيئة والمحيط الخارجي.
2- كيف يحلان المشاكل بين بعضهما البعض، فالطريقة لحل المشاكل، ستوحي لنا كيف ستكون علاقتنا، كيف نحاور وننقاش الأشياء، كيف تتخذ القرارات، قيم أساسية، كم يوجد توافق واختلاف، كيف سنعيش مع الاختلاف.
الزفاف:
الأزواج يقومون ببذل طاقات هائلة فقط من أجل الزفاف نفسه ومراسيمه، ولا تبذل طاقات من أجل المرحلة المهمة المقبلين عليها وهي الزواج والارتباط نفسه، فالأزواج يركزون على المظاهر ومن اجل الناس ولكي يرى الناس من أجل إرضاء النفس بذلك، وهنا نشير إلى أن فترة التحضير للزفاف ممكن أن تعكس وتؤشر لطريقة التفكير عند الطرف الآخر ويجب أن نفحص هل نحن في نفس التفكير أم لا.
شهر العسل
فترة وردية لا تدوم وكم من توقعات تتحطم بعد شهر العسل الوردي حين تبدأ الحياة العادية.
مع انتهاء المرحلة تبدأ مرحلة بناء نواة الأسرة.
أول سنتين من الحياة الزوجية
تبدأ بعد أن يعيش الزوجين تحت سقف واحد، تبدأ الحياة الحقيقية، وهنا يحتاج الزوجين لكثير من الصبر والنَفَس العميق، تبدأ الأسئلة لدى الطرفين هل تزوجنا الإنسان الخطأ؟؟ وهي مرحلة طبيعية ويمر بها كل الأزواج، هنالك تحديات كبيرة وكل تحدٍ يُعَرِف الزوجين أكثر على بعضهما البعض ويتعودان أكثر على الحياة المشتركة.
في هذه الفترة ينصح بعدم إنجاب الأطفال، ففي السنتين الأولى يبنيان معا، يجب إعطاء الفرصة والجاهزية الكاملة لمرحلة الوالدية القادمة، والسنتان مهمتان لبناء ثقافة مشتركة والجاهزية ليست مادية فقط.
ولادة الطفل الأول
يجب التجهيز لهذه المرحلة التي هي بمثابة عاصفة للزوجين تغيرهما كثيرا، وهذا يعيدهما لفترة التعارف حيث يجب التحدث عن الموضوع، عن أسس التربية، كم ولد يريدان، هل يريدان أولاد أم لا.
– من الضروري الحديث والحوار من قبل الزوجين وبناء توقعات لهما قبل الوصول لها والتحضير لهذه “العاصفة” التي سوف تغير نمط حياتهما.
– طرح المخاوف، طلب المساعدة، تثقيف عن الولادة والحمل، سماع، استشارة وغيرها.
– مخاوف المرأة في هذه المرحلة، تغيير جسمها، انشغالها بالولد وإعطاء وقتها له.
– الرجل يجب أن يعرف عن تغير المرأة وبطبيعة الحال كل هذه المستجدات تقلل من العلاقة الجنسية بينهما.
– يبدأ الرجل بالشعور انه ليس جزء من هذه المرحلة أيضا.